أخباربأقلامهممقالات الخبير الدولى علاء خليفة

الخبير الدولى ” علاء خليفة ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : الواقع المغلوط .. حين يصبح الوهم حقيقة بفعل الذكاء الاصطناعي

في يوم 20 فبراير، 2025 | بتوقيت 2:39 مساءً

في عصر التكنولوجيا المتقدمة، أصبحنا لا نعيش فقط بين الواقع الحقيقي والواقع الافتراضي الواقع المعزز ، بل دخلنا في مرحلة جديدة يمكن تسميتها بـ”الواقع المغلوط”. وهو ببساطة حالة من التضليل المنهجي المدعوم بالتكنولوجيا، حيث يتم توجيه الرأي العام بعيدًا عن الحقيقة عبر نشر معلومات زائفة بشكل مكثف ومدروس، مما يجعل الأكاذيب أكثر إقناعًا من الحقائق.

كيف يُصنع الواقع المغلوط؟

لم يعد التضليل مقتصرًا على الأخبار الكاذبة التي يكتبها أشخاص مجهولون على الإنترنت، بل أصبح هناك منظومات متطورة قائمة على الذكاء الاصطناعي مخصصة لهذا الغرض. هذه الأنظمة تعتمد على مجموعة من الأدوات القوية، مثل:

 1. الصور المزيفة (Deepfake Images): يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء صور لأشخاص وأحداث لم تحدث أبدًا، لكنها تبدو واقعية بشكل مذهل، مما يجعل من الصعب التمييز بين الحقيقة والخيال.

 2. الفيديوهات المزيفة (Deepfake Videos): يتم تعديل الفيديوهات أو إنشاء مقاطع فيديو كاملة تُظهر شخصًا ما يقول أو يفعل شيئًا لم يقم به في الواقع، مما يجعل من السهل التلاعب بالشخصيات العامة والتأثير على الرأي العام.

 3. المحتوى المزيف (Fake Content): مقالات وتقارير مكتوبة بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، مليئة بالمعلومات المضللة والمُصممة بطريقة احترافية لخداع القراء.

المؤثرون المزيفون: الذكاء الاصطناعي يتحكم في الرأي العام

لم يعد المؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي مجرد أفراد حقيقيين يتفاعلون مع متابعيهم، بل أصبح هناك آلاف الحسابات التي يديرها الذكاء الاصطناعي بالكامل. هذه الحسابات تُدار بطريقة آلية، تنشر منشورات، ترد على التعليقات، وتدير حملات إعلامية ضخمة لتشكيل الرأي العام حول قضايا معينة. هؤلاء “المؤثرون الرقميون” قادرون على خلق موجات من الآراء التي تبدو طبيعية، لكنها في الحقيقة مجرد جزء من حملة تضليل ممنهجة.

الهدف من نشر الواقع المغلوط

الواقع المغلوط ليس مجرد مصادفة أو نتيجة انتشار الأخبار المزيفة بشكل عشوائي، بل هو سلاح قوي يُستخدم في عدة اتجاهات، منها:

 • التأثير على الانتخابات والسياسة العامة: عبر نشر أخبار ملفقة تهدف إلى دعم طرف معين أو تشويه صورة طرف آخر.

 • التسويق للمنتجات والخدمات: من خلال تضليل المستهلكين وإيهامهم بمزايا غير حقيقية لمنتجات معينة.

 • إثارة الرأي العام حول قضايا معينة: سواء كانت قضايا اجتماعية، اقتصادية، أو حتى أزمات دولية.

كيف نحمي أنفسنا من الواقع المغلوط؟

 1. التفكير النقدي: لا تصدق كل ما تراه على الإنترنت. قم بتحليل المحتوى وابحث عن مصادر موثوقة.

 2. استخدام أدوات التحقق: هناك العديد من الأدوات والتقنيات التي يمكنها كشف التزييف العميق والتأكد من صحة الأخبار.

 3. متابعة مصادر موثوقة: لا تعتمد على مصدر واحد للمعلومات، وحاول التحقق من الأخبار من مواقع موثوقة ووكالات إخبارية رسمية.

 4. التوعية ونشر الوعي: شارك معارفك بهذه المعلومات، وساعد في توعية الآخرين بخطورة الواقع المغلوط.

نحن نعيش في عصر لا تُحدد فيه الحقيقة فقط بالوقائع، بل أيضًا بمن يتحكم في نشر المعلومات. لذلك، علينا أن نكون أكثر وعيًا، وأكثر حذرًا، وأقل تصديقًا لكل ما يُعرض أمامنا.

 الإنترنت مكان مليء بالمعلومات، لكن ليس كل ما يُنشر فيه يعكس الواقع الحقيقي. انتبهوا!

وإلى لقاء أخر ومقال جديد

كاتب المقال
علاء خليفة
الخبير السياحي الدولي في مجال التسويق السياحي والفندقي.
محاضر في التحول الرقمي في قطاع السياحة والفنادق.
عضو المجلس السياحي المصري وعضو جمعية السياحة الثقافية.
ورئيس مجلس إدارة شركة خبراء الديجتال لادراه العمليات التسويقية الدولية بمصر والامارات.
رئيس مجلس اداره شركة EGY Trace العالميه
وعلى مدار أكثر من 35 عامًا، تدرج علاء خليفه في العديد من المناصب فى قطاع السياحة والتسويق وتنمية الأعمال في القطاع السياحي والفندقي ، وبفضل هذه الخبرة الطويلة والدراسة المتخصصة يضع خطط تسويقية وحلول استراتيجية لتسويق المقاصد العربيه والدولية و تحسين التجربة السياحية وتنفيذ حملات التسويق المشتركه والعلاقات العامة.

للتعرف وللمزيد من المقالات للكاتب  أدخل على الرابط التالى

الرئيسية

https://elmahrousanews.com/?s=%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%A1+%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9+