
في خطوة نوعية تعكس التوجه الاستراتيجي نحو الانفتاح الأكاديمي والتعاون الدولي، أطلقت كلية السياحة والفنادق بجامعة مدينة السادات أول تعاون بحثي لها مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية (IFAO)، أحد أعرق المؤسسات البحثية الفرنسية العاملة في مصر منذ أكثر من قرن.
جاءت المبادرة تحت رعاية الدكتورة شادن معاوية، رئيس الجامعة، وبإشراف الدكتورة نهى عثمان عزمي، عميدة الكلية، والدكتور محمود أبو قمر، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور هشام عز الدين، رئيس قسم الإرشاد السياحي.
ورشة تدريبية متخصصة: البحث العلمي والكتابة الأكاديمية
ضمن إطار هذا التعاون، نظّمت الكلية ورشة عمل تدريبية بعنوان:
«منهجية البحث العلمي والكتابة الأكاديمية في مجال التاريخ ودراسات التراث والآثار»، وهي سابقة مميزة على مستوى كليات السياحة في الجامعات المصرية، تسعى من خلالها الكلية إلى دعم البحث العلمي وتطوير مهارات الباحثين والكوادر الأكاديمية.
يومان من التدريب المكثف في القاهرة ومدينة السادات
امتدت الورشة على مدار يومين:
الأربعاء 16 أبريل 2025: أقيمت الجلسات التدريبية في مقر المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة، بمشاركة أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة بقسم الإرشاد السياحي.
الخميس 17 أبريل 2025: استُكملت الفعاليات بمقر الكلية بجامعة مدينة السادات، بحضور نخبة من الباحثين الفرنسيين المتخصصين، هم:
- د. ماتيلد بريفو – مسؤولة التدريب بالمعهد
- د. لورا أجير – عضو علمي
- د. ماريون كلود – عضو علمي
محاور التدريب: من إعداد البحوث إلى النشر العلمي
شملت الورشة عددًا من المحاور المتخصصة التي تهدف إلى تأهيل الباحثين في المجالات التالية:
- إعداد البحوث العلمية في مجال الآثار
- استخدام أدوات البحث في المكتبات والأرشيفات الأكاديمية
- تحليل المصادر وإعداد قوائم المراجع
- أسس الكتابة الأكاديمية والاقتباس العلمي
- تقنيات تحقيق الوثائق والنشر في الدوريات العلمية المتخصصة
توقيت دبلوماسي وثقافي لافت
يتزامن هذا التعاون فى أعقاب الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، والتي استمرت لثلاثة أيام وشهدت اهتمامًا واسعًا على المستويين الرسمي والشعبي، ما يُضفي بُعدًا ثقافيًا ودبلوماسيًا على هذا الحدث الأكاديمي المهم.
المعهد الفرنسي للآثار الشرقية: تاريخ عريق وأبحاث متجددة
يُذكر أن المعهد الفرنسي للآثار الشرقية تأسس عام 1880 على يد عالم المصريات الفرنسي الشهير جاستون ماسبيرو، ويخضع لإشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الفرنسية. يدير المعهد حاليًا أكثر من 105 مشروعًا بحثيًا ويقود أو يدعم 38 بعثة أثرية تغطي جميع العصور، من ما قبل التاريخ وحتى العصر الإسلامي، ويشارك في مشاريعه سنويًا أكثر من 500 باحث دولي.
نقلة نوعية نحو العالمية
ويُجسّد هذا التعاون الأكاديمي التزام كلية السياحة والفنادق بجامعة مدينة السادات بالارتقاء بمستوى البحث العلمي، وتأهيل الكوادر البحثية وفق أحدث المنهجيات العالمية، بما يسهم في تعزيز التصنيف الدولي للجامعة، ويواكب طموحاتها في أن تكون مركزًا بحثيًا متميزًا على المستويين الإقليمي والدولى