
كتب الدكتور عبد الرحيم ريحان
أفادنا الكاتب والمؤرخ مصطفى أبو شامية والتي نشرت من خلاله حملة الدفاع عن الحضارة المصرية عدة تعديات على مواقع أثرية بالمحلة الكبرى ورشيد بأن النيابة الإدارية بالمحلة قامت باستدعاء إمام مسجد الأمير عبد الله عاصى بالمحلة وعامل المسجد للتحقيق فيما نسب إليهم بالمحضر رقم 2444 لسنة 2024 إدارى ثالث المحلة والمحضر رقم 2833 فى قسم ثالث المحلة بتاريخ 26 ديسمبر 2024 والذى قام بتحريرهما المفتش حازم عبد الله بمنطقة آثار المحلة ووجه إليهما تهمة تشويه أثر إسلامي عمدًا بأن قاموا بالاتفاق والمساعدة مع بعض الأهالى بتركيب مواسير للصرف الصحى وعمل تكسير فى جدران المسجد الذى تم انقاذه وترميمه منذ سنتين فقط، وذلك دون الرجوع لرجال الآثار.
وكذلك منع موظف عام من أداء عمله حيث رفض عامل المسجد السماح لمفتش الآثار من دخول المسجد لمعاينته ومتابعة حالته ؛ وقد تم تحويل المحضر إلى النيابة الادارية التى طلبت تحريات مباحث الآثار بطنطا والتى اثبتت التعديات المذكورة
كما تم استدعاء مسئولى الإدارة الهندسية بالأوقاف لسماع أقوالهم حول الواقعة والتى قمنا بنشر تفاصيلها من قبل بالصور الموثقة الذى نشرتها ” المحروسة نيوز ” يوم 19 نوفمبر 2024 تحت عنوان ” بالصور ..نكشف تعديات الأوقاف على مسجد عاصى الأثرى بالغربية ..وإهمال بآثار المحلة!!
مما دفع وزارة السياحة الآثار لإرسال لجنة فنية من القاهرة لإعداد تقرير بتلك التعديات؛ وتم عرضه على اجتماع اللجنة الدائمة التى أصدرت قرارًا بإزالتها فورًا وترميم التشويه الذى حدث، ومن جانبه قام إمام المسجد الشيخ عبد الرحمن ابو جمرة بتحرير محضر ضد رجال الآثار بالمحلة يتهمهم فيه بوجود عيوب جسيمة فى عمليات الترميم التى تمت منذ سنتين
وقد نشرت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان في 19 نوفمبر 2024 تحت عنوان ” بالصور نكشف تعديات الأوقاف على مسجد عاصى الأثرى بالغربية وإهمال بآثار المحلة” ما يلى:
رسالة اليوم أرسلها لحملة الدفاع عن الحضارة الكاتب والمؤرخ مصطفى أبو شامية الذى رصدنا من خلاله الإهمال في مساجد رشيد ونشرناها في عدة حلقات واليوم يطير بنا إلى المحلة الكبرى ليروى لنا مأساة مسجد عاصى الأثرى بالمحلة
أعمال الترميم عام 2022
ونعود بالتاريخ إلى عامين حيث نشرت المواقع الإخبارية خبر بتاريخ 23 إبريل 2022 عن انتهاء أعمال ترميم جامع عبدالله عاصى فى مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية شيده الحاج عبدالله عاصى فى 1135 هـ / 1722 م، واكتمل البناء على يد ولديه محمد وإسماعيل كما تبين الكتابة بحشوة خشبية أعلى باب الروضة لمنبر المسجد.
وتمت أعمال الترميم بالمسجد التطوير بعد أن انتهت أعمال ترميمه بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار ممثلة فى المجلس الأعلى للآثار ووزارة الأوقاف
وبدأت أعمال ترميم المسجد فى مارس 2021 كما أعلن المجلس واستهدفت ترميم نوافذه وشرفاته وأعمال الترميم الدقيق للمحراب وإظهار اللون الأصلى للطوب المنجور المميز لعمارة المسجد وأعمال الصلب الكامل للمسجد من الداخل والخارج وبالمئذنة، وعمل جسات وحقن للتربة أسفل المسجد لتدعيم الأساسات وعزل كامل للأرضيات ومعالجة الشروخ بجدرانه وتركيب مدادات خشبية مدفونة بين مداميك الطوب بعد استبدال القديم المتهالك منها
يقع المسجد فى منطقة سوق الليمون بشارع أبى سيفين المتفرع من شارع العباسى القديم بمدينة المحلة الكبرى ويتكون من ٤ أروقة ت موازية لجدار القبلة تتوسطها شخشيخة، وتتكون الأروقة من ثلاثة صفوف من الأعمدة الرخامية، كل صف به أربعة أعمدة عدا الصف الأول به ثلاثة فقط، وتحمل الأعمدة فوقها عقودًا مدببة يرتكز عليها السقف الخشبي، وللمسجد مدخل رئيسى يقع فى الطرف الجنوبى ومئذنة مثمنة شيدت أعلى المدخل.








التعدى على المسجد
بداية المأساة كما يرويها لنا الكاتب الصحفى والمؤرخ مصطفى أبو شامية حدثت الأسبوع الماضى عندما فوجئ مدير الآثار الإسلامية والقبطية بالمحلة الكبرى أثناء مروره على مسجد الأمير عبد الله عاصى بوجود تعديات وأعمال للسباكة والصرف على المدخل والواجهة الغربية للمسجد وأن من يقف خلف هذه الأعمال مجلس الإدارة الجديد وإمام المسجد وعماله،
حيث استغل هؤلاء الأشخاص يوم الإجازة الرسمية عن العمل لرجال الآثار وقاموا بتنفيذ تلك التعديات، وهو ما أصاب مدير الآثار بالمحلة بحالة من الذهول والغضب بسبب هذا التشويه وتلك الأعمال التى ليس لها أى مبرر، خاصة وأن عمليات الترميم راعت بكل دقة عملية تصريف مياه الأمطار من خلال أعمال العزل والميول لسطح المسجد وعمل مزاريب حجرية تتفق مع طبيعة الأثر من حيث الشكل،
وقام رجال الآثار بالمحلة بتحرير محضر فى قسم الشرطة بذلك خاصة بعد أن تجاهل مدير أوقاف المحلة استغاثتهم لإزالة تلك المهزلة التى تهدد واحدًا من أجمل المساجد الأثرية بالمدينة والمسجل كأثر بالقرار الوزارى رقم 10357 لسنة 1951 ونشر بجريدة الوقائع المصرية
وأوضح الكاتب الصحفى والمؤرخ مصطفى أبو شامية أن تلك الواقعة لم تكن هى الأولى فى ملف إدارة الأوقاف بالمحلة فقبلها بعدة شهور تم سرقة ساعة خشبية ماركة ” ليبيه” من مسجد على أبو سيفين بشارع سعد زغلول وهى من الساعات السويسرية النادرة التى يعود تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر حيث أسسها أوجست ليبيه سنة 1839م ،
ورغم أن أحد رواد المسجد القدامى أكد له أن الساعة كانت موجودة بالمخزن لحين الانتهاء من أعمال التجديد، لكن الشيخ محمود إمام المسجد الذى اتصل به للسؤال عن الساعة قال له أنها سرقت من أيام كورونا ولم يعد موجود منها سوى الهيكل الخشبى، ولوحين طلب منه تصوير الهيكل الخشبى قال أنه سرق أيضًا بعدها حيث أن الساعة تعرضت للسرقة على عدة مراحل لأن المسجد مفتوح 24 ساعة ولا يستطيعون السيطرة عليه وهو كلام يناقض نفسه لأن المساجد كانت مغلقة أيام كورونا
وتتساءل حملة الدفاع عن الحضارة لماذا لم يحرر محضر بالشرطة عندما اكتشف أول مرحلة من السرقة ولم يقم بتشوين باقى أجزاء الساعة والحفاظ عليها لأنها عهدته؟،
ويتابع الكاتب الصحفى والمؤرخ مصطفى أبو شامية بأن وكالة ” وقف قنصوه ” التى شيدها الأمير محمد جلبي قنصوه سنة 1146 هجرية 1733م والتي تعد المثال الباقى والوحيد للمنشآت التجارية الذى مازال يحتفظ بعناصره المعمارية منذ العصر العثمانى بمنطقة الدلتا، فقد تركتها الأوقاف بدون أى صيانة أو ترميم وأصبحت عرضه لتعديات التجار وأصحاب الحوانيت المؤجرة من الأوقاف التى تقع الوكالة تحت مسئوليتها وحمايتها وترفض أى تعاون أو مساعدة فى تنفيذ قرارات الإخلاء الصادرة ضد أصحاب هذه الدكاكين من أجل تسهيل مهمة رجال الآثار الإسلامية فى إعادة ترميم الوكالة قبل أن تنهار وتختفى من الوجود .. وهى مسجلة كأثر بالقرار الوزارى رقم 10357 بتاريخ 21 / 11 / 1951 م ونشر بالعدد رقم (115) بجريدة الوقائع المصرية
فى حين تعانى معظم الأضرحة والقباب التاريخية النادرة من التعديات والإهمال الجسيم وآخرها قبة العارف بالله الشيخ مصطفى أبو دعبس التى يعود تاريخها إلى قبل سنة 1185هجرية / 1771م وكان ملحقًا بها دار تحولت إلى تكية لإطعام الفقراء فى العصر العثمانى، ويتميز باطن القبة بنقوش وكتابات سريانية باللغة العربية لأسماء أهل الكهف وكلبهم، بالإضافة إلى توقيع النقاش وهي كالآتي ( مرنوش، دبرنوش، شادنوش، كفشططموش، تمليخا، مكسلينا، مثلمينا، قطمير) توقيع يوسف النقاش، ونتيجة لعدم وعى بعض أهالى المنطقة البسطاء قام أحدهم بتجديد القبة بالبوية من الخارج وعمل كسوه لمداخلها بالقيشانى
وحملة الدفاع عن الحضارة تهيب بمعالى الدكتور أسامة الأزهرى العالم المثقف صاحب الفكر المستنير وزير الأوقاف بالوقوف على كل هذه الأمور حماية للآثار الإسلامية بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وإزالة التعدى وإعادة ترميم المساجد المتضررة بالمحلة والذى أصابها الإهمال ولدى الآثار خبرات عالمية في مجال الترميم من إخصائى الترميم بالمجلس الأعلى للآثار