مع اقتراب افتتاح المشروع القومى ” التجلى الأعظم” بسانت كاترين المقرر فى أكتوبر القادم لتنشيط السياحة الروحية وإحياء مسار نبى الله موسى وتعظيم كل مقومات السياحة بسانت كاترين خاصة وسيناء عامة يطالب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية وزارة السياحة والآثار بالاهتمام بآثار ما قبل التاريخ بسيناء وترميمها وفتحها للزيارة وكذلك استكمال المرحلة الثانية من ترميم منطقة عيون موسى والمتوقفة منذ عام 2018
وأوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان أن حملة الدفاع عن الحضارة المصرية كشفت عن الإهمال الذى نجم عن عدم المرور على المواقع الأثرية بسيناء وقامت حملة الدفاع عن الحضارة بتصوير آثار ما قبل التاريخ بسهل القاع شمال مدينة طور سيناء والتى تؤكد أنها مهملة وبها بقايا جثامين مكشوفة لوحوش الصحراء مما ينم عن عدم مرور أى آثارى عليها منذ فترة طويلة وهذا طبيعى نتيجة نقص الآثاريين بعد نقل 217 موظف من سيناء
وعن أهمية هذا الموقع يشير الدكتور ريحان إلى قيام بعثة أمريكية لآثار ما قبل التاريخ بالعمل فى هذا الموقع منذ عدة سنوات برئاسة الدكتورة أنجيلا كلوز وكشفت بها عن مبانى دائرية بها بقايا بشرية وهى المهملة الآن ولا توجد عليها أى حماية من أسوار أو حراس بالمنطقة وكأنها خارج نطاق الآثار رغم أن هذه المنطقة تقع فى نطاق الآثار وتخضع لقانون حماية الآثار 117 لسنة 1983 إخضاع بالقرار رقم 328 لسنة 2002 بمساحة 1000.300م
ونوه الدكتور ريحان إلى أن هذه المبانى المهملة هى مبانى حجرية يطلق عليها أهل سيناء النواميس وأثبتت الدراسات المختلفة أنها تعود إلى عصر البرونز المبكر، ويعتقد أنها آثار خاصة بسكان سيناء الأصليين فلقد كشف عالم الآثار البريطانى بالمر عام 1869 عن مجموعة من هذه النواميس قرب عين حضرة ( طريق كاترين – نويبع) وقرب نويبع وقد عثر بها على رؤوس سهام ودبابيس نحاس، وكشف روزنبرج عام 1967 عن مجموعة أخرى قرب عين حضرة، وهذه النواميس تشبه خلايا النحل متجمعة وشكلها دائرى يتراوح قطرها ما بين 2.5 إلى 4م وارتفاعها 3م، مبنية من بلاطات مسطحة كبيرة من أحجار غير منحوتة ويرجّح بالمر أنها معسكرات محصنة لأقوام يعتمدوا على رعى الأغنام استخدموا المساحات المفتوحة بين هذه الدوائر للأغنام والقطيع.
عيون موسى
وتابع الدكتور ريحان بأنه فى الوقت التى تسعى الدولة لفتح مواقع أثرية جديدة بعد ترميمها حيث لا يوجد سوى موقعين فقط مفتوحين للزيارة بسيناء هما قلعة صلاح الدين بطابا ودير سانت كاترين بالإضافة إلى متحف شرم الشيخ نجد منطقة من أهم المناطق الأثرية بسيناء وهى عيون موسى مهملة بعد إنفاق الملايين فى ترميمها، كما يشتكى قاطنى المنطقة من قطع مورد للرزق لهم كان قبل أعمال الترميم من بيع منتجاتهم وقد أغلقت المنطقة بعد الترميم وأهملت
ويؤكد الدكتور عبد الرحيم ريحان أن المجلس الأعلى للآثار أعلن فى 10 فبراير 2018 عن افتتاح المنطقة للزيارة بعد أعمال ترميم وتطوير لمنطقة عيون موسى تكلفت فى المرحلة الأولى 3 مليون جنيه، تضمنت ترميم وصيانة 7 آبار مع إنشاء تندات وممشى للآبار وتجهيز عشش ومحلات لأهل المنطقة لبيع المشغولات اليدوية للزوار بسيناء ومحافظة السويس.
وأشار رئيس قطاع الآثار المصرية وقتها أن المرحلة الأولى تضمنت أيضا تجهيز المدخل الرئيسي للمنطقة وتنفيذ منظومة إضاءة على أحدث النظم العلمية مع نظم إضاءة حديثة للمظلات والأفران التراثية.
وأكد رئيس قطاع الآثار المصرية وقتها على أنه تم تفعيل رسوم التذاكر وطبعها لزيارة منطقة اثار عيون موسى استعدادا لاستقبال الزائرين، أول أبريل2018، حيث تراوحت أسعار التذاكر ما بين 40 جنيها للأجنبي و 20 للطالب، بينما بلغت 10 جنيهات للمصري و5 جنيهات للطالب مع إعفاء طلاب المدارس والجامعات وذوي الاحتياجات الخاصة.
ويوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان بأنه لم يحدث أى شىء مما صرح به رئيس قطاع الآثار المصرية حيث لم تفتتح منطقة عيون موسى للزيارة ولا الأهالى تسلموا محلات وكان هناك مفتش آثار مقيم بالمنطقة يشرف عليها ولكن بعد نقل الآثاريين هجرت تمامًا وكأنها لا تتبع الآثار ويشتكى الأهالى من هذا الإهمال بأنها كانت مصدر رزق لهم قبل الترميم، ولكن بعد الترميم تم إغلاقها وإهمالها مما سيؤدى إلى ردمها وضياع الملايين التى أنفقت عليها
والحملة تتوجه إلى رئيس قطاع الآثار المصرية مطالبة بتقديم تقرير علمى بالصور عن مقابر سهل القاع وعرض مشروع لترميم آثار ما قبل التاريخ بسيناء وفتحها للزيارة، وكذلك استكمال أعمال الترميم بعيون موسى لفتحها للزيارة بما يتواكب مع مجهودات الدولة وقرب افتتاح مشروع التجلى الأعظم وتعد عيون موسى من محطات مسار نبى الله موسى بسيناء
وعن أهمية عيون موسى كمحطة هامة فى مسار نبى الله موسى بسيناء أوضح الدكتور ريحان أن العيون التى تم ترميمها فى المرحلة الأولى فى فبراير 2018 هى العيون الإثنى عشرة التى تفجرت لنبى الله موسى وتقع على بعد 35كم من نفق أحمد حمدى، وأن الدراسات الحديثة التى قام بها فيليب مايرسون أكدت أن المنطقة من السويس حتى عيون موسى منطقة قاحلة جدًا وجافة مما يؤكد أن بنى إسرائيل استبد بهم العطش بعد مرورهم كل هذه المنطقة حتى تفجرت لهم العيون وكان عددها 12 عين بعدد أسباط بنى إسرائيل، ولقد وصف الرّحالة الذين زاروا سيناء فى القرنين 18، 19م هذه العيون ومنهم ريتشارد بوكوك الذى وصف أربعة عيون واضحة ومياهها صالحة للشرب وقد تغطت باقى العيون بالرمال ووصف أشجار النخيل بالمنطقة.
وأضاف الدكتور ريحان بأن هناك مشروع أثرى علمى بالاشتراك مع الدكتور صفى الدين متولى نائب رئيس الهيئة العامة للتعميروالتنمية الزراعية ورئيس مركز بحوث الصحراء يتمثل في الكشف عن كل عيون موسى الإتنى عشرة ويفترض أن كل عين من عيون موسى ممتدة حتى الصخور النارية فى باطن الأرض ولها تركيب خاص بها مثل عين زمزم يتم كشفها بواسطة صور الأقمار الصناعية ذات درجات الوضوح العالى مثل سبوت الفرنسى وكويك بيرد الأمريكى وقياسات المغناطيسية لتحديد امتداد عيون موسى وباقى العيون والقياسات الكهربية ثنائية وثلاثية الأبعاد والقياسات السيزمية الضحلة وقياسات الرادار الأرضى ذات التردد العالى ويتمنى أن يدخل هذا المشروع ضمن خطة الترميم والتطوير لعيون موسى المرحلة الثانية، حيث أن ما تم تطويره سبعة عيون والمتبقى خمسة عيون وقد كانت جميعها مياه عذبة تتزود منها قوافل الحج المسيحى والإسلامى