بأقلامهم

اللواء دكتور سمير فرج يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : ومازالت حطام المدمرة إيلات ترقد فى قاع ساحل بورسعيد

في يوم 11 أكتوبر، 2024 | بتوقيت 8:20 مساءً

ومازالت، حتى يومنا هذا، حطام المدمرة الإسرائيلية إيلات غارقة في مياه البحر المتوسط، أمام سواحل بورسعيد، بعدما نجحت القوات البحرية المصرية، في عام 67، في إغراقها، وهي أكبر القطع البحرية في الأسطول الإسرائيلي، في أهم معركة بحرية في التاريخ العسكري الحديث. تلك المعركة البحرية، التي دارت يوم 21 أكتوبر عام 1967، بعد شهور قليلة من هزيمة يونيو، وكانت سبباً في تغيير العديد من المفاهيم، سواء في التسليح، أو التكتيكات البحرية. 

واليوم، وفي الذكرى السابعة والخمسون لتلك المعركة، اسمحوا لي أن استشهد على عظمتها بكلمات المقدم بحري إسرائيلي، إسحاق شوشان، قائد المدمرة إيلات، في كتابه بعنوان “الرحلة الاخيرة للمدمرة إيلات”، والذي حاول، فيه أن يلقي اللوم على المخابرات الإسرائيلية، بأنها كانت السبب في إغراق المدمرة، التي ترقد الآن في قاع المتوسط، أمام سواحل بورسعيد.

إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات

 

يقول المقدم شوشان في كتابه، عن اللحظات الأخيرة للمدمرة إيلات، “عندما اقتربت المدمرة من شاطئ بورسعيد، صعدت إلى السطح لكي أتطلع إلى المدينة، كانت الشمس تغرب في الأفق خلف مدينة بورسعيد، وبدأت الأضواء تضئ مباني المدينة. وفجأة سمعت صراخ ضابط الرادار بأن صاروخاً يقترب من المدمرة، أُطلق علينا من اتجاه مدينة بورسعيد، فرفعت المنظار، ورأيت الصاروخ يقترب من المدمرة، مخلفاً وراءه ذيلاً أسود، ليصيب المدمرة في ثوان قليلة، تسبب في ميلها حتى بدأت المياه تتسرب إليها من الجانب، وما هي إلا ثوان معدودة، إلا وتلقيت خبر إصابتها بالصاروخ الثاني من الجانب الآخر، ورأيت المدخنة تتهاوى ومعها منصة إطلاق صواريخ الطوربيد … وبدأت المدمرة في الغرق”. 

وبنجاح عملية إغراق المدمرة إيلات، باستخدام لنشات صواريخ صغيرة، تغير فكر البحرية العسكرية في العالم بأسره، إذ توقفت جميع الدول عن بناء القطع البحرية الكبيرة، مثل حاملات الطائرات، والطرادات، والمدمرات، وتحولت نحو الاعتماد، تدريجياً، على الفرقاطات صغيرة الحجم، ولنشات الصواريخ.

وعندما نقص تفاصيل تلك المعركة العظيمة، لا ننسى ذكر النقيب أحمد شاكر، والنقيب لطفي جاد الله، قائدا لنشات الصواريخ، اللذان نجحا، في إغراق المدمرة، ولا ننسى معاونيهما الملازم أول السيد عبد المجيد، والملازم أول حسن حسني، والضابط البحري سعد السيد، ومعهم 25 جندياً مصرياً، هم أطقم هذه اللنشات. فما كان من القوات البحرية المصرية إلا أن خلدت ذكرى هذه الملحمة، باعتبار يوم 21 أكتوبر عيداً لها.

ومع الاحتفال بتلك الذكرى العظيمة، لا ننسى النجاحات العديدة للقوات البحرية المصرية، والتى كان منها: إغراق الغواصة الإسرائيلية دافار، التى احتفظت إسرائيل بحطامها فى متحفٍ خاص، ولا ننسى عمليات الهجوم الثلاث على ميناء إيلات بواسطة الضفادع البشرية، وتدمير الحفار الإسرائيلى أمام ساحل العاج. كل تلك الأعمال التى سطرها التاريخ العسكرى بأحرفٍ من نور، لتفخر مصر بأبنائها من رجال الجيش العظيم.

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

Email: [email protected]

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخبار اليوم.