
تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، يواصل ملتقى “إدراك” للحوار الطلابي فعالياته، مقدمًا نموذجًا وطنيًا لتعزيز الوعي بين الشباب من خلال استعراض البطولات العسكرية المصرية. شهد اليوم الثاني من الملتقى لقاءً ملهمًا مع أبطال القوات الخاصة البحرية المصرية، الذين استعرضوا تفاصيل العمليات الفدائية التي ساهمت في تغيير مسار الصراع العسكري في المنطقة، وعلى رأسها إغراق المدمرة الإسرائيلية “إيلات”.
الوزارة ودورها في تعزيز الانتماء الوطني
أكد الدكتور أيمن عاشور أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تحرص على تنمية وعي الشباب بتاريخ وطنهم العسكري المشرف، من خلال فعاليات تُبرز التحديات التي واجهتها مصر عبر التاريخ، والانتصارات التي حققتها قواتها المسلحة. وأشار إلى أن مثل هذه اللقاءات تلعب دورًا محوريًا في بناء جيل واعٍ بقيمة وطنه، وقادر على مواجهة الأفكار الهدامة التي تستهدف استقراره وهويته.
من جانبه، أوضح الدكتور كريم همام، مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، أن ملتقى “إدراك” يستهدف تعزيز روح الولاء والانتماء لدى الطلاب، وربطهم برموز وطنية قدمت تضحيات عظيمة من أجل مصر. وأضاف أن الملتقى، الذي يعقد خلال الفترة من 10 إلى 13 مارس، يجمع نخبة من الخبراء، والأكاديميين، والرموز الوطنية، لإجراء حوارات تثقيفية وتوعوية تتناول قضايا وطنية وتاريخية هامة.
الوعي الرقمي.. مواجهة التحديات الحديثة
بدأت فعاليات اليوم بمحاضرة قدمتها الدكتورة سارة نعيم، المدرس بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة حلوان، حول الإنترنت المظلم والمراهنات الإلكترونية. تناولت المحاضرة مخاطر هذه الظواهر وتأثيرها السلبي على الشباب، بالإضافة إلى أهمية الوعي الرقمي في مواجهة التحديات الإلكترونية الحديثة، مثل الاحتيال الإلكتروني ونشر المعلومات المضللة عبر الإنترنت.
وأشارت د. سارة إلى أن التطور التكنولوجي السريع يحمل معه تهديدات جديدة تستهدف وعي الشباب، مؤكدة أن تعزيز الثقافة الرقمية هو أحد سبل الحماية من هذه المخاطر. كما شددت على أهمية الانتباه إلى وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في توجيه الرأي العام، سواء بشكل إيجابي أو سلبي.
بطولات البحرية المصرية.. كواليس العمليات الفدائية
عقب الإفطار، شهد الملتقى لقاءً حواريًا مميزًا مع اللواء قبطان عمر عز الدين، واللواء قبطان نبيل عبد الوهاب، من أبطال القوات الخاصة البحرية المصرية، اللذين استعرضا تفاصيل العمليات الفدائية التي نفذتها القوات البحرية خلال حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر 1973.
وسلط اللقاء الضوء على عملية إغراق المدمرة الإسرائيلية “إيلات” عام 1967، التي مثلت نقطة تحول هامة في الصراع المصري الإسرائيلي. وأوضح اللواء عمر عز الدين أن هذه العملية جاءت كرد فعل مصري على نكسة 1967، وأثبتت قدرة الجندي المصري على تحقيق المستحيل في ظل أصعب الظروف.
من جانبه، أكد اللواء نبيل عبد الوهاب أن القوات الخاصة البحرية المصرية نفذت عمليات دقيقة ومعقدة، مكبدة العدو خسائر فادحة. وتحدث عن تفاصيل تفجير الميناء الحربي الإسرائيلي في إيلات، مشيرًا إلى أن هذه العمليات لم تكن فقط انتصارًا عسكريًا، بل كانت رسالة قوية عززت الروح المعنوية للقوات المسلحة والشعب المصري.
دور الإعلام في توثيق البطولات
أدار اللقاء الإعلامي أيمن عدلي، رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين، الذي شدد على أهمية توثيق هذه البطولات ونقلها إلى الأجيال الجديدة، حتى يكون لديهم وعي حقيقي بدور القوات المسلحة في حماية الأمن القومي. وأكد أن الإعلام له دور رئيسي في التصدي لحملات التشكيك والتزييف التي تستهدف التاريخ الوطني.
وشهدت الجلسة نقاشًا مفتوحًا مع الطلاب، الذين طرحوا تساؤلات حول أبرز التحديات التي تواجه الشباب اليوم، مثل انتشار الشائعات، الغزو الثقافي، ومحاولات تزييف الحقائق عبر وسائل الإعلام المختلفة. وأكد الضيوف ضرورة التحلي بالوعي وعدم الانسياق وراء الحملات التي تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد، مشددين على أن مصر تستحق من الجميع العمل والاجتهاد لحماية مكتسباتها ومستقبلها.
تكريم أبطال البحرية وأنشطة طلابية متنوعة
في ختام اللقاء، قام الدكتور كريم همام بتكريم أبطال القوات البحرية المصرية، ومنحهم درع معهد إعداد القادة تقديرًا لعطائهم الوطني وتضحياتهم من أجل الوطن. وأكد أن الوزارة ستواصل تقديم مثل هذه اللقاءات ضمن استراتيجيتها لتعزيز الوعي الوطني لدى الطلاب.
واختُتم اليوم بمجموعة من الأنشطة الثقافية والرياضية، التي تهدف إلى تعزيز التفاعل بين الطلاب وتنمية روح التعاون والعمل الجماعي، في إطار الجهود المستمرة لتقديم تجربة متكاملة تجمع بين التثقيف، التوعية، والترفيه الهادف.