
كنت في مجلة المصور اعمل بالديسك والفن والتحقيقات.
وفي التخصص الاخير اعتقد ان المصور في ذلك الوقت فاقت كل المطبوعات بفضل الاستاذ مكرم.
كنت راجعاً من اسيوط بعد إجازة قصيرة.والبلد تغلى بحكاية عزت حنفي. ربط الاقباط في أنابيب البوتاجاز وهدد بتفجيرهم.وطارد الصحفيين وتوعدهم.واغرق البلد بالافيون.
في القاهرة اكتشفت ان لا أحد يسمع عنه.وفي اجتماع التحرير اقترحت ان انزل لمقابلته.استمع مكرم وقال لا .ليس معقولا ان هناك من يقطع الطريق كما تقول.الداخلية صار عندها جرانوف.والخط وهذا الكلام كان قديما.
بعد اربع ايام انفجر عزت حنفي في وجوهنا.واظهرت صور الطائرة جزيرة النخيلة مزروعة بالكامل بالافيون.واطلقت الداخلية ٢ مليون طلقة لقتل عزت.وتسللت من بين الحصار فتاة قاهرية من باعة المخدرات لتدافع عنه وتموت إلى جواره.
وعقد مكرم اجتماعا عاجلا.وطلب ان انزل لاسيوط. قلت لا الموضوع انتهى كنت ساقابل عزت لكنه مات.والفضائيات لم تترك شيء.فقال لسيد زكي مندوب الداخلية انزل اسيوط.
نزل سيد وكتب تحقيقا جيدا 4 صفحات راجعته في الديسك ونشر.
وفي الاجتماع حضر مكرم غاضبا.اثنى على التحقيق.لكنه قال وأنت ستنزل اسيوط. قلت مندهشا لقد انتهى كل شيء ومضى أسبوع.قال لا انزل أسيوط .قلت مترددا هناك كلام كثير هناك فهل سننشر ذلك. قال مؤنبا انا لم احذف لك حرفا من قبل.
احرجتني الكلمة.وفي المساء كنت في اسيوط ليلا مع المصور عند اولاد سباق.اعداء عزت حنفي.وكنت أعرف بعضهم.ومن الغيطان تسللنا إلى فيلا عزت حنفي والظلام دامس.كانت الفيلا منهوبة على الاخر من الغوغاء.سرقوا الكراسي والمخدات واكباس النور والأثاث والمصابيح والقطط والكلاب.ليس في الفيلا سوى بعض الصور الممزقة واشرطة الفيديو وكميات كبيرة من الورق.
وفتحت حقيبتى وملاتها بالورق والشرايط وحقيبة المصور.
اثناء ذلك داهمنا كشاف قوي وصوت يصيح ممنوع ممنوع.
ضابط ملازم أول مع عساكر.وكنت احمل بعض الأوراق.اقتربت منه فاكتشفت إنني اعرفه.فقلت ازي طانط بيسه.فتوقف مندهشا عندما سمع اسم والدته.تابعت وازى اللوا فايز .كان الضابط الشاب يسكن مع والديه عندما كان طفلا بجوار شقيقتى فاتن وزوجها اللواء احمد عبد العزيز النجار.



وقلت لأحمد فايز انا شقيق طانط فاتن هل تتذكرني؟انا اعرفك وشقيقك التؤم.
فقال متلعثما اهلا ياعمو لكن هذا ممنوع.لان معاينة النيابة للمكان لم تتم.قلت له لاتغضب واعطيته الورق الذي امسكه.وخرجت بحقيبتين معباتين انا والمصور.
وسوف يموت هذا الشاب الجميل لكن برتبة عميد بعد سنوات في حادث الواحات الشهير.
اولاد سباق احضروا نماذج من سكان الجزيرة واستمعت لحكايات مهولة عن فساد الداخلية واعضاء مجلس الشعب.والقتل والجثث المطمورة تحت الارض.
وعرفت ان علاقة عزت حنفى بالأمن ترسخت بعد حادثة شهيرة.فقد قام مجهولين باقتحام البنك على الطريقة الأمريكية.وسرقوا ١٥ مليون جنيه واختفوا.كانت جزر طرح النهر بالآلاف ويصعب السيطرة عليها بالأمن.ولجا إليها أعضاء الجماعات الإسلامية الهاربين.واحتلها اعوان عزت من الأشقياء.وقبضوا على بعض الهاربين وسلمهم للامن.وكانت الضربة الكبرى عندما قبض على الهاربين بأموال بنك المراغة وسلمهم مع ال١٥ مليون جنيه للشرطة.ليصبح بعدهامدللا.
رجعت البيت وقرات الورق وشاهدت الأشرطة. اسماء كل تجار المخدرات وعناوينهم وأرقام تلفوناتهم.وكبار ضباط مكافحة المخدرات.ورسايل متبادلة من السجن من والد عزت حنفي.
وكتبت تحقيقا اتذكر ان مقدمته كانت هكذا.
رؤوس عديدة من المنتظر ان تطير بعد سقوط عزت حنفي على رأس هؤلاء العميد فلان الفلاني الذي كان يتقاضى راتب ٤٠ الف جنيه شهريا من عزت حنفي.والعقيد فلان الفلاني الذي صوروه عاريا مع ساقطة على جزيرةالمخدرات.والعميد فلان الذي أقام لابنته المولودة عيد ميلاد على الجزيرة وتلقى هدايا أحدها خاتم سوليتير للمولودة قيمته ٨٠ الف جنيه.
وعضو مجلس الشعب فلان الذي كان يتفاوض بالنيابة عن عزت حنفي وينقل صفائح الافيون.
قرأ مكرم التحقيق وشاهد الصور.وسالنى متأكد انت من كل ذلك.
قلت نعم.فكتب على التحقيق ينشر بلا اي تدخل.واعطاه ٦ صفحات.وعنوان الفلاف.
كانت المصور بثلاث جنيهات.وبيعت من اسيوط حتى بنى سويف بخمسين جنيها.
وفي المصور علا صياح كتبة المباحث.وعلى رأسهم حرامي الانابيب على رأي سيد زكي.سيغلقوا المجلة.هل هناك أحد يشتم الضباط واعضاء مجلس الشعب هكذا.خرجت في الطرقة.وقلت انا مسؤول عما كتبت.واي تكذيب لسطر سانشر ضده صفحتين.
في المساء أجرى مفيد فوزي لقاءا خاطفا مع حبيب العادلي ٣٠ ثانية.ساله نحن نشكر تضحيات الشرطة لكن مجلة رصينة ذكرت اليوم ان بعض ضباط الشرطة متورطين في مستنقع المخدرات.الكلام دا صحيح؟فاجاب العادلي صحيح يامفيد.
رحم الله الاستاذ مكرم محمد احمد.