أعلنت إدارة المتحف المصري الكبير بدء التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية، من اليوم 16 من أكتوبر 2024 مقدمًا للزوار فرصة استثنائية لاستكشاف 12 قاعة عرض منسقة بعناية، ويعد هذا التشغيل التجريبي خطوة جديدة في مسيرة المتحف بعد نجاح افتتاحه التجريبي لمناطق مختارة منذ نوفمبر 2022 مع الاستمرار في تحسين خدماته استعدادًا للحدث الرسمي المرتقب
وفى ضوء ذلك أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة أن افتتاح المتحف المصرى الكبير الذى ينتظره العالم يعد أعظم مشروع ثقافى سياحى فى العالم وأعظم متاحف العالم ليس فقط لما يتضمنه من آثار أعظم حضارة على وجه الأرض ولكن لأن آثاره تنتمى لهذه الحضارة ولم تنهب من حضارات وبلاد أخرى فهو متحف يؤكد أنه فى بلد فجر الضمير والقيم الأخلاقية طبقًا لمعايير اليونسكو
وأردف الدكتور ريحان بأن المتحف حصل على تقدير عالمى من عدة جهات قبل افتتاحه ومنها 8 شهادات أيزو في مجال الطاقة والصحة والسلامة المهنية والبيئة والجودة، كما حصل علي جائزة أفضل مشروع في مجال البناء الأخضر، وذلك خلال منتدي “البيئة والتنمية: الطريق إلى مؤتمر شرم الشيخ لتغيير المناخCOP27” والذي نظمه المجلس العربي للمياه بالقاهرة بمشاركة 12 دولة عربية وأجنبية
كما حصل علي الشهادة الذهبية للبناء الأخضر والاستدامة وفقًا لنظام الهرم الأخضر المصري من المركز القومي لبحوث الإسكان، كما حصل على الشهادة الدولية EDGE Advance إيدچ المتطورة للمباني الخضراء والمعتمدة من مؤسسة التمويل الدولية أحد مؤسسات مجموعة البنك الدولي كأول متحف أخضر في أفريقيا والشرق الأوسط
وأوضح أن المتحف يتميز بتصميم فريد وإستثنائى، فقد تم عبر تنظيم مسابقة كبرى شارك فيها 1583 مشروعًا من مختلف دول العالم، وفاز بها مكتب هندسي من إيرلندا ويمثل تصميمه ت أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية ، بدأ البناء في مايو 2005، وأُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط عام 2006 خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها وافتتح 2010، أنشىء المتحف على مساحة 300 ألف متر مربع ويضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية معروضة فى سيناريو عرض تاريخى يبدأ بملوك مصر القديمة ثم تماثيل علاقة الملوك بالمعبودات وأعمدة وبوابات
ويتجول بنا الدكتور ريحان فى رحلة حضارية بين بساتين الحضارة المصرية بالمتحف لنجد اسم مصر بكل لغات العالم حيث المسلة المعلقة الخاصة برمسيس الثانى المقامة على أربعة أعمدة عليها اسم مصر بكل لغات العالم، ثم نتجه إلى الواجهة الهرمية المميزة المقسّمة إلى مثلثات متفاوتة الأحجام ارتفاعها 45م وعرضها 600م مزينة بخراطيش عليها أسماء ملوك مصر وكشافات بألوان الطيف الأساسية
ثنم ننتقل إلى البهو العظيم لنجد تمثال رمسيس الثانى الذى نقل فى احتفالية كبرى إلى المتحف بالإضافة إلى عمود مرنبتاح وتمثالين لملوك بطالمة من الآثار الغارقة، وينقسم البهو العظيم إلى قسمين، مركز خدمى وبه بازارات ومطاعم و28 متجر، وجزء خاص بالعرض المتحفى المؤدى إلى كل قاعات المتحف
وينوه الدكتور ريحان إلى أن الدرج العظيم يمتد على مسافة 64 متر بارتفاع 25م ويضم أكثر من 60 تمثالًا ملكيًا، ويؤدى الدرج إلى عدة مستويات، بأول دور قاعة عرض افتراضية، الثانى متحف الطفل حيث تسمح للأطفال برؤية الألعاب فى مصر القديمة ومستنسخات الألعاب، الثالث الجدار الزجاجى العملاق الذى نرى من خلاله الأهرامات الثلاثة وكأنها جزء من المتحف
كما يضم المتحف 5 قاعات عرض دائمة، منها 3 قاعات مساحتهم 18 ألف متر مربع يعرض بهم التسلسل التاريخى للحضارة المصرية القديمة من عصر ما قبل التاريخ حتى العصر اليونانى والرومانى، ثم قاعتين مساحة كل قاعة 7 آلاف متر مربع مخصصة لمجموعة توت عنخ آمون وتضم 5389 قطعة تعرض لأول مرة فى مكان واحد جاءت من المتحف المصرى بالتحرير ومتحف الأقصر والمتحف الحربى وستظل قاعة توت عنخ آمون مغلقة حتى الافتتاح الرسمي
وساهم فى ذلك شباب مركز الترميم بالمتحف أكبر مركز إقليمى فى الشرق الأوسط ومنها قناع توت عنخ آمون أهم وأعظم وأثمن قطعة أثرية فى العالم وعدد 4 مقاصير ذهبية و 3 أسرة و4 عجلات حربية مع عروض افتراضية عن قصة الاكتشاف ومقبرة توت عنخ آمون وقت العثور عليها وتوثيق الصور وقت الاكتشاف، هذا بالإضافة إلى متحف مراكب خوفو ويعرض المركب الأول والمركب الثانى، ومجموعة حتب حرس ومجموعة تل الفرخة
ويضيف الدكتور ريحان بأن المتحف مجهز بكل التقنيات لأصحاب الاحتياجات الخاصة وكبار السن، ويضم مكتبة وقاعة مؤتمرات مجهزة وقاعة لمحاكاة الواقع الافتراضى ومخازن متحفية متخصصة للآثار العضوية وغير العضوية ويتم متابعة للحالة الفنية للآثار بالمخازن
وحول الرسالة التى يقدمها المتحف المصرى الكبير للعالم يشير الدكتور ريحان إلى أن المتحف الكبير مؤسسة ثقافية حضارية لا تقوم فقط على عرض الآثار، فبجانب المكونات الأثرية هناك أيضًا كل ما يحتاجه الزائر من خدمات فضلًا عن قاعة لمحاكاة الواقع افتراضيًا حيث يقوم الزائر بارتداء نظارة يرى من خلالها تطور مراحل الدفن عند المصرى القديم والتى بدأت بالبئر حتى الوصول إلى مرحلة الدفن بالأهرامات
وهناك متحف الطفل لتعريف الطفل بالهوية المصرية والحضارة المصرية القديمة وأن الرسالة الرئيسية الذى يقدمها المتحف هى أن المصريين قادرون على الإنجاز وعلى الحفاظ على ثقافتهم وتراثهم وهويتهم وأنهم قادرون على المحافظة على الحضارة المصرية وعلى صيانتها وترميمها ونقلها بطرق علمية وآمنة وعرضها للزوار بالشكل اللائق وبأحدث الوسائل التكنولوجية.
ويستهدف المتحف جذب نحو 5 ملايين زائر خلال العام الأول لافتتاحه على أن يرتفع بعد ذلك طبقًا للتجربة التى سينقلها الزائرون من الإبهار الموجود داخل المتحف، ومن المتوقع أن يسهم المتحف فى زيادة الفترة التى يقضيها السائح بمدينة القاهرة