بأقلامهم

” اللواء الدكتور سمير فرج ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : الصومال نحو مستقبل جديد

في يوم 24 أغسطس، 2024 | بتوقيت 9:38 مساءً

الصومال … أحد أهم الدول الإفريقية، بما تمتلكه من أطول حدود بحرية في قارة أفريقيا، وما لها من تاريخ، كأهم مراكز التجارة في العالم. عرفها المصريون، منذ عهد الفراعنة، باسم بلاد بونت، خاصة في عهد الملكة حتشبسوت، ونُقشت الرحلات التجارية معها على جدران المعابد الفرعونية.

كانت أولى زياراتي للصومال، في أواخر سبعينيات القرن الماضي، ضمن وفد عسكري مصري، لبحث سبل التعاون العسكري بين البلدين. كانت الصومال قد خرجت، قبلها بأعوام، من تحت الاستعمار الإيطالي، الذي استنزف خيراتها وثرواتها، كباقي دول القارة الإفريقية، التي وقعت فريسة للاستعمار الأجنبي، وتركها فقيرة بلا أي بنية أساسية، فلم يكن بها إلا مصنعاً للحوم، في مدينة كيسمايو، يعمل في جمع الثروة الحيوانية، التي تشتهر بها الصومال، لتصنيعها وتصديرها.

كانت ظروف الحياة صعبة، في دولة مستنزفة الموارد، مما جعلها أرضاً خصبة لقيام “حركة شباب المجاهدين”، أحد التنظيمات القتالية المتطرفة، التابعة فكرياً لتنظيم القاعدة، وقد أدرجتها الولايات المتحدة الأمريكية على قائمة المنظمات الإرهابية في العالم، لما تشكله من تهديد للأمن القومي العالمي، حتى أنها رصدت مبالغ مالية ضخمة لمن يدلي بمعلومات عن قادتها، وأبرزهم القائد أبو الزبير. ومؤخراً، قامت بعض العناصر باستغلال ضعف الحكم، للانفصال عن الصومال فيما أطلقوا عليه اسم “صومالي لاند”، ورغم عدم الاعتراف الدولي بصومالي لاند، إلا أن تلك الحركة الانفصالية قد قامت بتوقيع اتفاق مع أثيوبيا، لبناء قاعدة لأثيوبيا، تحصل بمقتضاها على منفذ على البحر الأحمر.

وفي الأسبوع الماضي حضر الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، في زيارة رسمية إلى القاهرة، استقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لبحث أوجه التعاون بين الدولتين، وتوقيع اتفاقية تعاون عسكري، في وقت تشهد فيه المنطقة الكثير من التحديات الإقليمية والدولية، غير المسبوقة، خاصة بمنطقة القرن الإفريقي، التي تتطلب تنسيق التعاون بين مصر والصومال، لتحقيق استقرار المنطقة، بالتركيز على منطقة باب المندب، الواقعة تحت سيطرة الحوثيون، والتي تعد المدخل الجنوبي الرئيسي لقناة السويس.

وقد أسفرت الزيارة عن توقيع اتفاقية تعاون عسكري مع مصر، تقوم مصر بمقتضاها بمساعدة دولة الصومال في إنشاء جيش نظامي قوي، من خلال دورات التدريب، وإعداد الكوادر، والإمداد بالمعلومات، بما يمكنه من التصدي للمنظمات والجماعات الإرهابية، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه.

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

Email: [email protected]

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخبار اليوم.