ترأس وزير السياحة والآثار شريف فتحي اجتماع مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار أمس، واستعرض الدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ما حققه المجلس بمختلف قطاعاته، من إنجازات خلال شهري يونيو ويوليو من العام الجاري ومنها أعمال ترميم الميناء البحري بمنطقة عرب الأنباط بمدينة دهب بجنوب سيناء، وإنجاز 88% من أعمال ترميم معبد الإلهة حتحور بمنطقة سرابيط الخادم بسيناء، وتسجيل صندوق حفظ رأس القديسة كاترين بهيكل كنيسة التجلي بدير سانت كاترين بداخله جمجمة رأس القديسة كاترين بسجلات المنطقة الأثرية المختصة
وفى ضوء هذا أشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بأن الدكتور محمد إسماعيل الذى تولى الأمانة العامة للمجلس الأعلى للآثار فى مارس الماضى أعلن هذه الإنجازات وعرضها على وزير السياحة والآثار على أنها تمت فى سيناء خلال شهري يونيو ويوليو من العام الجاري بناءً على تقارير أثرية من مناطق آثار جنوب سيناء موضحًا أن هذه الإنجازات تمت فى سنوات سابقة وأن هذه التقارير المرسلة للأمين العام غير صحيحة
وأوضح أنه بخصوص الميناء البحرى هو ميناء بحرى للأنباط بمنطقة تل المشربة بدهب ولم يتم فيه أى مشروع ترميم منذ عام 2002 وما تم فيه هى أعمال حفائر علمية كشفت عن معالم الفرضة البحرية للميناء وهى الموقع الذى يخدم الميناء وبه مخازن البضائع والمكاتب وسكن العمال
وقد تقدم الدكتور ريحان إلى المجلس منذ عدة سنوات بخطة لمشروع ترميم الموقع أثناء توليه منصب مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء ولم يتم أى مشروع ترميم حتى الآن رغم وقوع الأثر بأهم موقع سياحى بدهب ولو تم تطويره وفتحه للزيارة مع عمل متحف مكشوف للمقتنيات المستخرجة وخطة إضاءة سيحقق دخلًا كبيرًا للوزارة باعتبار دهب هى الامتداد السياحى لشرم الشيخ ولا تتوافر بها مقومات السياحة التاريخية
ويتابع الدكتور ريحان بخصوص ما ذكره الأمين العام عن إنجاز 88% من أعمال ترميم معبد حتحور بمنطقة سرابيط الخادم بسيناء غير صحيح تمامًا حيث أن آخر ترميمات بالمعبد تمت عام 2014 موضحًا أن معبد سرابيط الخادم المعبد المصرى القديم الوحيد بسيناء غير مسجل كأثر، والمسجل هى هضبة سرابيط الخادم ومساحتها 4000 فدان مسجلة منافع عامة آثار
وقد ترتب على عدم تسجيل المعبد عدم حصر وتسجيل وتوثيق كل لوحات وتماثيل المعبد وتضمينها برقم تسجيل لسهولة عودتها فى حالة السرقة وبالفعل كانت هناك محاولة سرقة فاشلة فى 27 سبتمبر 2010 للجزء السفلى من تمثال حتحور الذى يصل وزنه إلى 200 كيلو جرام، وارتفاعه 120 سم، وعرضه 60 سم
وقد قام المجلس الأعلى للآثار منذ عام 2009 وحتى 2014 بمشروع ترميم بالمنطقة شملت ترميم لوحات المعبد وإعادة تركيبها في نفس أماكنها مع تدعيم أسوار المعبد وترميمها، كما شمل الترميم تنظيم مسارات الصعود والنزول من وإلي المنطقة الجبلية الموجود بها المعبد وإنشاء مقر دائم لمنطقة آثار سرابيط الخادم ومركز للزوار بتكلفة 14 مليون جنيه.
ونوه الدكتور عبد الرحيم ريحان أن ما ذكره الأمين العام عن تسجيل صندوق حفظ رأس القديسة كاترين بهيكل كنيسة التجلي بدير سانت كاترين بداخله جمجمة رأس القديسة كاترين بسجلات المنطقة الأثرية المختصة ضمن إنجازات شهري يونيو ويوليو من العام الجاري غير صحيح، فهى مسجلة منذ عدة سنوات وسافرت كف القديسة كاترين فى معارض خارجية فى العديد من الدول ولولا أنها مسجلة فى الدفاتر الرسمية لما سمح المجلس بسفرها فى أية معارض
ويشير الدكتور ريحان إلى مجموعة كف القديسة كاترين وتشمل صندوق حفظ الكف وهو صندوق من الفضة الخالصة طوله 18سم، عرضه 12سم، ارتفاعه 9.5سم عليه زخارف بارزة عبارة عن أشكال جامات ووريدات والصندوق مبطن من الداخل بطبقة من القطن لحماية الكف من الصدمات ويعرف “بقطن البركة عند رهبان الدير”، وجراب للكف من القطيفة الحمراء الداكنة مطرز بخيوط ذهبية وفضية ومزين بخرز شفاف من الزجاج، وقاعدة الكف طولها 18سم، عرضها 9.5سم من الذهب على شكل كف ويحيط به إفريز مزين من جميع الجهات ب35 فص ويخرج منها عدد 2 حزام وذلك لاحكام الغلق على الكف، الحزام الأول طوله 9سم من الذهب على شكل إسورة مكونة من خمسة فصوص متصلة كسلسلة وفى نهايته محبس ليغلق على القاعدة، والفصوص من الأحجار الكريمة ومنها الأخضر الزيتونى والأحمر القانى والأبيض الشفاف، أمّا الحزام الثانى طوله 10سم ، عرضه 3سم فهو عبارة عن إسورة يعلوها خمسة دوائر ذهبية بداخل كل منها فص من الأحجار الكريمة.
والقلادة “الجامة الخلفية” موجودة فى نهاية قاعدة الكف طولها 5.5سم، عرضها 4سم وهى على شكل جامة يتوسطها دائرة من الذهب مطعمة بمجموعة من الأحجار الكريمة وأسفل قاعدة الكف يوجد سطرين من الكتابة اليونانية : السطر الأول يتضمن اسم الصانع وبلده والسطر الثانى تاريخ صناعة القاعدة 1773م، والكف مكون من خمسة أصابع محنطة ذو لون بنى داكن وبكل أصبع خاتم ذهبى به إحدى الأحجار الكريمة إلّا الخاتم الموجود بالإبهام حيث إنه من الذهب الخالص فقط
وبناءً عليه تطالب حملة الدفاع عن الحضارة المصرية الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمراجعة تقارير الآثار الواردة له من جنوب سيناء ومحاسبة المسئولين عن هذا الخطأ حيث تم عرض هذه الإنجازات على معالى وزير السياحة والآثار وهى إنجازات فترات سابقة
ونظرًا لوجود موقعين أثريين فقط مفتوحين للزيارة بسيناء كلها هما قلعة صلاح الدين بطابا ودير سانت كاترين بالإصافة إلى متحف شرم الشيخ رغم الإنجازات الكبرى لقطاع الآثار بسيناء منذ استردادها فى أعمال حفائر كشفت عن العديد من الآثار المصرية القديمة والمسيحية والإسلامية والتى أعادت كتابة تاريخ سيناء وأكدت مصريتها بعد فترة احتلال قامت سلطة الإحتلال بأعمال حفائر بدون وجه حق شوهت وزورت من خلالها تاريخ سيناء، يطالب الدكتور ريحان بالبدء الفعلى فى مشروع ترميم معبد سرابيط الخادم وفتحه للزيارة وتمهيد طريق الوصول إليه من مدينة أبو زنيمة بالاتفاق مع محافظة جنوب سيناء
وأردف إلى أن اسم أرض الفيروز جاء من واقع أثرى جسّدته عمارة معبد سرابيط الخادم الذى يبعد 268كم عن القاهرة حيث سجلت أخبار حملات تعدين الفيروزعلى صخوره المنفصلة الذى يطلق عليها أهل سيناء سربوط، وأن منطقة سرابيط الخادم لا تمثل منجم الفيروز لمصر القديمة فقط بل تضم أقدم كتابة فى العالم وهى ما يعرف بالأبجدية السينائية المبكرة
كما يطالب بترميم ميناء الأنباط بتل المشربة بدهب ولديه خطة كاملة بمشروع الترميم وكذلك ترميم دير الوادى بطور سيناء الذى يحتفظ بعناصره المعمارية منذ القرن السادس الميلادى حتى الآن وقد بناه الإمبراطور جستنيان فى نفس تاريخ بناء دير سانت كاترين ولنفس الأسباب وقد تقدم الدكتور ريحان بمشروع متكامل لترميمه منذ عدة سنوات
وبذلك يتم إضافة ثلاثة مواقع هامة للسياحة المحلية والعالمية بسيناء تضيف زخمًا جديدًا للسياحة التاريخية والروحية بسيناء خاصة مع قرب افتتاح مشروع التجلى الأعظم فى أكتوبر القادم ومن أهدافه تعظيم كل المقومات السياحية بسانت كاترين خاصة وسيناء عامة