بأقلامهم

” اللواء الدكتور سمير فرج ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : سياسة الطبق الساخن

في يوم 9 أغسطس، 2024 | بتوقيت 6:32 مساءً

سياسة “الطبق الساخن”، أو “Hot Plate”، هي النظرية التي أطلقها كبير السياسيين، في العصر الحديث، هنري كيسنجر، أشهر من شغل منصب وزير الخارجية الأمريكية، وأهم مستشاري الرئيس الأمريكي للأمن القومي.

ولمن لا يعرف، فهنر كيسنجر لاجئ يهودي، هرب في طفولته مع عائلته من ألمانيا النازية، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعاش فيها حتى أصبح وزيراً لخارجيتها، وحصل على جائزة نوبل للسلام في عام 1973، تقديراً لدوره البارز في رسم السياسة الخارجية الأمريكية، ولعبه لدور الوسيط المتنقل في حرب الشرق الأوسط، في أكتوبر 1973، ورحلاته المكوكية بين مصر وإسرائيل، حينئذ. ويعرف عنه أنه رائد سياسة الانفتاح مع الاتحاد السوفيتي في عصر الحرب الباردة، ومؤسس العلاقات بين بلاده ودولة الصين الشعبية. وله يتنسب الفضل الأكبر في اتفاقيات السلام، وإنهاء الوجود الأمريكي في فيتنام، وإخراج بلاده من مستنقع الحرب هناك.

قدم كيسنجر نظرية الطبق الساخن عندما أرسل الرئيس السادات مستشاره للأمن القومي، أحمد حافظ إسماعيل، في بداية عام 1973 لمقابلة كيسنجر، طالباً المشورة والعون، لإنهاء فترة “اللا-حرب واللا-سلم” بعد ست سنوات من ركود المياه، بعد هزيمة يونيو 1967. وجرى اللقاء، بالفعل، على مأدبة عشاء، في أحد مطاعم العاصمة الأمريكية، واشنطن، حتى يكون الحوار غير رسمي.

في البداية سأل كسنجر المبعوث المصري عن المشكلة، ورد أحمد حافظ إسماعيل بأن الرئيس السادات يطلب خبرة كسنجر، وهو صاحب الخبرة والتاريخ في إيجاد الحلول لمختلف المعضلات السياسية على مستوى العالم. وتصادف الرد مع مجيء النادل للسؤال عما سيتناولون على العشاء، فطلب كيسنجر من إسماعيل السماح بأن يختار له أشهر الأطباق الأمريكية وهو “نيويورك ستيك”، ولكنه همس للنادل بكلمات لم يسمعها إسماعيل.

ثم بدأ الحوار بينهما، وشرح إسماعيل الوضع الناتج عن احتلال إسرائيل لسيناء، ومنعها لمصر من استخدام قناة السويس. وعندئذ، وصل النادل حاملاً أطباق العشاء، وشرع كل منهما في تناول طعامه، قبل أن يتوقف أحمد إسماعيل عن الأكل. ولما سأله كسينجر عن السبب، أجابه بأن الطبق بارد، وهنا ضحك كسينجر ونادى على النادل ليبدل الطبق بآخر ساخن.

وهنا قال كسينجر لأحمد حافظ إسماعيل، “يا صديقي … لن يقترب أحد من الطبق وهو بارد … لابد وأن يكون الطبق ساخناً، لتقترب منه”. وعاد إسماعيل لمصر، وأبلغ الرئيس السادات برأي كيسنجر، واتخذ السادات قراره بالحرب!

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

Email: [email protected]

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخبار اليوم.