أيام وتبدأ حرب غزة عامها الثاني، تلك الحرب التي اندلعت يوم السابع من أكتوبر، من العام الماضي، بعدما فاجأت حركة حماس جيش الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عملية طوفان الأقصى. وعلى أثرها أعلنت إسرائيل عن ثلاثة أهداف من حربها على عزة، وهي؛ أولاً تحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، ثم القضاء على حماس، وأخيراً الاستيلاء على غزة، بحجة تأمينها.
وبعد عام، تقريباً، دعونا نحلل ما حققته إسرائيل من أهدافها، حتى اليوم، نجد أن رهائنها لازالوا في قبضة حماس، التي لم تنجح إسرائيل، كذلك، في القضاء عليها، وإن كنا لا ننكر إضعاف قدراتها، بعد عام من القصف المتواصل، وهو ما قد يحسبه البعض انتصاراً لحركة حماس التي تقاتل ضد جيشاً نظامياً، بما تحمله الكلمة من كل معاني التدريب والكفاءة، فضلاً عن الدعم اللامحدود الذي يتلقاه من أمريكا. وإن ما اقتربنا من نتائج الهدف الثالث، نجده لم يتحقق، بل ولازالت حماس تكبد إسرائيل خسائر يومية في غزة.
ومن المؤكد أنه بعد انتهاء الحرب، سيواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، ورئيس الأركان الإسرائيلي، وقادة الجهات الاستخباراتية هناك؛ الموساد، والشاباك، وأمان، إلى المحاكمة بتهمة التقصير في التصدي لحماس. ولتفادي أو الهروب من ذلك المصير، فالإجراء الوحيد الذي نجح فيه نتنياهو، هو إطالة زمن الحرب، آملاً في استمرارها لحين حسم الانتخابات الأمريكية القادمة، التي يأمل نتنياهو أن يفوز بها ترامب، لتنتهي القضية الفلسطينية، في ضوء إيمان ترامب بحل القضية الفلسطينية من خلال دولة واحدة، هي دولة إسرائيل، وعاصمتها القدس، التي يعيش فيها اليهود والمسلمين والمسيحيين، عكس جو بايدن، الذي يؤيد حل القضية الفلسطينية من خلال دولتين.
وقد استعد نتنياهو لسيناريو الدولة الواحدة، بتجهيز بعض التعديلات التشريعية، والتي من ضمنها قصر أعضاء الكنيست من العرب، وغير اليهود، على ما لا يتجاوز 20 ٪ من المقاعد، لضمان عدم سيطرتهم على السلطة، إذا ما زادت أعدادهم بعد عدة سنوات. ولضمان استقرار دولته الجديدة، التي يأمل في تحقيقها، بدأ نتنياهو في حربه ضد قوات حزب الله، في جنوب لبنان، بهدف استنزاف قدراتها، وإلحاق أكبر تدمير ممكن بقواتها وأسلحتها، في الفترة القادمة، بعدما تأكد من أن هجماته لم تستهلك إلا 10% من أسلحة وصواريخ حزب الله.
وبناءً على فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة من حربها على غزة، وفي ضوء محاولات تفادي المحاكمة، فإنني أتوقع استمرار الحرب حتى الخامس من نوفمبر القادم، على أقل تقدير!