أخبارسياحة وسفر

“سعيد جمال الدين” يكتب : أزمة البدايات تُنهيها أوراسكوم بخطة تصحيح ناجحة فى الأهرامات

في يوم 9 أبريل، 2025 | بتوقيت 11:00 مساءً

الزوار يتنقلون بسلاسة داخل هضبة الأهرامات بعد تصحيح المسار

بدا المشهد في اليوم الثاني للتشغيل التجريبي للمنظومة الجديدة لزيارة هضبة أهرامات الجيزة،  مختلفًا تمامًا عن البارحة؛ حيث عادت ملامح الانضباط، وانتظمت حركة الأتوبيسات الكهربائية، وتوارى التكدس والارتباك الذي طغى على انطلاقة التجربة.

وقد كنا في بوابة “المحروسة نيوز “من أوائل من تابعوا هذا الملف لحظة بلحظة، حيث رصدنا بالأمس حجم التحديات التي واجهت شركة أوراسكوم بيراميدز، الشركة المنفذة للمشروع، لا سيما التغييرات المفاجئة التي طرأت على المسارات المحددة للتشغيل، والتي جاءت بتعليمات من جهات غير مختصة، مما أدى إلى ارتباك شديد في المنظومة، وبلغت ذروته بقيام عدد من أصحاب الدواب بقطع الطريق وتعطيل حركة الأتوبيسات، وسط غياب تدخل أمني حاسم.

مظاهر التكدس التي شوهدت خلال اليوم الأول من التشغيل

تكدس الزوار 

ورغم هذه البدايات العصيبة، أظهرت الشركة قدرًا عاليًا من المسؤولية والمرونة في إدارة الأزمة، حيث سارعت عقب انتهاء اليوم الأول إلى مراجعة ما حدث، وانطلقت في اليوم التالي بخطة تشغيل أكثر انضباطًا أعادت شيئًا من الاتزان للموقع الأثري.

وسجلت الهضبة في اليوم الأول رقمًا قياسيًا بعدد الزوار بلغ 13,800 زائر، وفقًا لبيان الشركة، وهو رقم غير مسبوق يعكس شغف الجماهير بالتجربة الجديدة، ويضع في الوقت ذاته تحديًا كبيرًا على عاتق المنفذين لضمان استمرارية النجاح.

ولعل أبرز ما يُحسب للمنظومة اليوم هو اختفاء مظاهر التكدس في مناطق التحميل، وسلاسة التنقل داخل الهضبة، وهو ما عكسته شهادات العديد من الزوار الذين أعربوا عن ارتياحهم لتحسن الأداء.

الحافلات الكهربائية الجديدة تسهم في تنظيم حركة النقل داخل الهضبة
الحافلات الكهربائية الجديدة تسهم في تنظيم حركة النقل داخل الهضبة

بين التجربة والمأمول: دروس مستفادة

ما حدث في اليوم الأول من التشغيل التجريبي ليس مجرد “عثرة بداية”، بل يعكس إشكالية أعمق تتعلق بتداخل الاختصاصات، وغياب التنسيق الحاسم بين الجهات المعنية. وإذا كانت شركة أوراسكوم قد استطاعت خلال 24 ساعة أن تتدارك هذا الارتباك، فإن الأمل الآن أن تمتد روح التصحيح هذه إلى مؤسسات الدولة المختلفة.

فالمشروعات السياحية الكبرى – بخاصة تلك المرتبطة بالهوية الحضارية لمصر – لا تحتمل العشوائية أو القرارات المرتجلة. وما جرى في هضبة الأهرامات هو جرس إنذار مبكر بأن الرؤية الواضحة، والتنفيذ المنضبط، والتنسيق المؤسسي، هي عناصر لا غنى عنها لإنجاح أي مشروع يستهدف تحسين تجربة السائح وتقديم صورة حضارية عن مصر.

ما جرى في اليوم الأول كان إنذارًا مبكرًا، أما ما تحقق اليوم فهو خطوة على طريق التصحيح. وإذا استمرت هذه الروح في إدارة المشروع، فربما نكون بالفعل على أعتاب تجربة سياحية غير مسبوقة تليق بمكانة مصر الحضارية وكنوزها الأثرية.

ويبقى السؤال مفتوحًا: هل تصمد الرؤية أمام الضغوط؟ وهل تفي الجهات المعنية بالتزاماتها لضمان استمرار هذا التحول؟

الأيام القادمة وحدها تملك الجواب.؟ 

إن أريد الإصلاح  ما أستطعت.. وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ، وعلى الله العلى القدير قصد السبيل

  سعيد جمال الدين