أخبار

الخبير الدولى ” علاء خليفة ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : المتحف المصري الكبير.. بوابة مصر للماضى والمستقبل ودوره في تعزيز الوعى الثقافي

في يوم 24 فبراير، 2025 | بتوقيت 2:00 مساءً

مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير، بيلمع اسم مصر عالميًا من جديد، مش بس بسبب الآثار اللي جوه المتحف، لكن بسبب فكرته ككل. ده مش مجرد مبنى جديد بيضم كنوزنا التاريخية، لكن مشروع حضاري ضخم بيعيد تقديم الحضارة المصرية للعالم بأسلوب معاصر، وبيدينا فرصة نرجّع للثقافة دورها في تشكيل وعينا وحياتنا اليومية.

المتحف المصري الكبير، اللي هيفتح أبوابه على بُعد خطوات من أهرامات الجيزة، مش مجرد مخزن للتحف، لكنه مركز ثقافي وتعليمي وسياحي متكامل. لكن السؤال المهم هو: هل المصريين نفسهم عندهم الوعي الكافي بأهمية المتاحف؟ وهل زيارة المتاحف جزء من ثقافتنا اليومية؟ الحقيقة، للن كتير مننا بيشوف المتاحف كمكان للسياح الأجانب، ومش حاجة ترفيهية أو تعليمية مفيدة لينا أو لأولادنا. علشان كده، لازم نشتغل على تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي عند المصريين، لأن التاريخ بتاعنا مش بس للفرجة، ده مفتاح لفهم حاضرنا ومستقبلنا.

الحقيقة إن زيارة المتاحف اصبحت عند أغلب المصريين مرتبطة بالرحلات المدرسية، أو بكونها مكان “للسياح بس”، وده مفهوم لازم يتغير. مصر مش بس لازم تفخر بتراثها، لكنها كمان لازم تخلي زيارة المتاحف عادة يومية وسهلة لكل الناس، من الكبار للصغار، ومن العائلات للطلاب.

طيب ليه المتاحف مش مجرد أماكن عرض؟

المتاحف مدارس مفتوحة، مراكز تعليمية، أماكن إلهام، وجسور بين الماضي والمستقبل. في دول العالم المتقدم، المتاحف مش بس أماكن لعرض القطع الأثرية، لكنها أماكن للتفاعل والتعليم والترفيه. الناس بتروحها مش بس علشان تتفرج، لكن علشان تفهم وتستمتع وتتعلم. في مصر، عندنا فرصة عظيمة إننا نحول المتاحف لمصدر إلهام مستمر لكل الأجيال، لكن ده مش هيحصل لو فضلنا نشوف المتاحف كمكان “للسياح فقط ”

المتاحف مش مجرد أماكن للحفاظ على الآثار، دي مؤسسات ثقافية وتعليمية بتلعب دور كبير في تشكيل الهوية الوطنية وتعليم الأجيال الجديدة

إزاي نخلي زيارة المتاحف جزء من ثقافتنا اليومية؟

. تسهيل دخول المتاحف لكل الناس:

في بلاد كتيرة زي إنجلترا وفرنسا، دخول المتاحف الرئيسية إما مجاني أو بأسعار رمزية. المتحف البريطاني، متحف اللوفر، متحف الإرميتاج في روسيا، كلهم بيفتحوا أبوابهم للناس بأقل التكاليف أو مجانًا في أيام معينة من الأسبوع . ليه ما نعملش نفس الفكرة في مصر؟

• تخصيص يوم مجاني في الأسبوع للمصريين، بحيث العائلات والطلبة يقدروا يزوروا المتاحف بدون عبء مادي.

• تقديم اشتراكات سنوية رمزية، بحيث أي شخص يقدر يزور المتحف أكتر من مرة طول السنة بتذكرة موحّدة.

• تخفيض أسعار التذاكر بشكل عام للمصريين، علشان كل طفل وكل فرد في المجتمع يكون عنده الفرصة إنه يتواصل مع تاريخه.

• توفير مداخل خاصة لكبار السن وأصحاب الهمم، بحيث تكون الزيارة مريحة للجميع.

إزاي المتاحف تجذب الجمهور من خلال برامج العضوية السنوية؟

واحدة من أنجح الطرق اللي المتاحف بتستخدمها علشان تجذب الناس وتخليهم يزوروا أكتر من مرة هي برامج العضوية السنوية (Membership Clubs)، واللي بتدي المشتركين مزايا حصرية تخليهم مستمتعين بكل زيارة.

العضوية السنوية: سر الجذب والاستمرارية

بدل ما الزائر يروح المتحف مرة واحدة في السنة وخلاص، برامج العضوية بتوفر اشتراكات رمزية سنوية، تخلّي أي شخص يقدر يرجع للمتحف أكتر من مرة، ويستمتع بكل العروض والمعارض الجديدة اللي بتتغير طول السنة.

إيه اللي بيميز برامج العضوية في المتاحف؟

1. زيارات غير محدودة طول السنة

لما يكون عندك عضوية، تقدر تزور المتحف في أي وقت ومن غير ما تفكر في التذكرة كل مرة، وده بيشجع الناس على العودة لمشاهدة تفاصيل جديدة والاستمتاع بكل الفعاليات والمعارض المتغيرة.

2. دخول حصري للمعارض والفعاليات الخاصة

الأعضاء ممكن يحصلوا على امتيازات خاصة زي:

• حضور معارض جديدة قبل افتتاحها للجمهور العادي

• لقاءات مع فنانين وخبراء في التاريخ والفنون

• ورش عمل تفاعلية وتثقيفية

وده بيخليهم يحسوا إنهم جزء من تجربة خاصة مش متاحة لغيرهم.

3. خصومات وعروض في المتجر والكافيه

بعض المتاحف بتقدم عروض مميزة للأعضاء زي:

• خصومات على المنتجات والهدايا التذكارية في متجر المتحف

• أسعار مخفضة في الكافيه أو المطعم الخاص بالمتحف

• تخفيضات على التذاكر الخاصة بالعروض والندوات اللي بتتعمل جوه المتحف

• الخصومات دي مش بس بتخلي العضوية مغرية، لكنها كمان بتشجع الناس إنها تقضي وقت أطول جوه المتحف.

4. تجارب VIP وفرص تطوعية

بعض المتاحف بتقدم مستويات مختلفة من العضوية، واللي بتدي الأعضاء مزايا إضافية زي:

• دخول مجاني أو مخفض لمتاحف شريكة

• فرص تطوعية تخليهم يشاركوا في فعاليات المتحف

• جلسات تعليمية حصرية للأطفال والعائلات

إزاي المتاحف تروّج لبرامج العضوية السنوية؟

عشان العضوية تنجح وتجيب عدد كبير من المشتركين، لازم يكون فيه استراتيجيات تسويقية ذكية، زي:

1. التسويق عبر السوشيال ميديا

• نشر محتوى جذاب عن مزايا العضوية

• مشاركة قصص لأعضاء حاليين بيحكوا عن تجربتهم

• عمل مسابقات وجوائز لزيادة التفاعل وجذب ناس جديدة

2. تقديم تجربة مجانية لأول مرة

• عرض “تجربة عضوية مجانية لمدة شهر” علشان الناس تجرب المزايا الأول قبل ما تشترك بشكل دائم.

• تقديم “تذكرة اليوم الواحد القابلة للترقية” بمعنى إن الزائر يقدر يحول تذكرته العادية لعضوية سنوية خلال 24 ساعة بسعر مخفض.

3. استهداف العائلات والطلاب

• تقديم بطاقة عضوية عائلية تشمل الأب والأم والأطفال بأسعار مناسبة.

• تخفيضات للطلاب عشان يشجعهم يزوروا المتاحف ويستفيدوا منها أكتر.

4. التعاون مع الشركات والمؤسسات

• عمل شراكات مع الشركات الكبيرة عشان يوفروا لموظفيهم اشتراكات مخفضة.

• التعاون مع الجامعات والمدارس لتوفير عضويات تعليمية للطلبة بأسعار رمزية.

برامج العضوية مش بس بتشجع الناس على زيارة المتحف، لكنها بتخلق علاقة قوية بينهم وبين المكان، وبتحوله من مجرد “مزار سياحي” لمجتمع ثقافي حقيقي. ده كمان بيساعد المتاحف على تحقيق دخل ثابت ومستم، ويمكّنها من تطوير معروضاتها وتقديم تجارب جديدة وممتعة للزوار.

2. برامج تعليمية وتفاعلية للأطفال والشباب

الطفل اللي بيزور متحف وهو صغير، عمره ما هيكبر وهو شايفه “مكان تقليدي ممل”. في متاحف عالمية زي متحف متروبوليتان في نيويورك، الأطفال مش بس بيتفرجوا، لكن بيشاركوا في ورش عمل، بيتفاعلوا مع الأدلة الرقمية، وبيتعلموا من خلال اللعب والتجربة. في مصر، لو عملنا:

• جولات إرشادية تفاعلية للأطفال، مش مجرد سماع محاضرة جافة عن التاريخ.

• أنشطة عملية داخل المتاحف، زي إعادة رسم اللوحات، أو تصميم نماذج أثرية، أو حتى تمثيل مشاهد من التاريخ المصري.

• مسابقات وجوائز للأطفال والطلاب علشان نخليهم متحمسين يزوروا المتاحف أكتر من مرة.

3. الترويج للمتاحف بشكل عصري

الجيل الجديد بيعيش على السوشيال ميديا، فليه ما نستغلش ده في الترويج للمتاحف؟ ليه ما يكونش فيه محتوى جذاب على فيسبوك وإنستجرام وتيك توك؟ لازم المتاحف تقدم:

• فيديوهات قصيرة تفاعلية بتشرح القطع الأثرية وقصصها بشكل بسيط وجذاب.

• تحديات ومسابقات على السوشيال ميديا، زي تصوير أجمل لقطة داخل المتحف أو الإجابة على أسئلة عن المعروضات.

•تطبيقات ذكية تتيح للناس جولات افتراضية قبل زيارتهم الفعلية، زي اللي بتعمله متاحف عالمية كتير.

المتاحف وتأثيرها على الأفراد والمجتمع

1. الأطفال والشباب: جيل جديد أكثر وعيًا وفخرًا بتاريخه

الطفل اللي بيزور المتحف مش بس بيتعلم تاريخ، لكنه كمان بيكون ارتباط وجداني بحضارته. لما الطفل يشوف قدامه تمثال رمسيس الثاني، أو مومياء الملكة حتشبسوت، مش هيبقى مجرد درس محفوظ في كتاب، لكنه هيعيش معاه للأبد.

2. الكبار: إعادة اكتشاف الجذور

الأجيال اللي كبرت وسط زحمة الحياة، ممكن تكون نسيت جزء من تاريخها. زيارة المتاحف بتكون فرصة عظيمة علشان يفهموا تاريخهم من منظور جديد.

3. ترويج السياحة: استخدام المتاحف كواجهة عالمية لمصر

مش بس المصريين اللي محتاجين يزوروا المتاحف، لكن العالم كله عاوز يشوف عظمة الحضارة المصرية. لازم نروج لمتاحفنا بنفس القوة اللي بتتروج بيها متاحف أوروبا وأمريكا.

المتحف المصري الكبير: فرصة لتغيير ثقافتنا تجاه المتاح

افتتاح المتحف المصري الكبير مش مجرد حدث عالمي، لكنه بداية جديدة للثقافة والسياحة في مصر. ديه فرصة عظيمة نغير بيها ثقافة زيارة المتاحف عند المصريين. لو قدرنا نخلي المتاحف في متناول الجميع، ونعمل برامج تعليمية ممتعة، ونستخدم التكنولوجيا والسوشيال ميديا في الترويج، هنخلق جيل جديد فاهم تاريخه، معتز بهويته، ومؤمن بقيمة تراثه. وعلشان يبقى عنده التأثير الحقيقي اللي بنتمناه، لازم نشتغل على جعل المتاحف جزء من حياتنا، ونعمل على تعزيز الوعي الثقافي عند كل فئات المجتمع.

التاريخ مش بس صفحات في الكتب، التاريخ موجود حوالينا، في المتاحف، في الشوارع، في كل حجر بيحكي حكاية. لازم نسمع الحكايات دي، ونعيشها، ونورّثها للأجيال اللي جاية.

ولو قدرنا نخلي زيارة المتاحف تجربة ممتعة وسهلة الوصول، سواء من خلال تخفيض الأسعار، أو تقديم أنشطة تفاعلية، أو نشر الوعي عبر المدارس والسوشيال ميديا، هنقدر نبني جيل جديد يفتخر بحضارته، ويعرف قيمة تاريخه.

لأن ببساطة، اللي ملوش ماضي يستوعبه ويدركه، ملوش حاضر ووعي يعيشه ، ولا حتى مستقبل متقدم يصل اليه.

وإلى لقاء أخر ومقال جديد

كاتب المقال
علاء خليفة
الخبير السياحي الدولي في مجال التسويق السياحي والفندقي.
محاضر في التحول الرقمي في قطاع السياحة والفنادق.
عضو المجلس السياحي المصري وعضو جمعية السياحة الثقافية.
ورئيس مجلس إدارة شركة خبراء الديجتال لادراه العمليات التسويقية الدولية بمصر والامارات.
رئيس مجلس اداره شركة EGY Trace العالميه
وعلى مدار أكثر من 35 عامًا، تدرج علاء خليفه في العديد من المناصب فى قطاع السياحة والتسويق وتنمية الأعمال في القطاع السياحي والفندقي ، وبفضل هذه الخبرة الطويلة والدراسة المتخصصة يضع خطط تسويقية وحلول استراتيجية لتسويق المقاصد العربيه والدولية و تحسين التجربة السياحية وتنفيذ حملات التسويق المشتركه والعلاقات العامة.

للتعرف وللمزيد من المقالات للكاتب  أدخل على الرابط التالى

الرئيسية

https://elmahrousanews.com/?s=%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%A1+%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9+