أخبارمنوعات

الكاتب الصحفى ” سعيد محمد أحمد ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : غباء حماس.. وقرار الانتحار السياسي

في يوم 7 أغسطس، 2024 | بتوقيت 12:27 مساءً

المؤكد ان قرار حركة حماس باعلانها الغير متوقع باختيار يحيى السنوار رئيسًا لحركة حماس فى الخارج والداخل معا، يعزز حقيقة انتهاء حماس سياسيًا سواء عربيا آو إقليميا أو دوليا، بعد ان انتحرت عسكريا باقدامها فى الهجوم الذى قامت به فى السابع من اكتوبر، وما ترتب عليه من إعادة احتلال قطاع غزة ورفح الفلسطينية بالكامل بعد تدميرهما تدميرا شاملا وممنهجا، وسقوط عشرات الآلاف من أبناء غزة ضحايا بالاضافة إلى عشرات الآلاف من المصابين ودون تحقيق نتيجة واحدة على ارض الواقع تبرر فعلتها بقرارها الحرب منفردة واختطافها القرار الفلسطيني وتغييب الشعب ليصبح أمام المجهول .

ويبقى السؤال الاهم والأصعب من سيتعامل مع “السنوار ” القابع فى حفرة فى أحد أنفاق غزة أو رفح الفلسطينية، وهو المرفوض عربيا وخليجيًا، ودوليا ، ولم يظهر منذ السابع من أكتوبر ليتم تنصيبه على رأس ⁧‫حماس‬⁩ وبما يثبت نهاية هذه الحركة، بل ويعزز مخطط التخلص من اسماعيل هنية‬⁩ الذي كان عبئا على من استضافوه وبإيعاز أمريكي.

فيما يرى البعض ان قرار حماس أتخذ فى حالة غضب وانفعال وبما يؤكد مدى الغباء الذى يتمتع به أعضاء الحركة او من نصبوا السنوار رئيسا لها فى الخارج ليكشف مدى ضحالة تفكير تلك الجماعة وغياب الحكمة والرشد فى الاختيار بعد ان افصحوا عن حجم الخلاف الداخلى فيما بينهم ، كمًا يؤكد حاله انعدام الثقة ايضا مع والتشكيك فى قدراتهم و تهرب أعضاء المكتب السياسي في الخارج من هذا المنصب حتى لا يشكلون عبئا ثقيلًا على دول تستضيفهم ومنها ما تمتلك القرار الأول في تعيين تلك القيادات فى اشارة الى ايران.

حقيقة الأمر ان هناك حالة من الارتباك الشديد داخل جماعة حماس وعجزها رغم حجم الخلافات العميقة بينهم والغير معلوم تفاصيلها انما يعكس كل ذلك فهم طبيعة وعمل الدور القيادى لرئيس الحركة فى الخارج والذى كان يتمتع بقدر معقول من التواصل مع الغرب فى فترة من الفترات التى شهدت تواصلا دوليا مع حماس خلال أزمة الجندى الاسرائيلى ” جلعاد شاليط” وعدم استغلال تلك العلاقات فى التسويق الجيد للقضية الفلسطينية، الا أن الحاكم فى فشل استغلال تلك العلاقات عدم رغبة حماس فى ان يكون هناك خطابا فلسطينيا موحدا مع اصرارها على التهرب من المصالحة الوطنية الفلسطينية بقرار من طهران مع طمع حماس فى الاستحواذ على السلطة الفلسطينية بعيدا عن الشعب ورفضا لقواعد وقوانين منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطيني، علاوة على انه غاب عن حماس انها لا تمثل الشعب الفلسطيني وانها مجرد فصيل من ضمن عشرة فصائل فلسطينية.

كما غاب عن حماس حقيقة دورها باعتبارها الوجه السياسي للحركة والذى كان من المفترض ان يكون شديد البأس والجرأة فى التعامل مع العدو الاسرائيلى وجها لوجه ليفرض شروطه علانيه وفى حوار جاد يستطيع من خلاله استماله المجتمع الدولى لدعمه ومسانده سياسيا وربما فى العديد من المحافل الدولية وسيحظى فى تلك اللحظة دعم وتأييد عربى واسع النطاق الا ان هذا الامر ليس فى حسابات جماعة حماس المرتهنة للقرار الايرانى بوصفها حليف لايران وفق منهج ايدولوجى دينى .

كما جاء فشل جماعة حماس أنها ارادت ان تكون الحكم والجلاد فى الوقت ذاته واصبحت ك المثل الشائع ” صاحب بالين كداب” فكيف لها ان تقاوم وفى ذات الوقت ان تلعب سياسة مع إسرائيل فلا هى ركزت فى المقاومة وحققت قدرا من النجاح على الارض ولا هى نجحت فى اختبار السياسة ففشلت فشلا زريعا حتى وصل الامر الى تصنيفها بأنها حركة ارهابية من وجه نظر امريكا والغرب معا.

ايضا الاعلان عن اختيار السنوار رئيسًا للحركة يبرر فكرة الإقصاء بل وانعدام الثقة فى اى مفاوضات مقبله سواء اليوم او غدا او فيما يطلق عليه باليوم التالى وهو اليوم الذى تم فيه استبعاد حماس كليا من المشهد السياسي والأمني وهو ما اقرته فى جملة التنازلات المتتالية منذ تعليق المفاوضات بين جميع الاطراف بما فيهم دور الوسطاء لحلحلة الازمة والوصول الى الحد الادنى فى الحصول على ضمانات أمنية لحماية تلك القيادات سواء فى الداخل او الخارج .

فيما جاء اغتيال إسماعيل هنية فى طهران وفى عقر دار جهاز أمنى ” الحرس الثورى ” يؤكد بما لايدع مجالا للشك انه لا توجد ضمانات أمنية لتلك القيادات اينما وجدت سواء فى الداخل او فى الخارج لتسقط كل الاوراق التى بحوزة جماعة حماس لتبقى الورقة الوحيدة “الرهائن المختطفين لدى حماس” ، وبرغم تجاهل إسرائيل تماما لعملية الاغتيال الا ان ايران وجهت الاتهامات الى إسرائيل وامريكا “المجرمة” طبقا لوصف البيان الايرانى الرسمى الصادر عن الحرس الثورى والوعيد بدمار إسرائيل.

كاتب المقال

سعيد محمد أحمد

الكاتب الصحفى

مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط السابق

الكاتب المخصص فى الشئون العربية والإيرانية