فى رمضان عام2016 ، عرض المسلسل العبقرى ” ونوس ” لكاتبه ا.عبد الرحيم كمال و اخراج للفنان المبدع شادى الفخرانى ، الذى تلبست به روح جوته فى رائعته فاوست ، وكأن جوته قد اقر قبل رحيله ،اذا اراد احدهم ان يجسد فاوست بصريًا ، فلتذهب المعالجة البصرية لشادى الفخرانى ، الذى اهتم بداية من “تتر ” المسلسل بمعالجة بصرية اشبه بالكولاج المتحرك ، مابين نصوص و كتابات قديمة تحدثت عن الشيطان او “ونوس ” ، مُغزله بموسيقى القانون الشرقى ، اثباتا للهوية المصرية العربية عن “فاوست ” لصاحبها القديم الحديث ” جوته الفخرانى ” .
عُرض المسلسل بأربع سنوات من عرض مسلسل ” الخواجة عبد القادر ” لنفس الكاتب ولنفس المخرج … لكن شتان بين المسلسين فى المعالجة البصرية ، ففى ” الخواجة ” ترى صورة نورانية تعكس روح ” الخواجة ” وما يخالجها من مشاعر وروحانيات ، اما ” ونوس ” فتكفى صورة الغلاف بالتتر النهائى للحلقات ، التى ارتعب منها حتى الآن ، واعتقد ان الممثل الكبير يحيى الفخرانى قد شحن نفسه داخليا بلغة التمثيل بكل شرور و خبث الشياطين اجمع ، حتى تظهر الصورة بكل تلك المعانى الداله على شرور هذا الكائن الذى يعتبر نفسه طاووسًا على الملائكة اجمع ، وكذللك البشر .
وبين كل هؤلاء ، ضاع “ياقوت ” او الانسان ما بين الروحانية و الشرور ، عبقرية الاستاذ نبيل الحلفاوى تتجلى فى حالة الجسمانية فى ادائه للدور بجانب عبقريته ادائه ، فها هو الانسان هزيل الجسمان لكن عظيم الصله بربه ، قد اتعبته الدنيا وشهواتها ووسوسة ” ونوس ” لكن ميزته ياقوت ان له دائما فرصة للرجوع ،لا يملكها ونوس ، فقد تنازل عنها قديما عندما رفض السجود لآدم ، فا عوقب ب ” الغرور و التكبر ” ، وهو مهمته الاثيره التى يوسوس بها لبنى ” ياقوت ” أجمع .
تأثرت كما بقية المشاهدين بالمسلسل و كنت اشاهده وانا اضع نفسى مكان ياقوت فى كل مشهد ، فكل ما يفعله ” ونوس ” لى المسلسل ، يحدثك معك انت ايضا بمسلسل حياتك ، الذى تعرف بداية ” تتر ” بدايته فقط ..
رسمت تلك اللوحات انفعالا بحب المسلسل ، وعلمت ان الفنلن نبيل الحلفاوى له اكونت رسمى بتويتر ، وانت احد المنعزلين عن تويتر وما زلت ، فدخلت على استحياء ، وفعلت زر المتابعة لاكونت الفنان نبيل ، وارسلت له الرسمه ، وتوقعت عدم الرد كعادة السوبر ستار … ولكن العكس ما حدثت ، فوجدت الفنان نبيل الحلفاوى قد ارسل برسالة ، مفادتها : انى قد تأكدت انك الرسام الذى قام برسم هذة اللوحة ، اشكرك عليها ،واشكرك على تفاعلك … فرحت كثيرا بتعليقه ، وفرحتى الاكثر انى احسست ما بين كلماته ان ما اراده ان يصل عبر تأديه الدور قد وصل بالفعل لمتلقيه ..
غادر ” ياقوت الحلفاوى ” الحياة ، وهو راض عن ما قدمه من اعمال ومن اقوال واراء فى الفن و الحياة ، و ما زال ” ونوس ” : متغاااااااااظ … كما ادائها الفنان يحيى الفخرانى بأداء مسرحى لا يبارى بالحلقة الاخيرة بالمسلسل … وهنا لا اعنى الاستاذ نبيل رحمه الله بشخصه ولكن اعنى بها كل ” ياقوت ” ما زال له فرصة للرجوع قبل ، نزول ” تتر ” النهاية .
كاتب المقال
الفنان والرسام والأديب
عبد الرحمن أبو بكر
عضو الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين
عضو الجمعية المصرية لفنانى الكاريكاتير
رسام الكاريكاتير بجريدة أخبار اليوم ومجلة روز اليوسف
