بأقلامهم

اللواء الدكتور سمير فرج يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : مجزرة المواصي ومحاولة اغتيال الضيف وسلامة

في يوم 27 يوليو، 2024 | بتوقيت 3:34 صباحًا

قامت إسرائيل بهجوم مفاجئ على منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، بهدف القضاء على قائد كتائب القسام محمد الضيف، ورافع سلامة قائد لواء خان يونس، وأسفر ذلك الهجوم عن استشهاد تسعين فلسطيني، وإصابة أكثر من 400 آخرين.

وقد أعلنت بعض المصادر عن تعقب جهاز الأمن العام الإسرائيلي، “الشاباك”، لقائد لواء خان يونس، رافع سلامة، منذ فترة طويلة، والتيقن من زيارته لأحد المجمعات في منطقة المواصي خلال تلك الفترة، إلا أن القيادة الإسرائيلية قررت تأجيل الهجوم، على افتراض أن محمد الضيف سوف ينضم إليه، لاحقاً، وذلك بناءً على معلومات من المخابرات الحربية الإسرائيلية، “أمان”، أكدت أن الضيف، الذي نجى من خمسة اغتيالات سابقة، يعاني من مشاكل صحية تجبره على قضاء مدد طويلة خارج الأنفاق.

وطبقاً لرواية صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن ضباطاً من المخابرات الإسرائيلية تلقوا معلومات، من داخل غزة، تشير إلى أن محمد الضيف شوهد في مجمع سلامة، يوم الجمعة، وتم نقل الخبر إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، الذي أصدر أوامره بالهجوم مساء الجمعة، بعدما تأكدت لديه المعلومة من مصادر أخرى في المخابرات الإسرائيلية، وبالفعل شنت الطائرات الإسرائيلية هجومها، مستخدمة في ذلك وابلاً من القنابل، الأمريكية الصنع، ومتبعة في تلك العملية أسلوب “الضرب المساحي”، أو “Area Target”، لعدم قدرتها على التعرف على مكان الضيف وسلامة بالتحديد، فقامت قواتها بقصف المنطقة بالكامل، غير آبه بحجم القتلى والجرحى الناتج عن القصف المساحي، واستخدام أنواع من القنابل فائقة التدمير.

وفي حين لم يتأكد مقتل محمد الضيف، أعلنت إسرائيل، رسمياً، على لسان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن الهجوم على المواصي أسفر عن مقتل رافع سلامة قائد لواء خان يونس، الذي وصفته بأنه أحد المخططين لعملية السابع من أكتوبر، وأنه انضم إلى حماس في مطلع التسعينات، وعُين قائداً لكتيبة يونس تحت حكم محمد السينوار، وأنه لعب دوراً رئيسياً في اختطاف الجندي شاليط. وأضاف أدرعي أن سلامة كان مسئولاً عن كافة عمليات إطلاق القذائف الصاروخية من خان يونس، في اتجاه إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر.

وفي أعقاب العملية، وأثناء محاولات سيارات الإسعاف إجلاء الجرحى من منطقة المواصي، قصفتها قوات الاحتلال، بوحشية، في محاولة للقضاء على محمد الضيف إن كان بين الجرحى، ليضيف العدو الإسرائيلي مجزرة جديدة إلى سجله الأسود المكدس بجرائم ضد الإنسانية وضد الشعب الفلسطيني.