أخبار

جولة بين عبق التاريخ ورسائل الحاضر: السيسي يصطحب ماكرون في زيارة إلى قلب القاهرة الفاطمية ..وعشاء بمطعم نجيب محفوظ ” مصر للسياحة “على أنغام مصرية فى قلب خان الخليلي

مكاسب عديدة من جولة الرئيسين سياسياً وسياحياً وإعلامياًً تعود على مصرنا بالنفع وتقود السياحة إلى أفاق كبيرة

في يوم 7 أبريل، 2025 | بتوقيت 8:30 صباحًا

في مشهد امتزج فيه عبق التاريخ بروح الدبلوماسية، اصطحب الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في جولة مسائية ساحرة إلى منطقة الحسين وخان الخليلي، أحد أقدم وأشهر أحياء القاهرة التاريخية.

وقد استهل الرئيسان جولتهما بزيارة مسجد الإمام الحسين، ثم الجامع الأزهر، قبل أن يستقرا في خان الخليلي حيث تناولا العشاء في مطعم “نجيب محفوظ”، التابع لشركة  مصر للسياحة ، إحدى شركات الشركة القابضة للسياحة والفنادق الحكومية  وسط ترحيب شعبي حار وحفاوة لافتة من المواطنين والزوار.

اللقاء الثانى عشر بين السيسى وماكرون

ويُعد هذا اللقاء هو لقائهما الثاني عشر في القاهرة أو باريس منذ تولي ماكرون منصبه عام 2017، لكن هذه الزيارة قد تكتسب أهمية خاصة،

انطباعات المواطنين: لحظة لا تُنسى

لم يكن المشهد تقليديًا، حيث استقبل المواطنون الرئيس عبدالفتاح السيسي بحفاوة بالغة خلال جولته في منطقة خان الخليلي بالقاهرة، برفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث ردد عدد من المواطنين تحية للرئيسين، وهتف البعض عبارات تمثل  الدعم والمحبة، منها: “بنحبك يا ريس” “تحيا مصر”، بينما سارع آخرون لتوثيق اللحظة بكاميرات هواتفهم.

إحدى السيدات علقت قائلة: “زيارة رئيس فرنسا لخان الخليلي برفقة الرئيس السيسي رسالة قوية أن مصر آمنة وسياحية بامتياز”.

فيما أضاف شاب في العشرينات: “دي أكتر حاجة شجعتني أنزل تاني وسط البلد… حاسس إن البلد راجعة لبهجتها”.

أهداف ورسائل الجولة: دبلوماسية ناعمة بحس مصري

تأتي هذه الجولة في إطار ما يُعرف بـ”الدبلوماسية الشعبية” أو “الدبلوماسية الناعمة”، حيث حرص الرئيس السيسي على تقديم صورة واقعية لمصر تنبض بالحياة والتاريخ والتسامح.

وقد أظهرت الجولة عمق العلاقات الثنائية، وجاءت كمشهد رمزي للتعاون الثقافي والحضاري بين القاهرة وباريس، بما يتجاوز السياسة التقليدية إلى بناء جسور الثقة والتفاهم المشترك.

توقيت لافت: تزامن مع وصول مقاتلات “رافال” الفرنسية

لم تكن الزيارة بمعزل عن التطورات السياسية والعسكرية، إذ تزامنت مع وصول دفعة جديدة من طائرات “رافال” الفرنسية إلى مصر ضمن صفقة دفاعية ضخمة تعكس متانة التعاون العسكري بين البلدين.

صفقة طائرات الراافال

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كتب على صفحته بمنصة «إكس»، إنّ طائرات الرافال المصرية تمثل رمزًا قويًا للتعاون الاستراتيجي بين البلدين،

ويرى مراقبون أن ظهور الرئيسين في قلب القاهرة الفاطمية، وسط الحشود الشعبية، يعكس رسالة ثقة متبادلة، وتأكيدًا على استقرار مصر، لا سيما في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.

صدى عالمي: صور الجولة تتصدر وكالات الأنباء

تصدرت صور الجولة الصحف الفرنسية والدولية، ووصفتها وكالة الصحافة الفرنسية (AFP) بأنها “مشهد فريد يجمع بين رمزية الأزهر وروح خان الخليلي”، في حين اعتبرت شبكة “فرانس 24” أن الجولة “خطوة ذكية لتعزيز مكانة مصر كوجهة آمنة وغنية ثقافيًا”.

صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية علقت بأن “الرئيس ماكرون بدا منبهرًا بثراء القاهرة التاريخية”، في حين رأت صحيفة “التايمز” البريطانية أن “الدبلوماسية المصرية تعرف كيف تدمج بين التاريخ والسياسة في آنٍ واحد”.


مكاسب الجولة: إشارات إيجابية على أكثر من صعيد

  • سياسيًا: تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، وفتح آفاق جديدة للتعاون الأمني والدفاعي.

  • سياحيًا: الترويج الفعلي للمقاصد التاريخية المصرية من خلال زيارة رفيعة المستوى، ما من شأنه أن يزيد من الثقة في السوق السياحي المصري.

  • شعبيًا: تعزيز الشعور الوطني والفخر بالهوية والتراث، خاصة في ظل حرص القيادة السياسية على الظهور وسط الناس وفي قلب المعالم التراثية.

عندما تتحدث القاهرة بلغتها الخاصة

ما بين مآذن الحسين وصخب خان الخليلي، بعثت القاهرة برسائلها، حيث اجتمع التاريخ والدبلوماسية في مشهدٍ واحد، يُعيد التأكيد أن مصر ليست فقط دولة ذات ثقل سياسي، بل أيضًا حضارة تُبهر وتُقنع… وتتحدث لكل من يزورها بلغتها الخاصة.

سعيد جمال الدين