أخباربأقلامهم

اللواء الدكتور ” سمير فرج ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : حماس .. من أين بدأت؟.. وإلى أين؟!!

في يوم 27 فبراير، 2025 | بتوقيت 6:19 صباحًا

كنت في زيارة صديقي اللواء طبيب بهاء زيدان مدير مستشفى مجمع الجلاء الطبي للقوات المسلحة منذ سنوات ليبلغني أن الشيخ أحمد ياسين موجود بالمستشفى وقد حضر خصيصًا من غزة لتلقي العلاج هنا في مصر استأذنت أن أقوم بزيارته في غرفته وبعد إبلاغه وافق على أن أزوره حيث وجدت هذا الرجل القعيد الذي دخل تاريخ النضال الفلسطيني بتأسيس حركة حماس.

جلست معه 30 دقيقة ولم أخرج منه بشيء سوى شكره لمصر على مساعدته في محنته الصحية وكيف أنه سافر إلى بلاد عربية كثيرة لكنه لم يجد الرعاية مثلما وجدها في مصر عرفت بعدها أنني لم أخرج منه بمعلومة واحدة حيث كان يتهرب مني في كل سؤال عن حماس ليقول إن الله سبحانه وتعالى هو الذي أيدنا وهو الذي نصرنا ومن هنا صممت بعد ذلك أن أدرس وأتعمق في قصة حركة حماس.

وجاء اغتيال الشيخ احمد ياسين ليكون صدمة للجميع خصوصا ان عميل فلسطيني قام بوضع كبسولة في كرسي الشيخ ياسين المتحرك حيث تم توجيه الصاروخ إسرائيلي موجه مباشرة وتم اغتياله.

وقد تأسست حركة المقاومة الإسلامية حماس في ديسمبر 1987 خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى انتفاضة الحجارة كفرع لحركة الإخوان المسلمين في فلسطين تأسست الحركة على يد الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي الذين رأوا ضرورة وجود كيان مقاوم مسلح لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي جاء تأسيس حماس كرد فعل على الاحتلال الإسرائيلي ولتعزيز الهوية الإسلامية في النضال الفلسطيني.

وجاء تطوير حركة حماس من خلال عدة مراحل المرحلة الأولى من 1987 إلى 1993 ركزت حماس في بدايتها على العمل الاجتماعي والدعوي إلى جانب النشاط العسكري أصدرت الحركة ميثاقها الأول عام 1988 الذي أكد على رفض الاعتراف بإسرائيل ودعا إلى تحرير كامل فلسطين من النهر إلى البحر خلال هذه الفترة نفذت حماس عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية مما جعلها هدفًا رئيسيًا للقمع الإسرائيلي.

وجاءت المرحلة الثانية من 1994 إلى 2000 بعد توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل حيث عارضت حماس هذه الاتفاقيات ورفضت المشاركة في العملية السياسية وهنا ازدادت شعبية حماس بعد فشل اتفاقات أوسلو في تحقيق تطلعات الفلسطينيين واستمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية.

وجاءت المرحلة الثالثة من 2000 إلى 2006 مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000 حيث عززت حماس وجودها العسكري عبر جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام وأصبحت حماس لاعبًا رئيسيًا في الساحة الفلسطينية خاصة بعد اغتيال إسرائيل لعدد من قادتها والشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي عام 2004.

أما المرحلة الرابعة من 2006 حتى اليوم حين فازت حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 مما أدى إلى صراع مع حركة فتح وانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة حيث سيطرت حماس على قطاع غزة عام 2007 بعد مواجهات دامية مع فتح منذ ذلك الحين حكمت حماس قطاع غزة بشكل منفرد بينما سيطرت فتح على الضفة الغربية استمرت حماس في تطوير قدراتها العسكرية بما في ذلك صواريخ محلية الصنع وأنفاق تحت الأرض.

منذ تأسيسها كانت حماس في صراع دائم مع إسرائيل حيث نفذت عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية وردت إسرائيل بعمليات عسكرية واسعة ضد حماس في غزة كما فرضت إسرائيل حصارًا مشددًا على قطاع غزة منذ عام 2007 مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في القطاع وبالنسبة لموقفها مع إسرائيل فلقد جرت محاولات عديدة لتحقيق هدنة بين الطرفين أبرزها اتفاق تبادل الأسرى عام 2011 الذي أفرج بموجبه عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل أكثر من 1000 أسير فلسطيني.

وخلال الفترة الماضية سعت إسرائيل إلى تعميق الانقسام الفلسطيني حيث دعّمت وجود حماس في غزة عبر السماح بوصول 30 مليون دولار شهريًا من قطر كانت هذه الأموال تصل عبر طائرة قطرية ويتسلمها مندوب قطر في إسرائيل تحت حراسة مشددة من قوات الجيش الإسرائيلي ثم تُنقل إلى غزة حيث تتسلمها حماس للصرف على القطاع

وبذلك ازدادت قوة حماس في مواجهة حركة فتح في الضفة الغربية ما أدى إلى استمرار الخلاف بين الطرفين بدعم غير مباشر من إسرائيل لهذا السبب توجه المعارضة الإسرائيلية اليوم انتقادات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متهمة إياه وحكومته بدعم حماس مما مكّنها من إنتاج الأسلحة والصواريخ خلال السنوات الماضية وهو ما سمح لها بتنفيذ هجومها على إسرائيل يوم 7 أكتوبر 2023 والذي كبدها خسائر كبيرة.

ومن المتوقع أن يكون هذا الملف من أبرز القضايا التي سيحاسَب عليها نتنياهو إلى جانب رئيس الأركان ومدير الشاباك ومدير أمان المخابرات الحربية الإسرائيلية بعد الحرب ويرجَّح أن يخضعوا لتحقيق مشابه لما حدث بعد حرب 1973 مع مصر حين أدانت لجنة أجرانات القيادات الإسرائيلية بسبب التقصير في الاستعدادات.

وعندما بدأت حماس عملياتها العسكرية، ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر، كان هدف إسرائيل هو القضاء على حماس، ولكنها لم تحقق هدفها بالقضاء عليها ولكنها اضعفت قوة حماس العسكرية ولعل مشاهد تسليم الرهائن الإسرائيلية، أوضح بقوة، ان حماس مازالت موجودة، ولم يتم القضاء عليها.

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

Email: sfarag.media@outlook.com1

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخبار اليوم.