ان مهنة المرشد السياحى في الدول المحتضرة تعتبر من اهم المهن في الدولة وخاصة من ناحية الامن القومى كذلك،وان المرشد السياحى في وقتنا المعاصر وتعدد أنواع السياحة،واصبح دوره ليس مقتصرا فقط في شرح المعالم الاثرية بل تطور الامر الى انه اصبح احد الاعمدة الأساسية في المنظومة السياحية،واصبح له دور مباشر او غير مباشر في الاقتصاد الوطنى وكذلك في العلاقات الدولية بين الشعوب.
وهناك دراسات كبرى أجريت في السنوات الماضية تحت مسميات مختلفة ومنها دراسة في علم السياسة واثره في السياحة الدولية وكذلك دراسات حول الاقتصاد السياحى وكذلك ارتباط موضوع السياحة بالعنف والإرهاب وغيرها من الدراسات الهامة التي تتناول السياحة من جوانب عدة متعددة ولم تكن يجرى الاهتمام بها من قبل،وكذلك أهمية المرشد السياحى واهميته في المجتمع وكلها دراسات هامة دولية وعربية الا في مصر الحبيبة فقط
فلو نظرنا الى أهمية المرشد السياحى واهميته محليا ودوليا نجد بان دوره لا يتقصر فقط على شرح الأثر بل الأهم من ذلك هو تنمية العلاقات بين الشعوب،لان الكثير الان من المرشدين السياحيين على مستوى العالم اصبح لهم علاقات مع أناس كثر في دولهم ويسعون لعمل دعايات كبرى وكذلك برامج سياحية عن طريق النت ويجلبون الى وطنهم المزيد من الأجانب وينمون الاقتصاد الوطنى بل البعض منهم اصبح له شهرة دولية في دول متعددة وجلبوا الكثير من السياح الى بلادهم والدولة في مجملها لا تعرف عنهم شيئا بالرغم من جهودهم الكثيرة في هذا الامر،لان السياحة على مستوى الكثير من دول العالم أصبحت ذات أهمية كبرى في الاقتصاد الوطنى وكذلك أهمية كبرى في العلاقات بين الشعوب.
ولكن هنا بالرغم من كل تلك الدراسات السياحية المتنوعة والمختلفة هل فكر أحدا في المرشد السياحى نفسه؟؟ ولذلك أقول بمنتهى الصراحة وبدون مجاملة او مغالاة بان مهنة الإرشاد السياحي ليست بالمهمة السهلة،وبقدر المتعة الكبيرة التي توفرها هذه المهنة للمرشد السياحي بقدر ما تجعله غالباً يواجه صعوبات وعراقيل ومتاعب كبيرة،بل أحيانا يعيش الحزن نفسه لاسباب معتددة ومنها:
أولا: من اهم هذه العراقيل مثلا نوع السياحة نفسها لان الكثير من دول العالم لديهم سياحة موسمية،وبالتالى يسبب هذا ارق للمرشد السياحى هذا الارق الذى لم يهتم به أحدا في جميع البحوث على الاطلاق،لان المرشد انسان ليس له دخل ثابت شهرى وكذلك ملتزم بالمصروفات المنزلية والعائلية بل بكل المصروفات لجميع اهل بيته،ونجده في مواسم كثيرة عاطلا عن العمل مما يسبب له ارق داخلى بالرغم من حبه الشديد لهذه المهنة،فهل اهتم أحدا من قبل بهذه النقطة على وجه التحديد؟؟
فالمرشد السياحي الذي يستمتع بالسفر والرحلات والترفيه واكتساب صداقات وبناء علاقات جديدة،تارة مع السائحين الذين يتعرف على بعض من ثقافاتهم وتقاليدهم وعاداتهم،وتارة أخرى مع بعض سكان المناطق التي يقصدها للزيارة مرافقا للسائحين،يجد نفسه عاطلا عن العمل في بعض الأحيان.وقد تكون هذه المشكلة في مصركاحد الدول السياحية او غيرها حيث نص القانون على الالتزام بالعمل في هذه المهنة والتفرغ لها دون غيرها،وقد لا نجد هذه المشكلة في دول أخرى حيث ان المرشد هناك بيكون له عمل اخر وان قيامه بمهنة الارشاد فهى مهنة جانبية لا تؤثر على دخله اذا لم توجد سياحة سواء دائمة او مؤقتة
ثانيا: تنظر الدولة للمرشد السياحى على انه مصدرا للتمويل الضريبى وغير الضريبى لمجرد انه مرافق للسادة السياح،وهذه النظرة لابد ان تغيرها الدولة تماما عند النظر الى أحوال المرشد السياحى،مع ان الحقيقة غير ذلك تماما.
ولذلك ارجو من الباحثين في الأمور السياحية والأمور الارشادية بان يقدموا ورقة عمل او بحثا في حالة ونفسية المرشد السياحى الذى يعمل في العام ليس اكثر من 20 اسبوعا فقط،بل هناك مرشدين يعملون اقل من ذلك بكثير،فكيف تكون احوالهم المعيشية وكيف تكون احوالهم النفسية وما الى غير ذلك!!
فالدولة التي تطالب المرشد بان يكون حسن السلوك والمظهر وخلافه،هل بحثت الدولة في ظروفه عندما يتوقف عن العمل؟؟ وكيف تكون نفسيته أصلا او حتى مظهره اذا كان عاطلا ثم عمل عددا من الاسابيع ثم توقف مرة أخرى لحين قدوم الموسم القادم ويظل في هذه الدوامة وهكذا الى ان يشاء الله
والسؤال هنا:هل يمكن للمرشد السياحى بان يقوم بوظيفته على اكمل وجه في ظل هذه الظروف؟؟ وهذا سؤال لابد من البحث فيه وإيجاد اية وسيلة ممكنة لاخراج هذا الشخص مما يشعر به سواء بين نفسه او مع أولاده،لان المرشد هكذا يكون من أصحاب الدخول الضعيفة بل ومن أصحاب الدخول الغير ثابتة ومع ذلك تطالبه الدولة بالضرائب العدة وتعتبره الدولة من أصحاب الدخول المرتفعة مع ان الحقيقة غير ذلك تماما
الى لقاء مع المقال القادم لو كان في العمر بقية