
مع بدء التشغيل التجريبي لمنظومة دخول الزائرين من طريق الفيوم إلى منطقة أهرامات الجيزة، تصاعدت الانتقادات من خبراء الآثار والسياحة والمرشدين السياحيين، وسط تساؤلات جوهرية حول مدى توافق المشروع مع توصيات منظمة اليونسكو، ومدى ملاءمته لطبيعة الزوار واحتياجاتهم.
وفي استجابة سريعة، استطلعت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة د. عبد الرحيم ريحان آراء عدد من الأسماء الوازنة في المجال، فكان هذا التحقيق الذي ينقل وجهات نظرهم دون تعديل أو تهذيب، إيمانًا بأن الصوت المهني الصادق هو السبيل الوحيد للحفاظ على سمعة مصر السياحية.
🧭 سمير عبد الوهاب: “30 أتوبيسًا كهربائيًا بديلًا.. وزيادة المظلات وتقليل الانتظار”
أكد سمير عبد الوهاب، القائم بأعمال نقيب المرشدين السياحيين، خلال مشاركته في اجتماع لجنة السياحة والطيران المدني بمجلس النواب الأخير، أن اللجنة في حالة انعقاد دائم لمتابعة تنفيذ التوصيات.

وأشار إلى أن منظمة اليونسكو أوصت بتحويل زيارة الأهرامات إلى “رحلة صديقة للبيئة”، على غرار ما جرى في وادي الملوك، ولفت إلى قرب توفير 30 أتوبيسًا كهربائيًا في مايو المقبل، وزيادتهم إلى 50 مع افتتاح المتحف الكبير في يوليو. كما أوضح أنه سيتم منع الوقوف في المحطات الفارغة لتقليل وقت الانتظار، إلى جانب تحسين البنية التحتية وتوسعة المظلات.
مطالب لا تحتمل الـاجيل أو ” الطناش “
وتجسّدت مطالب المرشدين السياحيين فى دخول كل الأتوبيسات السياحية لمنطقة الهرم دون تفرقة والذى يعتبرها السائح تفرقة عنصرية حيث أن أتوبيس الشركة مملكة السائح يشمل كل وسائل الراحة وثلاجة لحفظ أدوية للأمراض المزمنة مثل الأنسولين وغيره وفى هذه المملكة آمن على أمتعته الذى يتركها للزيارة ثم العودة ومن حقه أيضًا الراحة فى الأتوبيس إذ لم يرغب فى رحلة معينة حتى يعود زملاؤه علاوة على أن هناك تأمين كامل من قبل الشركات على هذه الأتوبيسات
وأن هناك مخاطر من ركوب السياح من جنسيات مختلفة أتوبيسات الشركة تتمثل فى احتمالية مشادات بين جنسيتين بينهما صراع سياسى أو تحرش جنسى وغيرها علاوة على إلغاء دور المرشد كيف يشرح فى هذه الأجواء كما أنها تفقد السائح متعة زيارة المقصد الأول له من الزيارة بل من زيارة مصر أصلًا وهو الهرم الأكبر بإجباره على مسار مفروض عليه يضع الهرم الأكبر آخر الزيارة
وأن نظام الجلوس فى أتوبيس الشركة عبارة عن كنبتين متقابلتين أى ظهر السائح للمنطقة لا يرى شىئ ولا يسمع شىء فكيف للمرشد السياحى أن يشرح وسط هذا الصخب وبذلك فقد أفقدنا السائح متعة الاستمتاع بالمكان وبالتالى فقد فقد السائح عبقرية المكان والإحساس به
وأن مسار الزيارة الجديد المفروض على المرشدين يلغى دور المرشد تمامًا ويجعل الرحلة عذاب غير محددة الوقت وكان أقصى مدة لها من 2 إلى 3 ساعات وبالشكل الجديد ربما تستغرق ضعف هذا الوقت يقضيها السائح من معاناة إلى أخرى ومطلوب منه السير فى ظروف حرارة شديدة 1200م ذهابًا وإيابًا لزيارة الهرم الأصغر
كما أن السائح سيكون غير آمن على أمتعته لو ضاعت بأتوبيس الشركة وزيارة الموقع تتطلب معاناة حيث يوجد 3 أنواع من أتوبيسات الشركة عند المدخل، الأول يذهب إلى منطقة الزيارة الرئيسية والثانى إلى المطاعم والثالث إلى موقع الجمّالة والخيًالة البعيد عن مسار الزيارة والذى أدى بهم لقطع الطريق فى اليوم الأول لجذب السياح إليهم، وفى كل مرة على السائح العودة لنقطة البداية عند مدخل الفيوم لأخذ أتوبيس مرة أخرى لأى من المقاصد الثلاثة
وتساءل كيف سيتم التعامل مع تكدّس الأتوبيسات والرحلات وكيف يتم التعامل أيام الأجازات والأعياد للمصريين أثناء زيارة الهرم بأعداد كبيرة؟
وجاء فى ختام البيان الإشادة بمجهودات وزارة السياحة والآثار والشركة المنفذة للتطوير لإظهار الموقع بصورة مشرّفة عالميًا والاتحاد مع التطوير دائمًا ويدعو له فى كل الملتقيات والمؤتمرات العلمية ووسائل الإعلام ولا يتأتى نجاح هذا التطوير إلًا بمشاركة أصحاب الشأن المنفذين للرحلات السياحية والأكثر دراية بثقافة السائح والحريصين على راحته وهم المرشدين السياحيين
🗣️ أحمد نور الدين: “التطوير يعزل السائح.. ويعذب كبار السن!”
انتقد أحمد نور الدين، نقيب المرشدين السابق بالجيزة وشمال الصعيد، ما وصفه بـ”تناقض تطبيق التوصيات البيئية” في ظل استخدام أتوبيسات ديزل نتيجة نقص الكهربائي منها.
وطرح تساؤلات حادة حول مصير المتعلقات الخاصة بالسياح، وحقوق كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، والخلط بين الجنسيات واللغات داخل شاتل باص واحد. واعتبر أن نظام الشاتل باص يقطع التواصل بين المرشد والسائح، ويحرم الأخير من الخصوصية والمتعة.
⚡ هدى راضي: “ماذا عن الحفلات والتواليتات والمطاعم؟ هل هذا صديق للبيئة؟”
وجهت المرشدة السياحية هدى راضي، صاحبة المواقف الجريئة، سلسلة من الأسئلة النارية لمنظمة اليونسكو:
-
أين أنتم من الحفلات الصاخبة؟
-
من المسارح التي تُبنى وتُهد؟
-
من المطاعم والكافيهات التي تصرف مياهها دون شبكة مناسبة؟
-
من الطريق السياحي خلف الأهرامات؟
-
ومن أتوبيسات أوراسكوم التي “تعذّب الزوار”؟
وشددت على ضرورة التعامل بشفافية مع ملف التطوير وتداعياته البيئية والثقافية.

📢 مجدي صادق: “أين خطاب اليونسكو؟ أظهروا الحقيقة!”
طالب الخبير السياحي مجدي صادق بالكشف العلني عن خطاب اليونسكو الذي يستند إليه الرافضون لدخول أتوبيسات السياحة، مؤكدًا أن دخول الشاحنات والأتوبيسات للمواقع الأثرية أمر طبيعي عالميًا.

وسخر من تمييز أتوبيسات أوراسكوم، متسائلًا: “هل سمحت اليونسكو ببيارات الصرف الصحي؟ بالإنشاءات الخرسانية؟” وأرفق للحملة صورًا ثابتة ومتحركة تثبت وجود هذه البيارات.
🛠️ فاروق شرف: “لا بيان رسمي من اليونسكو.. والتأثير البيئي يأتي من العوامل البشرية”
أوضح خبير الترميم فاروق شرف، أن اليونسكو لم تصدر بيانًا يجرّم دخول الأتوبيسات السياحية الفاخرة، لكنها فقط أبدت قلقًا عامًا من التأثير البيئي للنقل السياحي.

وأشار إلى أن وزارة السياحة بدأت منذ 2022 مبادرة لاستخدام النقل الصديق للبيئة، مؤكدًا أن الأحجار الجيرية بالأهرامات لا تتأثر بالأتوبيسات بل بسوء الاستخدام والعوامل الطبيعية. واستشهد بتقرير اليونسكو ذاته وبتجربته العملية في المجلس الأعلى للآثار.
🚌 أحمد القرشي: “المباني لا تليق.. والمسافات غير مهيأة للسياح”
من الميدان مباشرة، تحدث أحمد القرشي، نقيب المرشدين الأسبق بجنوب سيناء، عن وجود مبانٍ حديثة قرب مطعم خوفو لا تتناسب مع الطابع الأثري، وصعوبة حركة الزوار خاصة في رحلات اليوم الواحد المرتبطة بمواعيد الطيران.
وطالب بتمهيد طريق الوصول إلى هرم منكاورع، عبر إنشاء ممشى خشبي وزيادة عدد الباصات، وتحسين المظلات للوقاية من حرارة الشمس.
🌍 اتحاد المرشدين السياحيين العرب: “أوقفوا تجاهل المرشدين.. وأنقذوا الهرم من المعاناة”
أصدر الاتحاد بقيادة محمد غريب بيانًا رسميًا يرفض استمرار التشغيل دون استيعاب الملاحظات الجوهرية للمرشدين السياحيين.

وأشار إلى أن تجاهل دور المرشد يعني فقدان السيطرة على الرسالة الحضارية التي تصل للسائح، وحرمانه من التفاعل مع عبقرية المكان، كما أن وضع الزائر في باصات مزدحمة غير مريحة ولا آمنة قد يفقده المتعة، بل قد يعرضه للمخاطر في بعض الحالات.
وأكد البيان دعم الاتحاد الكامل للتطوير، شرط مشاركة أصحاب الشأن من المرشدين الذين يعرفون عقلية السائح واحتياجاته الفعلية.
🧾 الخلاصة:
بين تساؤلات مشروعة، وانتقادات نارية، وتأكيدات رسمية، يتشكل مشهد معقد أمام أعين المصريين والعالم. إن تطوير منطقة الأهرامات هدف نبيل، لكن الوسيلة تحتاج إلى شراكة حقيقية مع من يعيشون التجربة يوميًا: المرشدين، والخبراء، والمجتمع الأثري.
فهل تستجيب الجهات المعنية؟ وهل نرى قريبًا حوارًا مفتوحًا يضع مصلحة مصر فوق أي اعتبار تجاري أو تنظيمي؟ الأيام القادمة وحدها ستجيب.