كتب الدكتور عبد الرحيم ريحان
عبر درب البدو يأخذنا اليوم الرحّالة هانى الخليلي أحد رواد السفاري بسيناء إلى مغامرة بين الطبيعة والتراث في سيناء
يعد “درب البدو” أطول مسار جبلي في مصر يمتد بين خليج العقبة وخليج السويس بطول 200-300 كم، ويستغرق من 8 إلى 18 يومًا لعبوره ويمر المسار عبر وديان تاريخية مثل وادي وتير والوادي الأبيض وواحات كعين حضرة وممرات استخدمها الأنباط والرهبان فى سيناء
تستغرق الرحلة من 8 إلى 18 يومًا اعتمادًا على خط السير المختار وسرعة المجموعة والمسار لا يربط بين الأماكن الطبيعية فقط بل يُعيد إحياء المسارات التي كان يستخدمها البدو للتنقل معتمدين على مهاراتهم التقليدية.
ويرصد الرحّالة هانى الخليلي تجربة بدوية أصيلة لاكتشاف التراث البدوي مثل تحديد الاتجاهات بالنجوم واستخدام النباتات الصحراوية وتذوق الأطعمة التقليدية حيث تسير فى درب من طابا على خليج العقبة عند مدخل وادى الملحة – طريق الوشواشي – الملحة الريان – الملحة العطشانة – الفرايع – وادي المجازة – الشق – الكلر كانيون – الشريعة – وتير – وادي المسكر – عين حضرة – الوايت كانيون – ابو حماطة – مطمير – البرجاء – المخروم – الهدودة – البرجا ام شطان – نقب المغيرية – وادي الحمام – وادي زغرة – وادي الخريط – وادى الشلالة – نقب الشلالةً – فرش الارحب – وادي الاملح – امزريق الاول – ظمي – الكيد – امزريق التاني – جرات – ام سعيده – معلق – الحمر – بير الحمر – خضريف – الاقصرية – المقاضب – اسمامين – القصبة – قطيطير – الزرانيق – الرفضيه – حجر الراهب – كرم معلم – ابو سديه – مواجد – سدود – سيل ملايحه – خرم هجان – ابو عثي – العد – ملايحة – النقش – عريق – سهل القاع الطور خليج السويس
ويتضمن “درب البدو” وديان عتيقة مثل وادي وتير والوادي الأبيض ووادي غزالة، وواحات خضراء كواحة عين حضرة وهي مصدر ماء طبيعي استُخدم لقرون من قبل الأنباط والرهبان، وممرات تاريخية مثل درب سيدنا موسى الذي يمر بالوادي المقدس.
وتتعرف فى الدرب على ثقافة البادية فى تحديد الاتجاهات باستخدام النجوم والشمس واستخدام الموارد الطبيعية كالاعتماد على النباتات الصحراوية كمصدر غذاء أو دواء وخبرات أهل البادية فى التعامل مع البيئة علاوة على تذوق الأطعمة البدوية التقليدية مثل خبز الشراك والشاي المصنوع من أعشاب الصحراء.
ويشمل الدرب وديان مثل الوادي الأبيض برماله الناعمة وتضاريسه المدهشة التي تشكلت عبر ملايين السنين، ووادي فيران أول أبرشية فى سيناء قبل إنشاء دير سانت كاترين وعين حضرة الواحة الصغيرة بمصدر مياه طبيعي
ورغم أن الرحلة شاقة عبر وادى البدو الذى يطلق عليها “رحلة تكسير العظام” نظرًا لصعوبتها من السير لساعات طويلة يوميًا عبر تضاريس متنوعة تتراوح بين الرمال الناعمة والصخور الصلبة لكن متعتها فى مشاهد لا تُنسى مثل شروق الشمس بين الجبال أو السماء المليئة بالنجوم ليلًا.
وتعاون فى إحياء الدرب قبائل سيناء مثل الجبالية والترابين والمزينة وأولاد سعيد لنشر ثقافة البادية والتراث البدويعبر توثيق وترويج الطرق التقليدية وأساليب الحياة البدوية وتنشيط السياحة البيئية من خلال تقديم تجربة مستدامة وصديقة للبيئة و دعم المجتمعات البدوية عبر توفير فرص عمل لهم كمرشدين سياحيين ومضيفين والترويج لسيناء عالميًا كوجهة سياحية لمحبي المغامرة والاستكشاف والتواصل الثقافي بالتفاعل مع السكان المحليين وتعلم تقاليدهم ودعم جهود توثيق الثقافة البدوية، ويتطلب السير فى طريق البدو تخييم فى بعض المناطق وأحذية مناسبة
ويرصد الرحّالة هانى الخليلي التحديات التي تواجه درب البدو ومنها التغيرات المناخية التي تؤثر على مصادر المياه والواحات والتحضر الذي يؤدي إلى تقلص المساحات الطبيعية اللازمة للحفاظ على المسارات التقليدية والتكنولوجيا الحديثة التي تهدد بإضعاف أهمية المهارات التقليدية للبدو
ومن ثم تطالب حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان بدعم الدولة للمسارات التاريخية والثقافية بسيناء بتذليل كل العقبات وتنمية المجتمع البدوى بهذه المواقع بالحفاظ على ثقافتهم والمساهمة فى نشرها وتسويق المنتجات البدوية المرتبطة بها وتسجيل وزارة الثقافة لهذه المأثورات المتفرّدة فى سيناء تمهيدًا لتسجيلها تراث لامادى باليونسكو
