كتب الدكتور عبد الرحيم ريحان
لاحظ الرئيس السادات همسًا بين المشير أحمد إسماعيل وبين اللواء أ.ح فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية فسأل، وبعد إحراج تم إبلاغه باستشهاد شقيقه الطيار عاطف السادات، وبهدوء أجاب وإيه يعنى ما كلهم عاطف السادات
وفى ضوء نشير إلى أن عاطف السادات جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة مصر العسكرية، حيث كان محمد عاطف أنور السادات طيار مقاتلات قاذفة في القوات الجوية المصرية والأخ الأصغر غير الشقيق للرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، قُتل في اليوم الأول من حرب أكتوبر 1973 خلال الضربة الجوية الافتتاحية للحرب.
ولد عاطف السادات في 13 مارس 1948 في ميت أبو الكوم، مركز تلا محافظة المنوفية، وتخرج في الكلية الجوية في 1966 وقضى عامين في الاتحاد السوفيتي ضمن برنامج تدريبي على المقاتلات ثم المقاتلات القاذفة طراز سوخوي-7. ليصبح لاحقًا من طياري السرب 52 التابع للواء الجوي 205 والمتمركز في قاعدة بلبيس الجوية، وشارك ضمن طلعات جوية فوق سيناء في عامي 1969 و 1970 ضمن حرب الاستنزاف.
في يوم 5 أكتوبر 1973، أجرى اللواء فاروق عليش تمرينًا لقياس حالة الاستعداد لأسراب اللواء 205 في مطار بلبيس، وجرى كل طيار على طائرته داخل دشم الطائرات الحصينة، والتي كانت مسلحة بالقنابل وجاهزة للتحليق ولكن أُلغيت المهمة فقد كان هذا تدريب على تجميع الطيارين.
كان سرب عاطف السادات ضمن الأسراب المشاركة في الضربة الجوية الأولى بقيادة العقيد زكريا كمال، تألف التشكيل الجوي من 36 طائرة سوخوي-7 بخلاف مقاتلات الحماية طراز ميج-21، وكانت المهمة ضرب موقع بطارية صواريخ هوك للدفاع الجوي التي تحمي مطار المليز.
خلال الهجوم على مطار المليز، سقطت أربع طائرات من السرب 52 وقُتل ثلاثة طيارين هم عاطف السادات وزكريا محروس وقائد السرب زكريا كمال، بينما أُسر الرابع وهو شريف عبد الوهاب والذي تمكن من الهبوط بالمظلة، ليصبح أول أسير مصري في حرب أكتوبر، تعطل مطار المليز لبعض الوقت بعد الهجوم، نتيجة تضرر ممره الرئيسي بشدة وإصابة ممره الفرعي ثم جرى إصلاحه وعاد للخدمة.
ووفق شهادة اللواء فاروق عليش والعميد عبد الرحيم صدقي وطيارين آخرين حول تفاصيل مقتل عاطف السادات، فقد ذكروا أن عاطف قُتل بصاروخ سطح-جو بعدما ارتفع بطائرته ودخل في المدى المؤثر لبطارية الهوك وذلك خلال دورته الثانية أو الثالثة للتأكد من تدمير الهدف المنوط به
ويرد استدعاء قائد لواء السوخوي فاروق أبو النصر عليش من قبل محمد أنور السادات لسؤاله عن الواقعة، فيما تذكر المصادر الإسرائيلية أن مقاتلات اعتراضية طراز نِشر تعرضت للتشكيل المهاجم فوق المليز وأسقطت عددًا من الطائرات المصرية
انتظرت جيهان السادات حتى اليوم الثامن من الحرب قبل أن تحمل إلى زوجها نبأ وفاة شقيقه، تجنبًا لتشتيت انتباهه، فيما ذكرت الصحافة المصرية خبر وفاة عاطف لأول مرة في 5 يناير 1974، كشف متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن فريق بحث عثر على رفاته في الرمال غرب سيناء في 31 مارس 1974، وتسلمتها الحكومة المصرية، ودُفنت رفاة عاطف في نفس اليوم في مسقط رأسه بميت أبو الكوم.
تم تكريم اسمه بنجمة سيناء من الطبقة الأولى عندما أقيم الاحتفال بتكريم أبطال أكتوبر في مجلس الشعب، تسلم محمد أنور السادات وسام نجمة سيناء تكريمًا لاسم شقيقه، وسلمه إليه وزير الحربية أحمد إسماعيل علي.
أُطلق اسمه على جامع وجمعية خيرية في شارع طومان باي بحي الزيتون.
الشهيد عاطف السادات أسكنه الله فسيح جناته وتخليدًا لذاكراه العطرة سمى أجمل شارع من شوارع شبين الكوم على اسمه ونصبوا له نصبًا تذكاريًا يحمل اسمه وصورته بنفس الشارع فماذا حدث؟
تروى لنا الدكتورة رنا التونسى منسقة حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بأنها درست بجامعة المنوفية وكانت تمر بهذا الشارع وترى صورة الشهيد وتحكى للأجيال قصة بطولته ليكون قدوة للشباب فى زمن الغزو الفكرى لقتل الهوية
ومنذ خمس سنوات فوجئت الدكتورة رنا التونسى بإلغاء اسم الشارع لا تعرف بشكل رسمى أم من الأهالى إلى اسم شارع باريس وكل الأهالى وسائقى المواصلات الداخلية لا يعرفون شىء عن شارع الشهيد عاطف السادات بل شارع باريس وهو اسم لا معنى له من دولة احتلت مصر وقاومها أهالى قريتى “تتا وغمرين” إحدى قرى مركز منوف التابع لمحافظة المنوفية وقدموا أرواحهم بمنتهى البسالة فى معركة طاحنة
وتضيف الكتورة رنا التونسى أن الأسوأ حدث منذ حوالى سنة ونصف من إلغاء ذكرى عاطف السادات تمامًا وإزالة صورته من الشارع ووضع مسخ مشوه غير حضارى مكانها
وحملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان تؤكد أن ما حدث قتل للذاكرة الوطنية بمحو اسم بطل من أبطال حرب أكتوبر الذى يمثل ذاكرة مكان وزمان للمنوفية خاصة ولمصر عامة وتناشد السيد اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية بعودة اسم الشارع ووضع تمثال للشهيد به مع معلومة بسيطة للتعريف بالشهيد وتكريم اسمه بالمحافظة