أشاد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بفكرة الخبير السياحى عماد فؤاد مرقص ، عضو الجمعية العمومبة للإتحاد المصرى للغرف السياحية بإنشاء لجنة للسياحة الدينية القبطية .
وأوضح ريحان بخصوص لجنة السياحة الدينية القبطية فإن التعبير الأفضل “السياحة الروحية المسيحية”لأن رحلة الحج المسيحى هى رحلة روحانية لاقتفاء أثر المواقع الذى عاش فيها السيد المسيح أو التى مرت بها العائلة المقدسة وليست رحلة دينية مفروضة على المسيحيين كرحلة الحج إلى مكة المكرمة لذا من الأفضل إطلاق السياحة الروحية هى للترويح عن النفس بزيارة الأماكن المباركة
النقطة الثانية لا يصح أن نقول قبطية ثم ندخل معها زيارة دير سانت كاترين الخاص بالروم الأرثوذكس وليس الأقباط، ولذا يجب أن يكون اللفظ عام مسيحية وتشمل الآثار القبطية فى مصر والآثار البيزنطية المسيحية.
خروج بنى إسرائيل
وأوضح الدكتور ريحان بخصوص مشروع مسار خروج اليهود من مصر فإنه يصحح المعلومة فلم يكن لفظ اليهود موجود فى ذلك الوقت أثناء وجودهم فى مصر قبل الخروج ونزلت التوراة على نبى الله موسى بعد خروجهم إلى الأرض المقدسة عبر سيناء فى الوادى المقدس والاسم الصحيح هم بنو إسرائيل أى أبناء نبى الله يعقوب الذى ذكر باسم (إسرائيل) فى القرآن الكريم
وهذا المسار محقق بالفعل وقام الدكتور ريحان بتحقيق كل محطاته أثناء عمله آثاريًا بسيناء لمدة 30 عام ورد رسميًا على الدعاوى المختلفة التى تنسب وجود جبل موسى إلى بلاد أخرى لنزع صفة القداسة عن مصر وضرب مشروع التجلى الأعظم
دير السلطان
وبخصوص دير السلطان نوه الدكتور ريحان إلى أن موضوع استيلاء سلطة الاحتلال على دير السلطان لا علاقة له بزيارة المصريين أو عدم زيارته
والحكاية بالتفصيل أن للكنيسة المصرية أملاك بفلسطين منذ عهد صلاح الدين الأيوبى دخلت ضمن أرض فلسطين المحتلة أشهرها دير السلطان الملاصق لكنيسة القيامة من الناحية الجنوبية الشرقية والذى اغتصبه الصليبيون من مسيحيي مصر ورده إليهم القائد صلاح الدين ولهذا سمى دير السلطان . وقال إن هذا الدير سمحت سلطة الاحتلال للرهبان الأحباش بالاستيلاء عليه فى 25 إبريل عام 1970عندما قاموا بطرد الرهبان الأقباط بمعاونة وتواطؤ رجال الأمن الصهيونى مخالفة لإتفاقية “الأشاتسكو” 1878 التى تنص على عدم المساس بالوضع الراهن فى الأماكن المقدسة ودعمتها معاهدة “برلين” التى أُبرمت فى نفس العام وبمقتضاها تعترف إسرائيل بملكية الكنيسة المصرية لدير السلطان وأحقيتها فى الإشراف عليه
واشار الدكتور ريحان الي أن أول قافلة مسيحية مصرية هبطت إلى القدس كان فى أواسط القرن الرابع الميلادى بقصد الاشتراك فى تدشين كنيسة القيامة والقافلة الثانية كانت فى عهد صلاح الدين الذى رد إليهم أملاكهم المغتصبة وكان يدير شؤون أقباط مصر بالقدس رجال الكنيسة الأنطاكية السريانية واستقلوا عنهم عام 1235م وصار لأقباط مصر مطران يدير شئونهم بالقدس . وتم الاتفاق بين الكرسى الأنطاكى والسكندرى على أن يتولى أبرشية القدس حبر قبطى يعينه البابا الجالس على الكرسى المرقسى وأن يجرى التكريز باسم البطريرك الأنطاكى وأن أول مطران قبطى رسم على القدس هو الأنبا باسيليوس عام 1236م وجاء بعده 17 مطران آخرهم المطران الأنبا ياكوبوس عام 1946 عندما كان بالقدس خمسمائة قبطى.
ويطالب ريحان بعودة هذه الأملاك للكنيسة المصرية لتحديد كيفية إدارتها وأن ترفع سلطة الاحتلال يدها تماماً عن هذه الأملاك وتسلمها فوراً للحكومة المصرية لحين عودة القدس وفلسطين أرض الكنعانيين لأصحابها الفلسطينيون وتنفيذ سلطة الاحتلال لحكم محكمة العدل الإسرائيلية رقم 109 لسنة 1971الصادر بتاريخ 16 مارس من نفس العام برد دير السلطان للكنيسة القبطية المصرية.
التعاون المصرى – الأردنى
وكان وزير السياحة والآثار الأردني مكرم القيسي، قد أشاد بالعلاقات المصرية الأردنية في كافة المجالات وخصوصا في قطاع السياحة والآثار، معربًا عن تطلعه لمزيد من التعاون والتكامل في هذا القطاع، وخصوصا فيما يتعلق بمشروع مسار العائلة المقدسة في مصر والأردن.
وفى ضوء هذا أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار أن التعاون بين مصر والأردن فى مسار العائلة المقدسة سيكون له مردود سياحى كبير على السياحة الروحية بين الجانبين
وأشار إلى أن مصر تضم 25 محطة فى مسار العائلة المقدسة يعترف بها الفاتيكان كطريق للحج المسيحى حيث عاشت العائلة المقدسة فى مصر 3 سنوات و11 شهر وقد جاء السيد المسيح وعمره أقل من عام وعاد صبيًا وقد باركت العائلة المقدسة العديد من المواقع بمصر من رفح إلى الدير المحرق بأسيوط تضم حاليًا آثار وآبار وأشجار ومغارات ونقوش صخرية
وأضاف الدكتور ريحان أن الأردن تضم 5 مواقع فى مسار الحج المسيحي معترف بها من الفاتيكان وتعمل على ربط 3 مواقع منها تم إنجاز المرحلة الأولى بطول 17 كيلومترا، وجار العمل في المرحلتين الثانية والثالثة، وتشتهر الأردن بالمغطس وهو المكان الذي تعمد به يسوع على يد يوحنا المعمدان حسب المعتقدات المسيحية
وأردف الدكتور ريحان فى ضوء مجهودات مصر والأردن فى إحياء هذه المسارات وإعدادها للزيارة يمكن للبلدين تسجيل طريق الحج المسيحى تراث عالمى ثقافى مشترك بين الدولتين فى اليونسكو وكذلك وضع برنامج سياحى واحد للرحلة لزيارة المسار ومنح شهادة حج لكل من يرتاد الطريق معتمدة من البلدين والتعاون فى مجال الاستثمار السياحى للتنمية والترويج لهذا المسار محليًا وعربيًا ودوليًا وتوجيه منظمى الرحلات فى الخارج لأهمية هذا الطريق لإدراجه كبرنامج رحلة إلى مصر والأردن لزيارة مسار الحج والتبرك بالمواقع المختلفة فيه
وقد قامت مصر بمجهودات كبرى فى المحافظات المتواجد بها المسار من توفير أماكن الإقامة والتخييم حول الأديرة خاصة بوادى النطرون وتيسير طرق الوصول إلى المحطات وتزويد المحطات بالخدمات السياحية وتجميل الميادين والشوارع المؤدية إلى الكنائس المتواجد بها المحطات وطرح العديد من المشروعات فى المسار على المستثمرين لاستكمالها وتهيئة أهالى المناطق حول هذه المحطات لثقافة التعامل مع الزوار