
في وقتٍ تحاول فيه الدولة المصرية تطوير واحدة من أهم مناطقها الأثرية لتصبح على خريطة السياحة العالمية بمعايير عصرية، اصطدم التشغيل التجريبي لمنطقة الأهرامات بواقع الخدمات غير الجاهزة والقصور في البنية التحتية، ما دفع لجنة السياحة والطيران المدني بمجلس النواب إلى التحرك السريع وإصدار حزمة من التوصيات الملزمة.
اجتماع عاجل لتدارك الإخفاقات المحتملة
ترأست النائبة نورا علي اجتماع لجنة السياحة والطيران المدني، بحضور ممثلين عن وزارة السياحة والآثار، ومحافظة الجيزة، وشركة أوراسكوم، وغرفة شركات السياحة، والنقابة العامة للمرشدين السياحيين، إلى جانب خبراء ومختصين.
الاجتماع جاء للوقوف على التحديات الفنية واللوجستية التي ظهرت مع بداية التشغيل التجريبي لمشروع تطوير المنطقة الأثرية بهضبة الأهرامات.
مشروع قومي بعيون عالمية
أشارت النائبة نورا علي إلى أن المشروع يمثل أولوية قصوى كونه يتعامل مع أحد أبرز الرموز الأثرية في العالم، لافتةً إلى ضرورة الارتقاء بالخدمات والبنية التحتية في ظل قرب المنطقة من المتحف المصري الكبير، بما يضمن تجربة متكاملة للسائح من الدخول حتى المغادرة.
أبرز التوصيات الصادرة عن اللجنة:
1. إعادة تخطيط الطرق المؤدية للمنطقة الأثرية للقضاء على الزحام والتكدس المروري.
2. تشكيل لجنة رقابية دائمة تضم ممثلين عن وزارات السياحة والآثار والتنمية المحلية وغرفة الشركات لمتابعة التنفيذ شهريًا.
3. عقد لقاءات عاجلة بين المرشدين السياحيين وغرفة الشركات وأوراسكوم لتنسيق خطة استقبال السائحين
4. مطالبة وزارة المالية بتسهيلات جمركية لتوفير أتوبيسات كهربائية صديقة للبيئة.
5. استكمال تطوير منطقة التريض لتأهيلها لاستخدام الدواب بطريقة منظمة ومزودة بدورات مياه.
6. تخصيص مكان حضاري للباعة الجائلين بمحطة البانوراما مع تهيئة بيئة آدمية مناسبة.
7. تنظيم دورات تأهيلية للعاملين في المنطقة لضمان السلوك الحضاري في التعامل مع السائح.
8. وضع تسعيرة رسمية لركوب الدواب ومراقبتها من خلال محافظة الجيزة.
9. تطبيق كود الإتاحة لتمكين ذوي الهمم من التنقل بسهولة.
10. إعادة النظر في رسوم دورات المياه مع دراسة الدفع الإلكتروني.
11. التوسع في الحجز الإلكتروني لتذاكر الدخول لتقليل الزحام.
12. توفير سيارات جولف مكيفة بأسعار مناسبة بدلًا من التسعيرة المبالغ فيها حاليًا.
الانتقادات: مشكلات تشغيلية وضعف تنسيق
رغم الطموحات الكبيرة، شهد التشغيل التجريبي مشكلات واضحة، أبرزها:
- ضعف التنسيق بين الجهات المنفذة والمشغّلة
- استمرار المظاهر العشوائية في محيط المنطقة الأثرية
- شكاوى من ارتفاع أسعار الخدمات مثل سيارات الجولف
- عدم تهيئة البنية التحتية بشكل كافٍ لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة
- شكاوى متكررة من المرشدين السياحيين بشأن غياب الرؤية الواضحة في توزيع الأدوار
أكدت اللجنة أن إنجاح مشروع تطوير الأهرامات لا يقف عند الانتهاء من الإنشاءات فقط، بل يرتبط بجودة الخدمات، وتكامل الجهود بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، وبناء كوادر مدربة قادرة على تمثيل مصر أمام زوارها من مختلف أنحاء العالم.