اليوم هنتكلم عن علم النفس التطوري: وهو يمثل قوة خفية في التسويق الحديث
في الحقيقه يعتبر علم النفس التطوري أداة قوية في فهم الدوافع البشرية وسلوك المستهلك، وهو يلعب اليوم دورًا متزايد الأهمية في التسويق الحديث. يعتمد هذا العلم الهام على دراسة تطور السلوكيات البشرية عبر آلاف السنين، وكيف يمكن استخدامها لتوجيه سلوك المستهلك بطريقة تخدم استراتيجيات التسويق.
دور علم النفس التطوري في خلق وتسويق المحتوى
أثبتت الدراسات أن القرارات التي يتخذها الأفراد غالبًا ما تكون مستندة إلى العواطف والغرائز أكثر من العقلانية. وفقًا لبحث أجرته شركة Harris Interactive، فإن 71% من المستهلكين يفضلون العلامات التجارية التي تحاكي مشاعرهم، مما يدل على تأثير العواطف في قرارات الشراء.
لذلك في تسويق المحتوى، يمكن لعلم النفس التطوري أن يساعد المسوقين على فهم محفزات الاهتمام والتفاعل. على سبيل المثال، الصور التي تعرض الطعام أو المناظر الطبيعية أو التجمعات الاجتماعية قد تثير مشاعر إيجابية قوية لأن هذه الصور مرتبطة بالاحتياجات الأساسية للبقاء والانتماء.
علم النفس التطوري في تسويق المقاصد السياحية
لذلك تعتبر السياحة من الصناعات التي تستفيد بشكل كبير من علم النفس التطوري. حيث يُعد السفر من أكثر الأنشطة التي تشبع فضول الإنسان ورغبته في الاستكشاف والانتماء إلى أماكن وثقافات جديدة. ووفقًا لمنظمة السياحة العالمية، شهدت السياحة العالمية نموًا بنسبة 4% سنويًا منذ عام 2010، ويعود جزء من هذا النمو إلى استخدام الشركات السياحية لمبادئ علم النفس التطوري لجذب المسافرين
هل تعلم ان 78% من المسافرين يقررون اين يسافرون بناءً على القصص السرديه و الصور والفيديوهات التي تُظهر مشاهد طبيعية وأماكن مميزة، وذلك وفقًا لدراسة أجرتها شركه Expedia.
دراسة اخري من Destination Analysts تشير إلى أن 65% من المسافرين يفضلون الوجهات التي تعزز لديهم إحساس الانتماء إلى ثقافة معينة أو مجتمع معين، مما يعزز أهمية الربط العاطفي والنفسي في انشاء و توجيه الحملات السياحيه في هذه المقاصد
كيف نطبق علم النفس التطوري في التسويق السياحي
1. تأثير “الندرة”: من المبادئ الأساسية في علم النفس التطوري أن الإنسان يميل للحفاظ على الموارد النادرة، ولذا تُستخدم استراتيجيات الندرة والإلحاح في التسويق لجعل المنتجات أكثر جاذبية. على سبيل المثال، نجد شركات السياحة تسوّق للحجوزات المبكرة بخصومات خاصة لتحفيز المسافرين على اتخاذ القرار بسرعة.
2. رغبة الانتماء: التطور الاجتماعي يدفع البشر للبحث عن الانتماء. وعليه، يمكن للشركات استخدام هذا المبدأ لتعزيز التفاعل والمشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. تشير دراسة إلى أن 60% من المستهلكين يثقون بالعلامات التجارية التي تشعرهم أنهم جزء من مجتمع أو قصة، مما يُبرز دور التسويق الاجتماعي في جذب العملاء.
3. الجمال الطبيعي: تستغل العديد من الحملات السياحية مناظر الطبيعة الخلابة مثل الجبال والشواطئ والغابات لأنها ترتبط بغرائز البقاء والرغبة في الراحة. في تسويق المقاصد السياحية، أثبتت دراسة من National Geographic أن الصور الطبيعية تزيد من احتمالية التفاعل بنسبة 37% على الأقل
واخيرا ، إن علم النفس التطوري يعد أداة فعالة للتأثير على سلوك المستهلك وتحفيزه. من خلال فهم دوافع الإنسان الأساسية، يمكن للمسوقين توجيه استراتيجياتهم بشكل أفضل لزيادة التفاعل وجذب الاهتمام. سواء كان الهدف هو بيع منتج، أو تعزيز محتوى، أو جذب السائحين، فإن استخدام مبادئ علم النفس التطوري يمكن أن يساعد في خلق رسائل تسويقية أكثر تأثيرًا وفعالية.
بهذه الطرق، يُسهم علم النفس التطوري في إحداث تغييرات ملموسة في التسويق السياحي وزيادة فعاليته، مما يجعل العلامات التجارية للدول أكثر قربًا من عقل وقلب السائح .
وإلى لقاء ومقال أخر بإذن الله تعالى
كاتب المقال
علاء خليفة
رئيس مجلس إدارة شركة “خبراء الديجيتال لاستراجيات التسويق الحديث ” في الإمارات ومصر،
رئيس مجلس إدارة شركة EGY TRACE – ايجيتريس الدولية لتقنيات وحلول أنظمة التحقق والرؤية الحاسوبية وأنظمة وحلول الواقع المعزز.
محاضر دولي وخبير في وضع استراتيجيات التسويق الدوليه للمقاصد العالمية.
يمتلك خبرة واسعة في مجال التسويق والتكنولوجيا المتقدمة والبلوك تشين، وأنظمة الرؤية الحاسوبية، والذكاء الاصناعي، وكذلك أنظمة قياس وتتبع وتقارير الانبعاثات الكربونية وفقًا لاتفاقية ال CBAM
للتعرف وللمزيد من المقالات للكاتب أدخل على الرابط التالى
https://elmahrousanews.com/?s=%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%A1+%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9+