كتب الدكتور عبد الرحيم ريحان
نوقشت رسالة الماجستير المقدمة من الباحث مصطفى عطية مصطفى عطا الله تحت عنوان ” دراسة عوامل ومظاهر تدهور صروح ، معابد الكرنك واساليب التدخل المختلفة ،تطبيقاً على احد الصروح المختارة ” وذلك بقاعة المناقشات بكلية الإعلام جامعة جامعة جنوب الوادى وحصل الباحث على تقدير ممتاز والتوصية بطبع الرسالة وتبادلها مع الجامعات الأخرى
شملت لجنة الحكم والمناقشة
- الدكتور عبده عبد اللاه عمران داود الدربى أستاذ الترميم المعماري والحفاظ على المباني والمواقع الاثرية بكلية الاثار- جامعة جنوب الوادى – قنا – مشرفًا ورئيسًا
- الدكتور حسام عبد الغفور هدهد – استاذ خواص ومقاومة المواد ورئيس مجلس قسم الهندسة الانشائية بكلية الهندسة – جامعة القاهرة (عضوًا)
- الدكتور العشماوي عبد الكريم أحمد –استاذ ورئيس قسم ترميم الاثار بكلية الاثار- جامعة جنوب الوادي (عضوًا)
- الدكتور عصام حشمت محمد – أستاذ ترميم الاثار المساعد ووكيل كلية الاثار لشئون التعليم والطلاب – جامعة جنوب الوادي – قنا- مشرف مشارك وعضوًا
وأشار الباحث مصطفى عطية مصطفى عطا الله إلى أن معابد الكرنك بمثابة سجل تاريخي حافل لتاريخ وحضارة مصر ابتداءً من الدولة الوسطي حتى حكم البطالمة لمصر،
فقد قام ملوكهم بتشييد المقابر والبوابات في حرم الكرنك، وذلك تماشيًا مع سياستهم المعهودة لإرضاء آلهة وكهنة مصر، فآثار الكرنك تعطينا صورة واضحة لتاريخ مصر في نهضتها، وفي كبوتها لفترة تصل الي الفي عام تبدأ من الدولة الوسطي.
وايضاً تعد معابد الكرنك من أكبر وأعظم ما شيد من مبانِ ضخمة لعبادة الآلهة في تاريخ العالم كله، علي ان دراسة هذه المعابد دراسة تفصيلية متكاملة ليست بالدراسة السهلة، بل معقدة الي حد كبير، ولعل السبب في هذا هو اختفاء اجزاء كثيرة من المعابد، وهدم اجزاء اخري بل واستعمالها كأساسات لأبنية جديدة.
ولا شك في ان الصروح العشرة لمعبد آمون رع بالكرنك كانت مليئة ولاتزال بأعداد كبيرة من القطع الحجرية التي استعملت كحشو لها والتي اخذت اغلب الظن من مباني اخري.
وقد كان يتم استخدام الصروح في مصر القديمة لعدة اغراض منها:
1- للدفاع، حيث وجدت بها العديد من الفتحات في البرجين.
2- لعرض انجازات الملك مثل مدي تفوقه على الاعداء وأثرهم، ومدي مهارته في الحروب العسكرية.
وكذلك من الاهداف لهذه الصروح ان تبعث ضخامتها في نفس الداخل الرهبة، وتشعره بقدسية المكان.
والصرح هو عباره عن بناء ضخم ذو برجين عظيمين بقاعدة مستطيلة تميل جدرانها الي الداخل، بحيث يضيق سمكها كلما امتد لأعلي، وتحيط بحافتي كل جدار واعلاه خيزرانه، ويتوجه الكورنيش المصري.
وعن أسباب اختيار الموضوع أوضح الباحث أنه نتيجة تعرض الصروح للعديد من عوامل التلف المختلفة سواء تأثير المياه الأرضية والتربة والزلازل وكذلك عوامل التلف الجيوتقنية والتي أدت إلى ظهور مظاهر التلف المختلفة – والتي منها ظاهرة الانبعاج أو التكريشBuckling – الميول – الهبوط Settlements – الفقد الجزئي لعناصر الصرح – الانهيار Collapse…. الخ – بالصروح الموجودة بمختلف المعابد المصرية، وقلة الدراسات البحثية التي تناولت عوامل ومظاهر تلف الصروح المستخدمة بالمعابد المصرية القديمة.
النتائج:
1- لم يهتم المصري القديم في هذه الحقبة التاريخية الخاصة بالصرح التاسع بالتأسيس مقارنة بالتأسيس في العصر اليوناني الروماني، حيث خنادق التأسيس التي كانت أسفل الصرح لم تكن بالعمق الكبير، وتعتبر الأساسات في النظام الإنشائي للمباني الأثرية بمثابة إمتداد لحوائط هذه المباني أسفل الأرض.
2- توصلت الدراسة إلى إن أسباب التدهور لبرجي الصرح التاسع لم يكن سبباً واحداً بل كان عدة أسباب تفاعلت مع بعضها البعض وعملت على تدهور حالة الصرح أي يمكن القول إن هناك عوامل تلف (أسباب تلف) عديدة تشترك جميعها في الوصول إلى مرحلة التدهور والإنهيار للمبنى الأثري أو العنصر المعماري، وفي حالات أخرى نرى إن هناك عامل واحد فقط ظاهر هو الذي يتسبب في تهدم هذه المباني والعناصر المعمارية وأيضاً انهيارها.
3- تتراوح عوامل التلف (أسباب التلف) بشكل كبير بين العيوب الإنشائية وأخطاء التأسيس وكذلك تقنية البناء أيضاً يكون لها دور في التلف، أيضاً وزن المنشى نفسه (الصرح) يكون سبباً في التلف، هذا بالإضافة للعوامل الطبيعية.
4- إن الزلازل التي حدثت في مصر في القرون الماضية كان أيضاً لها تأثير سلبي على برجي الصرح، حيث تعمل على مفاجئة الصرح (العنصر المعماري) والذي كان في حالة مستقرة وحالة اتزان بينه وبين التربة الحاملة له وهذا قبل إن تحدث الزلازل وعند حدوث الزلازل فقد تم فقد حالة الاستقرار والاتزان بشكل مفاجئ مما عمل على حدوت التدهور.
5- يتضح من خلال إستخدام برنامجي التحليل الإنشائي الساب SAP وبرنامج الإيتابس، إن توزيع قوى الأحمال والإجهادات في الإتجاهين الرأسي والأفقي لم تكن مناسبة حيث تم التأثر على جدران الصرح بقوى احمال الزلازل وكذلك الرياح، وهذا يؤكد إن الصرح مصمم لمقاومة الأحمال الميتة Dead loods، ولكنه غير مناسب لمقاومة قوى أحمال الزلازل، وهذا يفسر أسباب تدهور الصرح بالإضافة لعوامل التلف الأخرى.
6- تعد عمليات إعادة البناء للمباني الأثرية ذات الأجزاء المهدمة أو المنهارة من أهم وأدق العمليات التي من خلالها يتم الحفاظ على المباني والعناصر المعمارية، وهذا نظراً لما تحققه هذه العمليات من إستقرار وإستمرارية بقاء تلك المباني الأثرية بتفاصيلها المعمارية والفنية، وهذه العمليات تختص إما بأجزاء منهارة أمدمرة أو بأجزاء مفقودة في أزمان سابقة سواء كانت نتيجة طبيعية أو سياسية أو إنشائية.
التوصيـــــــات:
1- يوصى بإن يتم إجراء دراسات مستفيضة حول الصروح المصرية القديمة وذلك لما لها من أهمية كبيرة وتحمل العديد من القيم فإن الدراسات تعمل على إسترجاع جزء من القيم التي تحملها الصروح.
2- يوصى باستخدام عملية الإستكمال وإعادة البناء للمباني الأثرية بصفة عامة وللصروح المهدمة وذات الحالة المتدهورة لأنها تمثل ضرورة بقائية يلزم أحياناً اللجوء اليها وهذا لإمكانية استمرار المبنى أو العنصر المعماري في إداء وظيفته الإنشائية أو المعمارية.
3- عند إجراء عملية إعادة البناء للمباني الأثرية والعناصر المعمارية لابد إن يتم إحترام أصالة المبنى الأثري authenticity of the ancient Building The المراد إجراء عملية إعادة البناء له أو لجزء منه، وقد يمكن إن يتم التجاوز عن الأصالة في بعض الأحيان وهذا في حالة الأهمية النسبية لتلك المباني والمواقع، ولو تم النظر إلى تلك العمليات في القدم بنفس النظرة المدققة الحالية لما وصل لنا العديد من المباني والعناصر المعمارية الموجودة حالياً.
1- يجب أن يتم الدمج بين الكتل المعاد بنائها والكتل التي تم إستبدالها مع الأجزاء الأثرية الأصلية بتوافق وتألف مع المبنى الأثري أو العنصر المعماري، وأن يتم التمييز بين هذه الكتل التي تم إستبدالها، وأيضاً بين الكتل المعاد بنائها وبين الكتل الأثرية الأصلية.