مازال البعض منا يعيش فى غيبوبة ويظن أننا نحيا فى العصور الوسطى.. فنراه بلا أدنى خجل مازال يبرطع فى أفكار تلك العصور وتخيلاتها ضاربا عرض الحائط بكل ما حدث من تقدم فى الأشياء والأفكار..
ويشكك وبلا أدنى تأنيب من ضمير فى أننا نحيا عصر العلم وإنجازاته التى تكاد تبهرنا يوميا ولا يعنيه أننا نتبوأ ومنذ فترة طويلة مقعد عواجيز الفرح فى عصر تدفق المعلومات.. ويتغافل عن التعامل الذكى مع التكنولوجيات الحديثة وزمن إلغاء المسافات بطريقة تدير الرءوس الثكلى بالتوهمات..!
ويصر هؤلاء البعض -وهم أصحاب أصوات عالية – على تبنى أفكار من عصور «ما قبل التفكير».. أفكار تعين على التأخر وتثبت أقدامنا فى ميدان التخلف.. فيبرهنون بلا معطيات على أن «عمل المرأة» وشغلها «حرام فى حرام» وأنها فكرة غربية شيطانية تحاول تحطيم الأسرة وتلهى المرأة عن أهم دور فى حياتها.. وظهورها فى الشوارع كبيرة من الكبائر.. وهذا ليس من عاداتنا الشرقية الأصيلة التى تصون المرأة فى المنزل وتبعدها عن كل شيطان رجيم..!
وكأن ما حدث فى الحياة من تطور وما تحاول أن تزرعه الأديان من عفة وما تستحث به الرجل من غض للبصر وإعلاء للفضيلة ليس له مردود مادامت المرأة تتبدى أمامه فى زينتها جهاراً نهاراً.. وكأن العفة مطلب لا يتحقق إلا بحبس المرأة فى المنزل.. لأنه ليس فى مقدرة الرجل التحكم فى انفعالاته وشهواته..
مع أنها صفات تتجلى فى المؤمن الصالح وكل إنسان متحضر.. وبذلك يكابرون فى قدرة الرجل على العفة ويؤكدون أن خروج المرأة للعمل هو ثالثة الأسافى ويتحايلون فى خطابهم المتلون المراوغ حسب الظروف والمتطلبات.
طب قل لى كيف نتعامل مع أفكارهم العجيبة مع ما أثبتته بعض الدراسات وقرأنا نتائجها على صفحات الجرائد توضح بكل شفافية أن 57% من الأسر التى تعيش فى المناطق الفقيرة تعتمد فى حياتها اليومية على المرأة من أجل العيش أى أن المرأة هى العائل الوحيد لمثل هذه الأسر.. أى لم تخرج المرأة فى مثل هذه الأسر من أجل فتنة الرجل.. ولا تملك رفاهية الجلوس بالمنزل حيث يأمرون وكأننا نعيش فى فراغ دون ظروف اجتماعية قاهرة تضطر المرأة للعمل فترتين وربما أكثر..!
أظن أن هذه الدراسة التى تثبت أن عمل المرأة ليس للرفاهية ولا من باب التسرية عن النفس ليست الأولى كما أنها ليست الأخيرة التى تظهر أن المرأة تعول الكثير من الأسر لظروف متباينة أقلها ارتفاع أسعار كل شيء مما يضعف من قدرة الرجل فى إعاشة الأسرة بمفردة..
وحالات أخرى عديدة تدفع المرأة للعمل حتى تستطيع أن تأكل هى وأسرتها.. مثل حالات فقدان رب الأسرة الرجل أو غيابه لأى سبب وتركه كومة العيال فى رقبة زوجته التى تعمل من أجل إعاشة الأسرة.
نحن نفقد الكثير من مجهوداتنا الذهنية والعصبية فى قضايا تبدو لنا أنها ذات أهمية.. وهى فى الحقيقة قضايا عاشت فى أزمنة سحيقة وباتت قضايا من مخلفات الحضارة.. فتبدو صورتنا وكأننا محارب من العصور الوسطى يقف شاهرا سيفه فى وجه ترسانات نووية تسيطر على ساحة المعركة..
صدقنى ليس لنا مجال سوى العلم والعيش على أرض الواقع.. وشلها من دماغك وعيش اللحظة ربنا يسترها معانا ومعاك…!
من عجائبنا:
• المتسولون والباعة الجائلون بالمترو أكثر من مستقليه.
• شارع الجلاء ومستشفاه تم تضفيرهما بكل ما هو مخالف.
• عسكرى المرور لا يمثل سوى هيبة الدولة واحترام قوانينها.