أخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدر

اللواء الدكتور سمير فرج يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : من الخاسر ومن الكاسب عند فوز ترامب او كاميلا

في يوم 2 أغسطس، 2024 | بتوقيت 8:00 مساءً

مائة يوم فاصلة على الانتخابات الامريكية القادمة التي يتابعها العالم كله وينتظر نتائجها. فالانتخابات الامريكية القادمة 2024 هي الانتخابات الرئيسية الستون في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية التي تجرى كل اربع سنوات والتي ستجرى هذا العام يوم الثلاثاء الخامس من نوفمبر 2024 حيث ينتخب الشعب الأمريكي الرئيس ونائبه لمدة اربع سنوات قادمة.

ويترشح هذه المرة دونالد ترامب عضو الحزب الجمهوري لإعادة انتخابه لولاية ثانية غير متتالية. بعد خسارته امام جو بايدن في 2020. ويدخل هذه المرة وامامه من الحزب الديمقراطي كاميلا هاريس والتي كانت نائبة للرئيس الامريكي الحالي جو بايدن. والذي اعتذر عن دخوله الانتخابات القادمة بسبب ظروفه الصحية. ويبرز ايضا إف كيندي جونيور. كمرشح رئيسي من الحزب الثالث. وبعض الشخصيات الاخرى.
وعموما فان الانتخابات هذا العام تبرز امامها قضايا هامة امام الناخب الامريكي. هي حق الإجهاض، امن الحدود، الهجرة، الرعاية الصحية، التعليم، الاقتصاد، السياسة الخارجية، حقوق المثليين، وتغيير المناخ، واخيرا الديموقراطية.

وفي هذه المرة لو فاز ترامب فسيكون ثاني رئيس امريكي يفوز بولاية تانية غير متتالية. لينضم الى جروفر كليفلاند عام الف 1892. كذلك يعتبر ترامب اول رئيس في تاريخ امريكا يتم عزله مرتين. واول رئيس امريكي يترشح مرة اخرى بعد العزل حيث تم عزله في المرة الاولى من مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيين في ديسمبر 2019 بتهمة اساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونجرس في انتخابات عام 2016. اما المسائلة الثانية من مجلس النواب 2021 بتهمة التحريض على التمرد بسبب دوره في الهجوم على الكابتول في 6 يناير.

ولكن جاء مجلس الشيوخ وقام بتبرئة ترامب من التهمتين لذلك لم يمنع من الترشيح للرئاسة في عام 2024 وبعد اعتذار جو بايدن عن هذا السباق الرئاسي جاءت المفاجأة بدخول كاميلا هاريس وهذه المرة جاء تقدم ترامب بفارق نقطتين فقط عن كاميلا هاريس بعد ان كان ترامب يتقدم من قبل بفارق ست نقاط مئوية في اخر استطلاع سابق عن جو بايدن.

لذلك جاء ظهور كاميلا هاريس لتقلب الموازين في هذا السباق. خاصة عندما حققت جمع 200 مليون دولار فور ظهورها كمرشحة و170 الف متطوع قدموا اسماؤهم لمساعدة كاميلا. ولقد حظيت كاميلا هاريس بتأييد نانسي بيلوسي رئيسة الكونجرس السابقة. والرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون ووزيرة الخارجية الاسبق هيلاري كلينتون كذلك اعلن الرئيس الاسبق باراك اوباما وزوجته بتأييدهما الى كاميلا وكلهم بالطبع أعضاء رئيسية في الحزب الديمقراطي.

وتعتبر كاميلا هاريس، أول امرأة سوداء من أصول أسيوية لاتينية، تشغل منصب المدعي العام في منطقة سان فرنسيسكو، ثم ولاية كاليفورنيا ثم فازت بمقعد في مجلس الشيوخ عام 2017 ثم وصلت إلى أقصى ما تحلم به. وهو منصب نائب رئيس الأمريكي جو بايدن خلال فترة رئاسته أربع سنوات.

ومن هذا المنطلق بدأ ترامب يهاجم كاميلا هاريس بشراسة ويصفها بانها يسارية متطرفة معتوها ستدمر بلادنا. وتابع وصفه انها قوة الدفع الليبرالية المتطرفة في الولايات المتحدة الامريكية التي دعمت كل كوارث بايدن. بل اطلق عليها كاملة الكاذبة بل واصاف انها مسؤولة عن كل الكوارث الرئيس جو بايدن السابقة.
ومن هنا بدأ الجميع يتساءل ماذا لو فاز دونالد ترامب او كاميلا هاريس من المستفيد ومن الخاسر والواقع ان اكثر المستفيدين من فوز ترامب هو رئيس الوزراء الإسرائيلية نتنياهو صديقه الشخصي حيث سيقوم ترامب بدعم اسرائيل اكثر واكثر في الفترة القادمة. خاصة ان ترامب هو الرئيس الامريكي الوحيد الذي اصدر من قبل قراره بنقل السفارة الامريكية الى القدس.

اما اكبر الخاسرين فهي القضية الفلسطينية. في حالة فوز ترامب لأنه لا يؤمن بحل الدولتين. وهو نفس رأي نتنياهو. وبالنسبة للحرب الروسية الاوكرانية فان اكبر الخاسرين عند فوز ترامب هو الرئيس الاوكراني سلازينكي الذي وصفه ترامب بانه تاجر شنطة يأتي للولايات المتحدة كل مرة ويعود ومعه الاموال من الخزينة الامريكية. كذلك اعلن ترامب انه فور توليه سوف يوقف هذه الحرب الروسية الاوكرانية. بل وأضاف انه لو كان موجودا لما حدثت هذه الحرب من قبل. وهي نفس الجملة التي قالها ترامب حول حرب غزة. حيث قال انه لو كان موجودا لما حدث هجوم السابع من اكتوبر من حماس على اسرائيل.

وبالنسبة لكاميلا فانه متوقع فور وصولها على كرسي الرئاسة في البيت الابيض. انها سوف تنتهج نفس سياسة جو بايدن والحزب الديمقراطي في الفترة السابقة. ويكفي قولها عندما قابلت رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو في زيارته الاخيرة الى واشنطن ان هناك تعاطف امريكي ضد المجازر التي تتم ضد الشعب الفلسطيني في غزة. الامر الذي اصاب استياء اليمين المتطرف في اسرائيل. وجاء رد الرئيس ترامب عليها ان اي يهودي امريكي لن يعطي صوته الى كاميلا هاريس في الانتخابات القادمة.

وعلى الطرف الاخر فإن كاميلا هاريس سوف تستمر في مساعدة اوكرانيا في حربها ضد روسيا كذلك سوف تدفع دول اوروبا وحلف الناتو الى تقديم الدعم العسكري والمادي الى اوكرانيا. وبالنسبة لموقف امريكا تجاه اوروبا اعتقد ان الرئيس ترامب سيواجه هذه المرة بالموقف اليميني المتطرف التي بدأت تتخذه دول اوروبا لذلك سوف يعيد دعوته الى دول حلف الناتو لتسديد كل دولة ما عليها من التزامات مالية للحزب. حيث يعتقد ان امريكا لن تدافع وحدها امام العدائيات المنتظرة الى أوروبا الامر سوف الذي سيحدث مشكلة كبيرة في حالة تولي ترامب مقعد الرئاسة حيث ان اليمين المتطرف المسيطر الان على اوروبا التي تنادي بالابتعاد عن السيطرة الامريكية وان مصلحة دول اوروبا اولا خاصة ان شعوب اوروبا حاليا مستاءة من دفع الاموال لدعم اوكرانيا خلال الفترة القادمة.

اما كاميلا هاريس فاعتقد انها ستعمل على اعادة توحيد حلف الناتو. حتى لا تكون الولايات المتحدة هي حائط الصد الوحيد امام روسيا. وبالنسبة للعلاقات امريكية مع ايران فاعتقد انه بوصول ترامب الى السلطة سوف يزيد الضغوطات والعقوبات ضد ايران. بهدف عدم حصولها على السلاح النووي. وان كنت ارى انه مع دخول ترامب اذا فاز الى المكتب البيضاوي في البيت الابيض. يوم 20 يناير 2025 ستكون ايران قد دخلت مرحلة انتاج سلاحها النووي مع بدء العام القادم. وهكذا فان الجميع ينتظر نتائج هذه الانتخابات الامريكية القادمة. لان هناك من هو كسبان ومن هو خسران.

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

Email: [email protected]

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخبار اليوم.

مقالات ذات صلة