عند تسويق المنتج السياحي الجديد ، يعتبر الترتيب الذي تُعرض به الميزات والخدمات عاملاً أساسياً في كيفية استيعاب الجمهور لها. من الأساليب الذكية التي يمكن استخدامها في هذا السياق هي استراتيجية “التأثير العكسي”، حيث يتم ذكر الجوانب الأقل أهمية أو حتى التحديات في البداية، ثم يتم إنهاء العرض بأقوى الميزات وأكثرها جذباً للانتباه.
هذه الطريقة تعتمد على مبدأ نفسي بسيط: العقل البشري يميل إلى تذكر آخر ما يُقال، وهو ما يُعرف بـ”تأثير الحداثة” (Recency Effect). وبذلك، عندما تنتهي رسالتك بأعلى ميزة للمنتج السياحي، فإن الجمهور سيركز عليها بشكل أكبر ويكوّن انطباعاً إيجابياً أقوى.
كيف تطبق التأثير العكسي في تسويق المنتج السياحي؟
1.ابدأ بالتحديات أو الميزات الأقل قوة على سبيل المثال، إذا كنت تسوّق لمنتجع سياحي في موقع بعيد عن المدن الرئيسية، يمكنك بدء العرض بالاعتراف بأن المنتجع يتطلب رحلة طويلة للوصول إليه. هذا يجعل الجمهور يشعر بالشفافية ويزيد من مصداقيتك.
2.انتقل إلى الميزات المتوسطة بعد ذكر التحدي، قد تذكر ميزات مثل الخدمات الأساسية، الأنشطة الترفيهية المتنوعة، أو الأسعار التنافسية. هذا يمهد الطريق للميزة الرئيسية.
3.أنهِ العرض بأقوى الميزات الميزة التي تُشكل نقطة البيع الأساسية للمنتج السياحي يجب أن تكون في النهاية. مثلاً: “ومع ذلك، فإن هذا المنتجع يوفر تجربة استثنائية من الخصوصية والإطلالات الخلابة على البحر الأحمر، مما يجعله الوجهة المثالية للهروب من ضغوط الحياة.”
أهمية هذا الأسلوب في السياحة
1.تعزيز المصداقية: عندما تبدأ بعرض التحديات أو الميزات الأقل، يشعر العميل بأنك صادق وغير مبالغ في الترويج.
2.زيادة التذكر الإيجابي: بإنهاء العرض بأقوى ميزة، يركز الجمهور على ما هو إيجابي ويكوّن انطباعاً دائماً.
3.جذب الفئات المهتمة: هذا الأسلوب يُبقي العملاء المهتمين بالفعل حتى النهاية، حيث يكون لديهم الحافز لمعرفة المزيد عن الميزات الكبرى.
أمثلة تطبيقية:
•جولة سياحية في واحة سيوة: “قد تكون واحة سيوة بعيدة عن المراكز الحضرية الكبرى، ولكنها تقدم تجربة ثقافية فريدة ومأكولات تقليدية أصيلة، مع مناظر طبيعية نادرة تجعلها تجربة لا تُنسى.”
•رحلة بحرية: “قد تبدو الرحلة البحرية مكلفة في البداية، ولكنها تمنحك فرصة للاستمتاع بكل وسائل الراحة والترفيه، وصولاً إلى لحظة مشاهدة الغروب الساحر وسط البحر المفتوح.”
باستخدام استراتيجية التأثير العكسي، يمكنك تحويل أية نقاط ضعف محتملة إلى نقاط قوة تسويقية، مما يجعل منتجك السياحي أكثر جاذبية وتأثيراً في أذهان العملاء.
كاتب المقال
علاء خليفة
الخبير السياحي الدولي في مجال التسويق السياحي والفندقي.
محاضر في التحول الرقمي في قطاع السياحة والفنادق.
عضو المجلس السياحي المصري وعضو جمعية السياحة الثقافية.
ورئيس مجلس إدارة شركة خبراء الديجتال لادراه العمليات التسويقية الدولية بمصر والامارات.
رئيس مجلس اداره شركة EGY Trace العالميه
وعلى مدار أكثر من 35 عامًا، تدرج علاء خليفه في العديد من المناصب فى قطاع السياحة والتسويق وتنمية الأعمال في القطاع السياحي والفندقي ، وبفضل هذه الخبرة الطويلة والدراسة المتخصصة يضع خطط تسويقية وحلول استراتيجية لتسويق المقاصد العربيه والدولية و تحسين التجربة السياحية وتنفيذ حملات التسويق المشتركه والعلاقات العامة.
للتعرف وللمزيد من المقالات للكاتب أدخل على الرابط التالى
https://elmahrousanews.com/?s=%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%A1+%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9+
