مدينة القاهرة من اقدم المدن التاريخية ولكن حالها الان…(1)
ان مدينة القاهرة في حقيقة الامر لا تدخل في نطاق المناطق الاثرية المصرية القديمة لحداثة بنائها والتي مر عليها اكثر من الالف عام ويزيد،باستثناء منطقة او منطقتين في العاصمة ككل.ولكنها تزخر بالاثار الإسلامية والاحياء الاسلامية القديمة وما الى ذلك.
ويرجع ذلك الى ان القاهرة أصلا في الشرق من النيل،ومن المعروف بان المصريين القدماء اهتموا بالجانب الغربى من النيل على طول البلاد،حيث انه من الغرب تبدأ رحلتهم الى العالم الاخر بعد الموت،ومن هنا كان اهتمامهم بمقابرهم ومعابدهم واهراماتهم والتي توجد جميعا في الجانب الغربى.
اما قاهرة المعز تعتبر من العواصم العربية الفريدة والتي تتميز باثارها سواء كانت قبطية او يهودية او إسلامية.فمن ناحية الاثار اليهودية فتتمثل في المعابد اليهودية في مدينة القاهرة،اما من ناحية الاثار القبطية فتتمثل في الكنائس والاديرة،اما الاثار الإسلامية فتتمثل في المساجد والمدارس والكتاتيب والاسبلة والقصور والوكلات والحمامات.
ومدينة القاهرة كعاصمة لمصر بدا تاريخها الحقيقى في بداية العصر الفاطمى على مصر في عام 969 ميلاديا،حيث من قبل بعد الفتح الاسلامى مرت مصر بأربعة عواصم اندثروا الان تماما وهم:
1-الفسطاط (641-750 م):هي المدينة التي بناها عمرو بن العاص عقب فتح مصر فىعام 641 م،وهي تقع بمقربة من حصن بابليون وتقع على ساحل النيل في طرفه الشمالي الشرقي،قبل القاهرة بحوالي 3 كم،وكان النيل عندها ينقسم إلى قسمين.وموضعها كان فضاء ومزارع بين النيل والجبل الشرقي ليس فيه من البناء والعمارة سوى حصن بابليون الذي يطل على النيل من بابه الغربي الذي يعرف بباب الحديد
2- العسكر (750-868 م): هي المدينة التي أسسها (صالح بن علي العباسي) أول والى للعباسيين في مصر فى شمال الفسطاط،وتعتبر احدى المدن الثلاثة المكونة لمدينة قاهرة المعز.وكانت في البداية مقصورة على الجنود العباسيين،ولعل هذا السبب جعل الناس يطلقون عليها العسكر،واستمر ذلك الحال حتى جاء (السري بن الحكم) واليا على مصر عام فأذن للناس بالبناء فتهافت الناس على البناء بالقرب من مقر الحكم ونمت المدينة حتى اتصلت بالفسطاط
3- القطائع (868-905 م): هي المدينة التي بناها (أحمد بن طولون) في مصر لتكون عاصمته،وظلت عاصمة مصر طول العصر الطولونى
4- الفسطاط (905- 969 م):في عام 905 سقطت الدولة الطولونية وررجعت مصر الى أحضان الخلافة العباسية،حيث قام العسكر العباسيين في خول القطائع واحراقها.زتمتعيين محمد الاخشيد واليا على مصر،وبعد ذلك بسنتين فقط،أعلن محمد استقلاله عن الخلافة العباسية وأصبح خارجاً عن سلطة العباسيين تقريباً.ومع الوقت استغل محمد بعض الفرص لإضافة المزيد من المناطق إلى دولته فاستولى على الحجازوهو تاريخ الدولة الاخشيدية.ولقد حكمت هذه الدولة من محمد الاخشيد ثم 4 من احفاده واقاربه حتى استطاع
الفاطميون الاستيلاء على مصر والشام وأسقطوا بذلك الدولة الإخشيدية وذلك على يد جوهر الصقلي في عهد المعز لدين الله الفاطم
وبادية تأسيس مدينة القاهرة الخالدة.
5- القاهرة:-القاهرة هي المدينة الخالدة التي أسسها القائد الفاطمى (جوهر الصقلى) في عام 969 ميلاديا،وتقع شمالي مدينة الفسطاط وبناها في ثلاث سنوات وأطلق عليها اسم (المنصورية) ثم جاء الخليفة (المعز لدين الله الفاطمي) في عام 972 ميلاديا وجعلها عاصمة لمصر واطلق عليها اسم (القاهرة) وحتى يومنا هذا مازالت القاهرة محتفظة باسمها التاريخى بعد اكثر من الالف عاما ويزيد.
وقد اختلف المؤرخين على سبب تسمية القاهرة ومنهم من يقول بان جوهر الصقى راى كوكبا كان يعرف باسم القاهر،ولمكا شاهده اثناء البناء اطلق على المدينة اسم القاهرة.ولكن الأكثر شيوعا بين المؤرخين هو ان الخليفة العمز لدين الله الفطمى وبنفسه كان يحب الكواكب وكان كوكب المريخ يطلق عليه اسم (كوكب القاهرة) ولذلك سمى هذه المدينة على اسم هذا الكوكب.وفى حقيقة الامر فان القاهرة اخذت في التاريخ العديد من المسيات ولكن الاسم الذى لم تغير قط وحتى الان هو اسم القاهرة.فلقداطلق عليها اسم المنصورة أولا ثم القاهرة بعد ذلك وكذلك قاهرة المعز ومصر المحروسة ثم حديثا اسم مدينة الالف مأذنة.
وتعد القاهرة محافظة ومدينة،أي أنها محافظة تشغل كامل مساحتها مدينة واحدة،وفي نفس الوقت مدينة كبيرة تشكل محافظة بذاتها، وتنقسم إلى 37 حياً،وتحتفل القاهرة بعيدها القومي في 6 يوليو من كل عام،وهو اليوم الذي يوافق وضع القائد جوهر الصقلي حجر أساس المدينة عام 969،ليبلغ عمر القاهرة الآن ما يربو على 1044 عام.
وتعد القاهرة أيضاً مقراً للعديد من المنظمات الإقليمية والعالمية،حيث يقع بها مقر جامعة الدول العربية،والمكتب الإقليمي لكل من: منظمة الصحة العالمية،منظمة الأغذية والزراعة،منظمة الطيران المدني الدولي،الاتحاد الدولي للاتصالات،صندوق الأمم المتحدة للسكان،هيئة الأمم المتحدة للمرأة،مقر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي،مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة،وكذلك مقر الاتحاد الأفريقي لكرة السلة.
ولكن ما يدمع قلبى بكل صدق وامانة عندما انظر الى القاهرة الان وبعظمتها التاريخية واجد بها مثل هذا التكدس والازدحام وبعيدة تمام البعد عن البيئة حتى في اعرق مناطقها الاثرية الإسلامية او غير الإسلامية لا اصدق مطلقا بان هذه حقا هي القاهرة التاريخية،فانظر الى جميع مناطق شارع المعز والقعلة بل حتى منطقة المطرية وغيرهما من المناطق فنسال انفسها هل هذه حقا هي القاهرة
والى لقاء مع المقال القادم وحديثنا حول القاهرة بكل دمع نكتب عن تاريخها