“ومن الحب ما قتل”.. لم يتخيل البعض كيف لطالب الجامعة المتفوق –الحبيب- أن يذبح حبيبته الطالبة-المحبوبة- بنفس جامعته بهذه الطريقة الوحشية وفى وضح النهار وأمام باب الجامعة غير عابىء ولا مكترث بمن حوله ولا مقدرا لمآله ومستقبله تحت حبل المشنقة…فهذا القاتل المحب هو “مدمن حب” ولا صلة للحادثة بالأخلاق وانحدارها..!!
فالعديد من الدراسات تؤكد أن الحب فى أحد تجلياته ومظاهره مثل الإدمان تماما والمحب العاشق الولهان ما هو الا مدمن محترف.. ففى حالة الحب والعشق تنشط الناقلات العصبية بالمخ وتسرب بعض مواد مخدرة لها صلة بالنشوة والسعادة والسرور واعتدال المزاج مثل مادة الفينيثيلامين (وهي مادة أثبتت بعض الدراسات أن لها دورا كبيرا في تحسين المزاج ورفع مستوى السعادة) وتنطلق أثناء وجود المحبوب المتماهى فى تجربة الحب، وهذه النواقل العصبية ذات الصلة بتلك الضغوط تصبح فى حالة عمل نشط أثناء الافتتان بالمحب، وانطلاق المشاعر الرومانسية، والإثارة،
وهذا التفاعل الكيميائي يفعل فعل المخدر تماما.. وهذا يوضح كيف أن إدمان الحب يمكن أن يتطور فعليًا اعتمادًا على الإثارة الجسدية والنفسية الناجمة عن مادة الفينيثيلامين وغيرها من الناقلات العصبية مثل الأوكسيتوسين والإندورفين.. وكيف إذا غاب أو ابتعد وتنكر المحبوب يصبح المحب فى حالة هياج مثل المدمن تماما لأن الناقلات العصبية تتوقف عن ضخ المواد المخدرة الباعثة على الشعور بالراحة والسعادة وأعتدال المزاج ..ويصبح حال المحب حال الإدمانات التقليدية ويشتمل أيضًا على أعراض انسحاب غالبا تعادل أو حتى أقوى من الأعراض الانسحابية من المواد المخدرة..!
وتتحول حياة المحب إلى عبادة للمحبوب “إدمان” فلا شىء سواه فى الحياة فهو الهدف والمسعى وتصبح حياته مكرسة للمحبوب فهو كل شىء فى دنياه ..فالمحبوب أهم حتى من نفسه ومستقبله ، والتركيز على هذا المحبوب غالبًا ما يكون هوسًا إنفعاليا، ونتائج إدمان الحب على المدمن تثبت أنهم مثل مدمن المخدرات لا يهتمون بأنفسهم ، ويتخلون حياتهم، ويضحون بالرفاهية للبقاء على اتصال بأشياء في وجدانهم فتختفى ذواتهم فى المحبوب وغياب المحبوب يهدد ذاته ينفيه من العالم ويرميه فى آتون صراعات نفسية وجحيم مستعر لايطاق.
وفى هذه الحالة يجدب العقل ويتعطل التفكير المنطقى وتتحلل وتنهار الشخصية ولا شىء يعيد للمحب أتزانه وتسيطر عليه النزاعات الانتقامية..وهنا يمكن أن يفعل المحب المدمن أى شىء لاستعادة الحالة المزاجية -التى يشعر بها فى حالة التوافق مع المحبوب- كأغتصاب وما شابه..أو ينتقم من المحبوب المتسبب فى حالته التى عطلت كل مناطق المنطق والفهم فى عقله وتسببت فى توقف الناقلات العصبية للمواد المخدرة ويبقى الانتقام سيد الموقف.. !!
وتتركنا تلك الجريمة الفاجعة مرتبكين هل نحن أمام محب عنيد منكسر القلب أم قاتل وحشى ينتمى للعصور الغابرة. ورغم كل ذلك لابد من أن يأخذ القانون مجراه ويقتص من القاتل.