كشفت دراسة جديدة للباحث في العلوم الرقمية للقرآن الكريم صالح الصادق الرشيدى عن موقع لقاءذ نبى الله موسى بالخضر وحددها بمنطقة رأس محمد بجنوب سيناء من خلال برنامج جغرافيا المكان في قصص القرآن الكريم عن طريق برنامج حساب الجمل للآيات 60 – 65 من سورة الكهف، ووردت القصة كاملة فى القرآن الكريم فى سورة الكهف من الآية 60 إلى 82 .
وأوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن الآية 60 ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا﴾ تقع في الجزء 15 الصفحة 300 من المصحف الشريف، والأية 65 ﴿ فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا﴾ تقع في الجزء 15 الصفحة 301
واعتمدت الدراسة على استخراج الآية 60 وعدد كلماتها 13 كلمة وعدد حروفها 49 حرف، والآية 65 وعدد حروفها 50، واستخرج منها الإحداثيات الآتية
49/27/49N@ شمالًا، 34/13/50E شرقًا
وبالبحث في برنامج قوقل ايرس يظهر لنا موقع رأس محمد حيث التقي سيدنا موسي مع سيدنا الخضر العبد الصالح، ويحدد القرآن الكريم طبيعة هذه الأرض بأنها أرض رملية حيث يستطيع الإنسان في الصحراء قص الأثر عن طريق علامات الأقدام للبشر أو الحيوانات على الرمال ﴿ فَٱرْتَدَّا عَلَىٰٓ ءَاثَارِهِمَا قَصَصًا﴾ ومنطقة رأس محمد حيث اللقاء أرض رملية
ويتابع الدكتور ريحان بأن هذه الدراسة تؤكدها دراسة أخرى اعتمدت على صور الأقمار الصناعية والزيارة الميدانية للموقع والمعلومات التاريخية والنصوص القرآنية وتحليلها للباحث في التاريخ عماد مهدى والتي حددت أربعة مواقع شملت مجمع البحرين وهم:
صخرة الحوت الموقع العام للقاء بين نبى الله موسى والخضر، والممر المائى نقطة اللقاء بين نبى الله موسى والخضر، وصخرة الارتداد سبيل الحوت للخروج للمياه العميقة، والرصيف البحرى نقطة الارتداد واكتشاف فقدان الحوت وانطلاق رحلة سفينة نبى الله موسى مع الخضر
وأوضحت الدراسة أن كلمة مجمع البحرين توصيفها اللغوى لا ينطبق جغرافيًا على أى مكان فى العالم إلا على رأس محمد وهى مجمع خليجى العقبة والسويس فى بحر واحد هو البحر الأحمر، ولفظ مجمع يختلف عن لفظ التقاء كالتقاء البحر المتوسط بالمحيط الأطلسى عند جبل طارق وهنا يلتقيان فقط ولا يجتمعان فى بحر واحد مثل خليجى السويس والعقبة
وأن الصخرة المذكورة فى القرآن الكريم والتى تصلح للاحتماء والإيواء لا ينطبق إلا على الصخرة التى تتوسط طريق الدخول لرأس محمد وهى الصخرة الوحيدة المناسبة للإيواء والمبيت فى طريق السير المستقيم للداخل حيث تمثل نقطة اليقين لنبى الله موسى لبلوغه آخر نقطة فى اليابسة بين البحرين.
كما أن المسافة المرجحة التى قطعها الحوت من الصخرة حتى المياه العميقة تبلغ حوالى 2كم والمسافة التى قطعها نبى الله موسى من نفس الصخرة حتى نقطة الارتداد واكتشاف فقدان الحوت توازى نفس المسافة 2كم، وهذه الصخرة تتوسط الأحداث وهى نقطة الجمع بين أطراف القصة داخل رأس محمد.
والممر المائى الذى تسرب فيه الحوت والذى عادت إليه الحياة هو الموقع المعروف بمنطقة الخليج الخفى بجنوب رأس محمد، وهو سر وجود مجرى مائى دائم بالخليج الخفى مما يفسر شق الحوت لنفسه طريقًا على الرمال أوجد قناة مائية ضحلة عبر من خلالها إلى المياه العميقة ومسافة تسرب الحوت 2كم.
ومرسى السفينة هو الرصيف البحرى القديم الذى يتوسط شاطئ الميناء على الساحل الغربى لرأس محمد والمطل على خليج السويس وهو على شكل نصف دائرة مساحتها حوالى كيلو متر وربما كانت رأس محمد محطة راحة للسفن العابرة من خليج السويس إلى خليج العقبة أو البحر الأحمر.
ويتكون الرصيف البحرى من صخور متفاوتة الأحجام من حجر الجرانيت والحجر الرملى ويوجد على بعض الصخور الرملية حفريات طبيعية قديمة تساعد على تحديد الأزمنة الجيولوجية، كما يحدد الرصيف البحرى خط سير سفينة العبد الصالح الخضر والتى كانت قادمة من خليج السويس فى طريقها إلى خليج العقبة والتى انتشرت فيه أعمال القرصنة فى ذلك الوقت.