
في إطار جهود الدولة المصرية لتحقيق الإتاحة الشاملة ودمج جميع فئات الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، شارك المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة في تدشين مبادرة “إتاحة الإعاقات غير المرئية”، التي انطلقت من المتحف المصري بالتحرير، بالتعاون مع الإدارة العامة للتربية المتحفية لذوي الاحتياجات الخاصة بقطاع المتاحف، ومؤسسة السندس للأيتام ذوي الاحتياجات الخاصة، وبحضور عدد من الشخصيات البارزة في المجال.
إتاحة شاملة تعكس رؤية الدولة للدمج المجتمعي
أكدت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، أن هذه المبادرة تعد خطوة محورية نحو تعزيز مبدأ الإتاحة الشاملة وضمان تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من التمتع بحقوقهم في الوصول إلى مختلف المواقع الثقافية والتراثية في مصر.
وأوضحت أن المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة يعمل منذ إنشائه على دعم كافة المبادرات التي تهدف إلى تحقيق الإتاحة للأشخاص ذوي الإعاقة، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان ورؤية مصر 2030، مؤكدة أن هذا المشروع يمثل نموذجًا مهمًا لالتزام الدولة بتوفير بيئة دامجة للجميع.
الإعاقات غير المرئية: تحدٍ يتطلب الوعي والدعم
أشارت الدكتورة إيمان كريم إلى أن الإعاقات غير المرئية، مثل الإعاقات السمعية والبصرية الخفية، والتوحد، وصعوبات التعلم، تمثل تحديًا كبيرًا ليس فقط في توفير الخدمات المناسبة، ولكن أيضًا في رفع مستوى الوعي حول احتياجات هذه الفئات.
وأضافت أن المبادرة تعكس رؤية تقدمية لدمج كل فئات الأشخاص ذوي الإعاقة في المشهد الثقافي والحضاري المصري، مؤكدة أن الحضارة المصرية ملك للجميع، ومن حق كل مواطن أن يتمتع بإرثها دون عوائق.
فعاليات تفاعلية لتعزيز الإتاحة داخل المتحف
تضمنت الفعالية عددًا من الفقرات التفاعلية، أبرزها:
كلمات رسمية من كبار المسؤولين، بينهم الدكتور علي عبد الحليم، مدير عام المتحف المصري، والدكتورة هبة عبد العزيز، المشرف على الإدارة العامة للتربية المتحفية، والدكتورة أمل عبد الرحمن صالح، رئيس مجلس إدارة مؤسسة السندس.
ورشة عمل تفاعلية بعنوان “تفعيل الإتاحة غير المرئية: المفهوم والتطبيق”، شملت:
تعريف الإعاقات غير المرئية وأهمية تفعيل الإتاحة داخل المتاحف.
أمثلة عملية على الأدوات والتيسيرات المقدمة لهذه الفئات.
محاكاة عملية لتفعيل الإتاحة داخل المتحف، بمشاركة الأشخاص المعنيين وتقسيمهم إلى مجموعات صغيرة للتنقل بين النقاط التفاعلية.
توثيق الفعالية بفيديو مرجعي يعكس التجربة الحية لتفعيل الإتاحة.
التأكيد على مواصلة الجهود لتحقيق الإتاحة الشاملة
اختُتمت الفعالية بتوجيه الشكر للجهات الداعمة والمساهمة في إنجاح المبادرة، والتقاط صورة جماعية للحضور تأكيدًا على أهمية العمل المشترك في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والدمج المجتمعي الكامل.
وجددت الدكتورة إيمان كريم التزام المجلس القوم مني للأشخاص ذوي الإعاقة بمواصلة دعم وتنفيذ مشروعات الإتاحة في مختلف القطاعات، سواء من خلال تهيئة المرافق عمرانيًا، أو إدخال التكنولوجيا المساندة، أو تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية الدمج والتمكين، لضمان مجتمع أكثر شمولية للجميع.