آثار ومصرياتأخبار

رسالة سلام بين الأردن ومصر ..الرحّالة العالمي عبد الرحيم العرجان يقطع درب البدو بسيناء سيرًا على الأقدام

في يوم 12 أبريل، 2025 | بتوقيت 1:29 صباحًا

كتب:  الدكتور عبد الرحيم ريحان

في مغامرة استثنائية تجمع بين الروح الرياضية والمقاصد الثقافية والسياحية، أنهى الرحّالة العالمي الشهير عبد الرحيم العرجان، الأردني الجنسية، رحلته على درب البدو التاريخي بسيناء سيرًا على الأقدام، قاطعًا مسافة تزيد عن 200 كم، ورافعًا العلم الأردني في كل نقطة عبورها، في مبادرة فردية تهدف إلى الترويج لسياحة المغامرات وتوثيق الروابط الحضارية والإنسانية بين الأردن ومصر.

انطلقت الرحلة من مدينة نويبع وصولًا إلى مدينة الطور على خليج السويس، مرورًا بثلاث محميات طبيعية خلابة: طابا، نبق، وسانت كاترين، حيث سار العرجان وفريقه المكوّن من تسعة أفراد بدعم لوجستي ذاتي، وتعاون كريم من أبناء العشائر البدوية الذين وفروا الإرشاد والمساندة على طول المسار.

تدريب خاص ورسالة وطنية

صرّح العرجان لحملة الدفاع عن الحضارة المصرية، التي يرأسها الدكتور عبد الرحيم ريحان، قائلاً: “تدربت على هذه الرحلة في جنوب الأردن لتشابه الطبيعة والظروف المناخية، واخترنا معدات تخييم خفيفة وعالية الجودة، مع الاعتماد على الطعام المحلي المعدّ بعناية”.

وأضاف: “هدفي من الرحلة لم يكن المغامرة فقط، بل حمل رسالة تعريفية بالأردن ومساراته الطبيعية والتاريخية، والترويج لمنطقة الحميمة التي ترتبط تاريخيًا بمصر، وكانت ملتقى طرق القوافل بين البتراء ومصر وشمال أفريقيا”.

طريق الأنباط والمشترك الحضاري

تعدّ هذه الرحلة تتويجًا لمسار “الدرب النبطي”، الذي يربط بين الأردن وسيناء، ويمر بعدد من النقاط الأثرية التي كانت تستخدم في العصور القديمة ضمن طرق التجارة والحج، أبرزها طريق المحمل المصري البري. وقد استلهم الرحّالة شعار الرحلة من لقطة فوتوغرافية له أثناء مروره بـ”شق العباسية/العجوز” الذي يعدّ الأطول في الشرق الأوسط.

وأكد العرجان أن: “اللغة، والعروبة، والعلاقات الأخوية بين الأردن ومصر، جعلت هذه الرحلة تجربة إنسانية عميقة، وشكلت نموذجًا للتكامل بين البلدين في مجال سياحة البادية والمغامرات”.

.الرحّالة العالمي عبد الرحيم العرجان يقطع درب البدو بسيناء سيرًا على الأقدام
.الرحّالة العالمي عبد الرحيم العرجان يقطع درب البدو بسيناء سيرًا على الأقدام
.الرحّالة العالمي عبد الرحيم العرجان يقطع درب البدو بسيناء سيرًا على الأقدام

دعوة لتعزيز التعاون الأردني المصري

واستنادًا إلى هذا النجاح، طالبت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بتفعيل التعاون السياحي الأردني المصري في مجال سياحة المسارات البدوية، خصوصًا أن هناك حضارة نبطية مشتركة تعود جذورها إلى الفترة من القرن الأول الميلادي حتى عام 106م، ولا تزال آثارها شاهدة في كل من البتراء بالأردن وسيناء بمصر.

من أبرز هذه الآثار:

  • ميناء دهب البحري بجنوب سيناء.
  • قصرويت بشمال سيناء، كمركز ديني وتجاري.
  • مئات النقوش النبطية المنتشرة في أودية سيناء، والتي قام بدراستها باحثون من الأردن والسعودية ومصر.

رحلة توثيق وصناعة وعي سياحي

يُذكر أن عبد الرحيم العرجان فنان فوتوغرافي معروف، أقام معارض محلية ودولية، وله كتاب موثق عن مسارات المشي في الأردن (قيد الترجمة للإنجليزية)، كما كتب أكثر من 130 مقالًا عن سياحة المغامرة، وكان آخر إنجازاته تسلق قمة ميرا بيك في جبال الهملايا، وتقديم خمسة أبحاث علمية في مؤتمرات متخصصة.

واختتم العرجان حديثه برسالة إنسانية قال فيها: “لكل تجربة درب، ولكل درب حكاية، وسيناء حكت لنا عن الطبيعة والإنسان والتاريخ. هذه الأرض تستحق أن تُروى قصتها للعالم”.