
كتب: د. عبد الرحيم ريحان
في ظل الجدل المتصاعد حول مشروع تطوير مدخل منطقة الأهرامات من جهة طريق الفيوم، طالب الدكتور محمد علي حسن، الحاصل على دكتوراه في الآثار المصرية القديمة والباحث في التسويق السياحي، بضرورة التوازن بين عملية تطوير منطقة الأهرامات وكرامة الزائر، مشددًا على أن الهدف من التطوير ليس فقط تحسين البنية التحتية بل الحفاظ على صورة مصر الحضارية في أعين العالم.
وأكد الدكتور حسن أن الزائر اليوم يبحث عن تجربة سياحية متكاملة، تحترم آدميته وتمنحه راحة تليق بعظمة المكان، وليس مجرد دخول لموقع أثري. وطرح مجموعة من المقترحات العملية التي وصفها بـ”الحلول العاجلة”، تضمن تطويرًا راقيًا لا يُرهق الزائر بل يُكرّمه.
وأوضح “حسن” أن الهدف من أي تطوير لا يجب أن يكون فقط في إنشاء مبانٍ أو نقل مداخل، بل في تقديم تجربة حضارية تحترم الزائر وتعكس عظمة التاريخ المصري، مشددًا على أن راحة الزائر هي الوجه الحقيقي لصورة مصر في العالم
وجاءت مقترحاته كما يلي:
-
استراحات لائقة: إنشاء استراحات مكيفة ومظللة داخل وخارج البوابات، مزودة بكراسي مريحة، ومراوح أو أجهزة تبريد، ومياه مجانية أو بأسعار رمزية، مع تواجد دائم لطواقم إسعاف مدربة.
-
قطار كهربائي حضاري: تشغيل قطار داخلي كهربائي يتنقل بين البوابات والمواقع الأثرية، بتصميم يتماشى مع الطابع الأثري وسعة كبيرة تقلل من فترات الانتظار، ويكون مجانيًا أو ضمن سعر التذكرة.
-
خدمة إنسانية لكبار السن: السماح لكبار السن وذوي الاحتياجات الصحية باستخدام عربات “جولف كار” أو سيارات كهربائية صغيرة دون قيود بيروقراطية.
-
إحياء وسيلة “الكارتة” التراثية: إعادة تصميم “الكارتة” التقليدية لتصبح جزءًا من تجربة الزائر السياحية ولكن بشكل آمن، مع تركيب ممتصات للصدمات ومظلات حرارية تقي الزوار من أشعة الشمس.
-
تصميم يعكس هوية الجيزة: توحيد شكل وسيلة التنقل بحيث يعكس التراث المصري ويحوّلها من مجرد وسيلة إلى عنصر جذب بصري وثقافي.
-
نظام نقل داخلي منضبط: تطوير حافلات داخلية تلتزم بجداول زمنية واضحة، مع لوحات إرشادية متعددة اللغات لتوجيه الزوار وتسهيل حركتهم.
-
تأهيل الكوادر البشرية: تدريب العاملين بالموقع على المهارات الإنسانية، والتواصل بلغات متعددة، والاستعداد للتعامل مع الطوارئ.
-
خدمة دعم طارئة فورية: تدشين رقم طوارئ موحّد أو نقطة مساعدة للسياح، تقدم دعمًا صحيًا أو إرشاديًا أو لوجستيًا بشكل فوري ومهني.
وختم الدكتور محمد علي حسن حديثه قائلًا: “نعم، نريد تطويرًا، ولكن نريده تطويرًا لا يُعذّب الزائر، بل يُكرّمه.. نريده تطويرًا يشبه حضارتنا ويرتقي باسم مصر.”