تشهد صناعة الطاقة العالمية تحولات جذرية في سبيل تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتحقيق الاستدامة البيئية. يعد التحول نحو مصادر الوقود البديلة أمرًا حتميًا لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية التي يشهدها العالم. إذ يسهم الوقود التقليدي مثل النفط والفحم في زيادة الانبعاثات الكربونية وتفاقم ظاهرة التغير المناخي. في هذا السياق، برز الوقود البديل كحل مبتكر وواعد للتخفيف من هذه التحديات. في هذا المقال، نسلط الضوء على استخدامات الوقود البديل وتطوره، مع التركيز على استخدام الإطارات الممزقة (Shredded Tires) كوقود بديل لمصانع الأسمنت، ودوره في تقليل البصمة الكربونية والتكاليف.
الإطارات الممزقة (Shredded Tires) كوقود بديل
تعد الإطارات الممزقة من بين البدائل الفعالة التي تم تبنيها في صناعة الأسمنت كوقود مكمل للفحم. الإطارات المستعملة تحتوي على كميات كبيرة من الطاقة الحرارية، حيث يمكن استغلالها في الأفران عالية الحرارة المستخدمة في إنتاج الأسمنت. يسهم استخدام الإطارات الممزقة في خفض تكاليف الوقود من خلال توفير بديل أرخص للفحم، حيث يُقدَّر أن تكلفة إنتاج الطاقة من الإطارات أقل بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالفحم. علاوة على ذلك، توفر الإطارات حوالي 9,000 كيلو كالوري من الطاقة الحرارية، وهي نسبة أعلى بكثير من الفحم الذي يوفر حوالي 6,000 كيلو كالوري فقط.
تقليل البصمة الكربونية
يتميز استخدام الإطارات الممزقة بتأثيره الإيجابي على البيئة من خلال تقليل البصمة الكربونية لمصانع الأسمنت. حيث تسهم عملية حرق الإطارات في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مقارنة بحرق الفحم، فضلًا عن الاستفادة من إعادة تدوير النفايات التي كانت تشكل تحديًا بيئيًا. تُعتبر هذه العملية جزءًا من اقتصاد دائري يسعى لتقليل النفايات وإعادة استخدامها بشكل مبتكر، مما يقلل من التأثيرات السلبية على البيئة.
الجدوى الاقتصادية
من الناحية الاقتصادية، يُعد استخدام الإطارات الممزقة خيارًا جذابًا لصناعات الأسمنت، ليس فقط لتكلفته المنخفضة مقارنة بالفحم، ولكن أيضًا لما يوفره من فرص لتقليل الاعتماد على الوقود المستورد. مصر، على سبيل المثال، تستورد حوالي 8 ملايين طن من الفحم سنويًا لمصانع الأسمنت. باستخدام الإطارات الممزقة، يمكن توفير ما يصل إلى 1.6 مليون طن من الفحم المستورد، مما يؤدي إلى توفير حوالي 88 مليون دولار سنويًا.
التحديات التي تواجه استخدام الإطارات الممزقة
على الرغم من المزايا البيئية والاقتصادية لاستخدام الإطارات الممزقة كوقود بديل، إلا أن هناك بعض التحديات التي يجب مراعاتها. من أبرزها ضرورة تطوير تقنيات حرق متقدمة لضمان احتراق الإطارات بكفاءة عالية ودون انبعاثات ضارة. كما يتطلب الأمر بنية تحتية مناسبة لإدارة جمع ونقل الإطارات الممزقة وتوزيعها على المصانع.
الخاتمة
في ظل التوجه العالمي نحو تحقيق الاستدامة وخفض الانبعاثات الكربونية، يمثل استخدام الإطارات الممزقة في مصانع الأسمنت خطوة مهمة نحو مستقبل طاقي أكثر نظافة وكفاءة. هذا الحل يجمع بين الجدوى الاقتصادية والتأثير البيئي الإيجابي، مما يجعله خيارًا مثاليًا للصناعات الثقيلة التي تسعى لتقليل بصمتها الكربونية والاعتماد على وقود أكثر استدامة.
وإلى لقاء ومقال أخر بإذن الله تعالى
كاتب المقال
علاء خليفة
رئيس مجلس إدارة شركة “خبراء الديجيتال لاستراجيات التسويق الحديث ” في الإمارات ومصر،
رئيس مجلس إدارة شركة EGY TRACE – ايجيتريس الدولية لتقنيات وحلول أنظمة التحقق والرؤية الحاسوبية وأنظمة وحلول الواقع المعزز.
محاضر دولي وخبير في وضع استراتيجيات التسويق الدوليه للمقاصد العالمية.
يمتلك خبرة واسعة في مجال التسويق والتكنولوجيا المتقدمة والبلوك تشين، وأنظمة الرؤية الحاسوبية، والذكاء الاصناعي، وكذلك أنظمة قياس وتتبع وتقارير الانبعاثات الكربونية وفقًا لاتفاقية ال CBAM
الخبير التسويقى الدولى ” علاء خليفة ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : ضريبة الكربون والتخفيف عن التحديات البيئية