ولا أغرب من تعبيرنا الشعبى القديم للدلالة على الحب واستعداد المحب للتضحية بنفسه لإثبات حبه حين يطلب من حبيبه طواعية وبالفم المليان: (أطعنى حتت.. وارمينى فى الزيت) أنها تضحية غالية لإظهار طاعة المحب لحبيبه واستعداده للبرهنة على حبه لمحبوبه بطلبه (بعضمة لسانه) أن يقطعه حتت ويرميه فى الزيت..
وبالطبع الزيت المغلى..! ولا أعرف لماذا ضاقت كل السبل أمام أعين الحبيب لإظهار مدى حبه وإخلاصه ولم يتبق أمامه غير هذه الطريقة المازوشية الأصلية التى تحمل فى طياتها تدريبا على ممارسة الإرهاب وتحمل أفظع أنواع العذاب وبيد من يحب..!
ومع ذلك يطارحنى سؤال بالمناسبة.. هل يمكن أن يردد حبيبة أيامنا هذه نفس التعابير الشعبية الأصيلة بتاعة (أطعنى حتت.. وارمينى فى الزيت) للبرهنة والدلالة على طاعة المحب واستعداده للتضحية بنفسه فى سبيل الحب وبيد الحبيب..؟!
أظن أن الكثيرين يشكون فى ذلك.. ويتسرب لهم عدم اليقين لو سمعوا حاليا من يردد التعبير الشعبى السابق وهو فى حالة حب وهيام لأنه سيحمل العديد من التفسيرات الخبيثة.. منها أن محب هذه الأيام يحاول خراب بيت حبيبه..
حيث وصلت أسعار الزيت أرقاما فلكية بالمقارنة إلى أسعارها وقت تدشين المحب القديم ذلك التعبير وإطلاقه للدلالة على طاعته للحبيب وتحمله أقسى ألوان العذاب فى سبيل رضاء المحب عنه..!
وبات معروفًا حاليًا وبالضرورة أنه لا يمكن للحبيب اختبار المحب بوضعه فى الزيت.. لأنه ببساطة سيكلفه ذلك أموالًا طائلًة بأسعار الزيت الحالية.. خاصة إذا كان المحب سمين حبتين يعنى من الأحجام الكبيرة..
معنى ذلك أنه سيحتاج إلى كميات وفيرة من الزيت.. وأكاد أجزم أن القدرة المالية والشرائية لأى حبيب (من بتوع اليومين دول) لا تسعفه لشراء كل هذا الكميات من الزيت لاختبار صدق المحب..
وإن كان البعض يرى فى حكاية (ارمينى فى الزيت) شذوذًا نفسيًا مما يطلق عليه فى الطب النفسى المازوشية.. وبالمناسبة المازوشية تعنى حب تعذيب النفس أو محاولة دفع الحبيب لتعذيب محبه بدنيا ونفسيا..
والغريب فعلا أن المحب يتلذذ بهذا التعذيب.. ولكن حاليا لا نقول مازوشية لدى الحبيب..
إنما نقول خبثا لدى المحب ويريد إفلاس حبيبه حتى لا يذهب لغيره..!