بأقلامهم

الخبير الدولى ” علاء خليفة ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : أهمية تحسين واستدامة التجربة السياحية في المقصد السياحي .. طريق نحو رضا الزوار ونمو السياحة المستدامة

في يوم 12 ديسمبر، 2024 | بتوقيت 2:00 مساءً

تُعد التجربة السياحية من أهم العناصر التي تُحدد نجاح أي مقصد سياحي، حيث تؤثر بشكل مباشر على مستوى رضا الزوار وسعادتهم. ومع تطور التوجهات العالمية نحو السياحة المستدامة، أصبح تحسين جودة التجربة السياحية واستدامتها ضرورة ملحّة لتحقيق النجاح والنمو المستقبلي في هذا القطاع. في هذا المقال، سنتناول أهمية تحسين التجربة السياحية وتأثيرها على تنمية أعداد الزوار المستقبلية، مع التركيز على أهمية السمعة الرقمية والتقييم المستمر عبر Social Listening.

  1. تحسين واستدامة التجربة السياحية وتأثيرها على الزوار

تُظهر الدراسات أن تجربة الزوار الإيجابية تُعد عاملاً حاسمًا في بناء انطباعاتهم عن المقصد السياحي. وفقًا لتقرير منظمة السياحة العالمية (UNWTO)، 94% من الزوار يُفضلون العودة إلى مقاصد سياحية تلقوا فيها خدمات عالية الجودة وعاشوا تجارب مميزة.

أثر تحسين التجربة على رضا وسعادة الزوار:

  • زيادة التفاعل والمشاركة: زائر سعيد هو زائر أكثر تفاعلاً على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعزز التسويق المجاني للمقصد عبر التوصيات والمراجعات الإيجابية.
  • تحسين معدلات الولاء: السياح الراضون يُظهرون استعدادًا أكبر للعودة إلى نفس الوجهة في المستقبل.
  • تعزيز النفقات: وفقًا لتقرير صادر عن شركة “ماكينزي”، الزوار الذين يقيّمون تجربتهم بأنها إيجابية يزيد إنفاقهم في المقصد بنسبة تصل إلى 23% مقارنة بمن كانت تجربتهم متوسطة أو ضعيفة.

استدامة التجربة السياحية:

  • تعزيز الممارسات المستدامة يُظهر التزامًا واضحًا تجاه البيئة والمجتمع المحلي. على سبيل المثال، السياح يفضلون المقاصد التي تعتمد على الطاقة المتجددة وتقلل من استهلاك الموارد بنسبة 72% وفقًا لاستبيان عالمي أجرته “Travel Foundation”.
  • برامج الاستدامة تُساهم في الحفاظ على البيئة الطبيعية والثقافية، مما يجعل المقصد أكثر جاذبية على المدى الطويل.
  1. السمعة الرقمية: بوابة المقاصد السياحية للنمو

في عصر الثورة الرقمية، تُعد السمعة الرقمية لأي مقصد سياحي من أهم أصوله. وفقًا لتقرير صادر عن “Statista”، 88% من الزوار يقرؤون التقييمات الإلكترونية والمراجعات قبل اتخاذ قرار السفر. السمعة الرقمية ليست مجرد انعكاس للانطباعات الحالية، بل هي أداة للترويج وجذب شرائح جديدة من الزوار.

كيفية بناء وتعزيز السمعة الرقمية:

  • الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي: إنشاء محتوى جذاب ومشاركات تسويقية تعكس جمال المقصد وقيمته الثقافية.
  • التفاعل مع الريفيوهات  والتقييمات: الرد السريع على التقييمات السلبية والإيجابية بطريقة احترافية يُظهر اهتمامًا بالزوار، مما يُعزز الثقة الشديه بالمقصد.
  • التعاون مع المؤثرين: حملات مؤثرة مع صانعي المحتوى لمحو ل sterotyping او االصوره النمطيه ونشر قصص ملهمه تزيد   من انتشار المقصد بين شرائح جديدة من الناس.

أهمية السمعة الرقمية في الأرقام:

  • وفقًا لتقرير “TripAdvisor”، 70% من السياح يقررون وجهة السفر بناءً على التقييمات عبر الإنترنت.
  • الوجهات السياحية التي تركز على تحسين سمعتها الرقمية تشهد زيادة في الحجوزات بنسبة تصل إلى 35% مقارنة بالمقاصد التي تهمل هذا الجانب.
  1. أهمية تتبع التفاعلات عبر Social Listening في تقييم الحملات السياحية!

تُعد أداة Social Listening من أهم التقنيات الحديثة لتحليل وفهم التفاعل مع المقصد السياحي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذه التقنية تتيح للمسوقين معرفة ما يُقال عن وجهتهم بدقة وفي الوقت الفعلي، مما يُساعد على تحسين الحملات التسويقية ومعالجة نقاط الضعف.

فوائد Social Listening:

1.التعرف على نقاط الضعف: تحليل المحادثات والمراجعات يُظهر بوضوح الجوانب التي تحتاج إلى تحسين.

2.قياس تأثير الحملات: يُمكن قياس مدى نجاح الحملات الإعلانية من خلال عدد مرات الذكر (mentions)، والمشاركات، والتفاعل.

3.إدارة الأزمات بسرعة: اكتشاف المشكلات فور حدوثها يُساعد في الحد من تأثيرها السلبي على السمعة الرقمية.

أمثلة عملية:

  • إحدى الوجهات السياحية العالمية اكتشفت عبر Social Listening أن العديد من الزوار يشتكون من صعوبة الوصول إلى مراكز المعلومات. نتيجة لذلك، تم تحسين اللافتات وزيادة نقاط المساعدة، مما أدى إلى تحسين التقييمات بنسبة 18% خلال 3 أشهر.
  • تحليل التعليقات السلبية حول النظافة أو الخدمات أدى إلى تطوير استراتيجيات لإصلاح هذه الجوانب، مما أدى إلى زيادة الحجوزات بنسبة 15%.

 طريق النمو والاستدامة:

تحسين واستدامة التجربة السياحية لا تقتصر على تقديم خدمات عالية الجودة، بل تشمل إدارة دقيقة للسمعة الرقمية وتتبع التفاعلات عبر Social Listening. هذه الجهود تُساعد المقاصد السياحية على بناء علاقة طويلة الأمد مع الزوار، مما يؤدي إلى زيادة معدلات رضاهم وسعادتهم، وجذب المزيد من الزوار الجدد.

ومن خلال الجمع بين استراتيجيات تحسين التجربة، وتعزيز السمعة الرقمية، واستخدام أدوات مثل Social Listening، يُمكن للمقصد السياحي أن يُحقق نموًا مستدامًا ويُصبح وجهة مفضلة للسياح حول العالم.

كاتب المقال
علاء خليفة
الخبير السياحي الدولي في مجال التسويق السياحي والفندقي.
محاضر في التحول الرقمي في قطاع السياحة والفنادق.
عضو المجلس السياحي المصري وعضو جمعية السياحة الثقافية.
ورئيس مجلس إدارة شركة خبراء الديجتال لادراه العمليات التسويقية الدولية بمصر والامارات.
رئيس مجلس اداره شركة EGY Trace العالميه
وعلى مدار أكثر من 35 عامًا، تدرج علاء خليفه في العديد من المناصب فى قطاع السياحة والتسويق وتنمية الأعمال في القطاع السياحي والفندقي ، وبفضل هذه الخبرة الطويلة والدراسة المتخصصة يضع خطط تسويقية وحلول استراتيجية لتسويق المقاصد العربيه والدولية و تحسين التجربة السياحية وتنفيذ حملات التسويق المشتركه والعلاقات العامة.

للتعرف وللمزيد من المقالات للكاتب  أدخل على الرابط التالى

الرئيسية

https://elmahrousanews.com/?s=%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%A1+%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9+