
وسط حرارة الشمس الحارقة وتكدّس غير مسبوق، تحوّلت تجربة زيارة منطقة الأهرامات – إحدى عجائب الدنيا السبع – إلى معاناة يومية للسائحين، بسبب ما وصفته شركات السياحة بأنه “تشغيل تجريبي كارثي” لمنظومة دخول جديدة افتقرت لأبسط قواعد التنظيم والتخطيط.
تكدّس السائحين في نقاط الإقلال والنزول، وطوابير الانتظار الطويلة تحت الشمس، والزحام الشديد على عدد محدود من الأتوبيسات غير الكافية لنقل الوفود السياحية… كل ذلك يحدث تحت لافتة “التطوير”، بينما الحقيقة أن ما جرى هو تشويه لواجهة مصر السياحية، وإهدار لجهود سنوات من العمل على تحسين الصورة الذهنية للمقصد المصري عالميًا.
العديد من شركات السياحة، التي تواصلت مع “المحروسة نيوز”، أطلقت استغاثة عاجلة للرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير السياحة والآثار شريف فتحي، من أجل التدخل الفوري لوقف هذه المهزلة التي تهدد سمعة مصر السياحية في مقتل.
تؤكد الشركات أن استمرار هذا الوضع سيؤدي حتمًا إلى عزوف السائحين عن زيارة الأهرامات، بل ومصر بأكملها، خاصة مع انتشار صور ومقاطع فيديو توثق المعاناة على وسائل التواصل الاجتماعي والصحف الأجنبية، في تناقض صارخ مع الصورة الراقية التي قدمتها الدولة في مناسبات رفيعة، مثل اصطحاب الرئيس السيسي لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في جولات ثقافية بمناطق مثل خان الخليلي والمترو والمتحف المصري الكبير.
إن ما يحدث الآن لا يمس فقط صورة السياحة، بل يمسّ كرامة الوطن أمام ضيوفه. فكيف لعاصمة الحضارة الإنسانية أن تعجز عن تنظيم زيارة لرمزها الأهم؟!
من “المحروسة نيوز”، نرفع هذا النداء الصادق إلى القيادة السياسية: تدخّلوا الآن قبل فوات الأوان إن أريد الإصلاح ما أستطعت وما توفيقى إلا بالله .. عليه توكلت وإليه أنيب .. وعلى الله قصد السبيل