أخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدر

” اللواء الدكتور سمير فرج ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : الأمن الجيوسياسى المصرى

في يوم 13 سبتمبر، 2024 | بتوقيت 3:00 مساءً

“الأمن الجيوسياسي” ليس بالمصطلح الجديد، رغم عدم اعتيادنا على سماعه، إلا مؤخراً، وهو ما يرجع للأحداث التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، ودور مصر المهم في المنطقة، في ضوء موقعها الذي وصفه المفكر المصري، جمال حمدان، بأنه “عبقري”.

ووفقاً للعلوم الاستراتيجية، فإن مفهوم الجيوسياسي يرتبط بموقع الدولة الجغرافي، وما لذلك الموقع من تأثير مباشر على سياستها الأمنية والدفاعية، وكذلك على سياستها الخارجية، سواء مع الدول المحيطة بها، أو مع القوى العظمى. وبتطبيق ذلك المفهوم على الأمن الجيوسياسي المصري، نجده مفهوم متعدد الجوانب،

يشمل حماية مصر من التهديدات الداخلية أو الخارجية، على حد سواء، من خلال التدابير السياسية والاستراتيجية التي يتم اتخاذها لحماية مصالح مصر واستقرارها، وسيادتها، أخذاً في الاعتبار امتدادها، وانتمائها، الجغرافي والاستراتيجي، إذ يمتد موقع مصر الجغرافي بين قارتي أفريقيا وآسيا، التي تحتضن شبه جزيرة سيناء،

فضلاً عن تصنيفها كدولة شرق أوسطية، وأحد دول حوض البحر المتوسط، لامتداد سواحلها الشمالية عليه، وأحد دول البحر الأحمر، ومن كل ذلك يتأكد أهمية موقع مصر ليس في الشرق الأوسط فقط، ولكن في العالم كله.

يضاف لأهمية مصر وجود قناة السويس ضمن أراضيها، كأحد أهم الممرات الملاحية العالمية، التي تعد محوراً حيوياً للتجارة العالمية والنفط، فضلاً عن كونها ممراً أساسياً في المحور البحري لطريق الحرير مع الصين، وهو ما يفرض بدوره انعكاسات على استراتيجية مصر الجيوسياسية، التي تتطلب حفظ التوازنات مع الدول المجاورة والقوى العالمية، لفرض سياسات من شأنها تخفيف التوترات العالمية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، الذي فرضت عبقرية موقع مصر الجغرافي أن تكون مركزه، فضلاً عن كونها بوابة أفريقيا وآسيا.

يتأثر الأمن الجيوسياسي كذلك بالأحداث الإقليمية وقدرة مصر العسكرية للحفاظ على مكانتها الجيواستراتيجية في المنطقة، كما يتأثر، كذلك، بالاستقرار الاقتصادي الذي يتشابك مع الأمن الجيوسياسي، ومثله في ذلك والتماسك الداخلي لمصر، خاصة على الصعيد الاجتماعي، الذي يلعب دوراً حيوياً وهاماً للأمن القومي المصري.

أما على صعيد العلاقات الدبلوماسية، فلابد من خلق علاقات متوازنة ومتزنة مع دول الجوار والتكتلات العالمية، لضمان الاستقرار الأمني الجيوسياسي المصري، باعتباره أحد ركائزها للاستقرار الشامل والنمو والتنمية.

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

Email: [email protected]

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخبار اليوم.

مقالات ذات صلة