أخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدر

” الكاتب الصحفى الدكتور محمود عطية “يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : رسالة إلى رئيس التحرير

في يوم 26 يوليو، 2024 | بتوقيت 5:00 مساءً
الثلاثاء:
خطاب سرى
كتب «مصطفى أمين» خطابا سريا يهنئ فيه الكاتب الكبير أنيس منصور بتوليه رئاسة مجلة «الجيل» فى 19 مارس 1960جاء فيه: «عزيزى أنيس.. إنك ستتولى رياسة تحرير مجلة «الجيل» ولا تتصور أنى أكتب لك خطاب تهنئة…! إننى أعرف أكثر من غيرى ما هو منصب رئيس التحرير، إن رياسة التحرير هى عرق يبذل ودم يسكب، وأعصاب تحترق.
إنه منصب لا يعرف العطلة الأسبوعية، ولا الإجازة السنوية ولا ساعات محددة للعمل.. إن رئيس التحرير هو صحفى لمدة 24 ساعة.. يأكل وهو صحفى وينام وهو صحفى أيضا، أنه مزج من مخرج السينما وقائد فرقة أوركسترا، وأستاذ فى جامعة ومترودتيل فى فندق وبواب فى عمارة وترجمان للسياح وبهلوان…!
فكما أن مخرج السينما يجب أن يوزع أدوار القصة على عدد من الممثلين الممتازين، ويختار لكل شخصية الوجه الذى يصلح له، فكذلك يجب على رئيس التحرير أن يوزع على المحررين أدوارهم وأن يحرص على أن يغير الوجوه ويبدلها.. فإن القارئ مثل جمهور السينما يمل أن يرى كوكبا واحدا يتولى البطولة فى كل قصة ويملأ وحده الشاشة البيضاء…!
وكما أن قائد الأوركسترا يحرص على أن تنسجم النغمات فلا تضيع أنغام الناى مع قرع الطبول، فكذلك يحرص رئيس التحرير على أن تكون مجلته أنشودة متناسقة منسجمة تتعانق فيها الأنغام مع الألحان! وهو يجب أن يقرأ كما يقرأ أستاذ الجامعة.. يدرس ويبحث وينقب. ولكن حذار أن يظهر أمام القارئ فى صورة الأستاذ، فالقراء يكرهون أن يجلسوا فى مقاعد التلاميذ، وهم إن شعروا أن الكاتب يلقى عليهم المحاضرات والدروس هربوا منه إلى السينما، تماما كما كنا نهرب من دروس الجامعة ونذهب إلى حفلات الساعة العاشرة صباحا فى سينما إيديال والكروسال..!
…….
السبت:
معارك صحفية
أتذكر تلك الأيام التى لم أعشها، كانت فيها الصحف المصرية ساحة تدار من خلالها معارك فكرية، وتبدأ حكاية إحدى المعارك الفكرية حين نشر الشيخ على عبد الرازق فى عام 1925 كتابا باسم «الإسلام وأصول الحكم»، وتضمن الكتاب طائفة من الأفكار الحديثة كإنكار أن الخلافة تعنى النيابة عن النبى صلى الله عليه وسلم فى كل أمور الدين والدنيا، فلا يوجد فى القرآن الكريم ما يدل على وجوبها، ويدعى المؤلف أن المسلمين لم يهتموا بالفكر السياسي.
وقد أثارت الأفكار التى ضمها الكتاب ضجة ضخمة فى الرأى العام تبدت فى الصحافة المصرية وقاد الهجوم عليه صحف «البلاغ، والأهرام، والمقطم، إلى جانب المنار» فيكتب الشيخ محمد رشيد فى «المنار» متهما الشيخ على عبد الرازق بالإلحاد والزندقة لأن كتابه «خروج عن الإسلام، وهدم للشرع، وصد عن سبيل الله..»
أما صحيفة البلاغ فكتب فيها الشيخ محمد قنديل الرحمانى فيصف الكتاب بأنه «نار محرقة، لا يكاد الإنسان يدنو منها أو يلمسها حتى يلفح وجهه شواظ ضرامها»، وفى «اللواء المصري» يكتب الشيخ فراج المنياوى بأن الخلافة الإسلامية تتوقف عليها إقامة الشعائر الدينية وإصلاح الرعية، ويسفه قول على عبد الرازق بأن ذلك يقتضى وجود حكومة من أى نوع كانت…!
وعلى صفحات «البلاغ» استنكر المفكر الكبير عباس محمود العقاد الهجوم على الكتاب وعلى المؤلف والمطالبة بمحكمته التى اعتبرها منافية لروح الدستور والإسلام ذاته، فكتب: «وليس يعنينا هنا أخطأ أم أصاب فى الاستناد والتخريج، وإنما الذى يعنينا أنه صاحب رأى يباح له أن يعلنه كما يباح لغيره أن يرد عليه ويفنده. أما أن يحاكم أو يقصر على تراك رأيه لأنه خالف بعض العلماء، أو غيره فهذا ليس من روح الحرية التى تحمينا جميعا ويجب علينا ان نحميها جميعا».
أما صحيفة السياسة فقد ناشدت علماء الإسلام فى مصر «أن يفكروا مرتين فيما هم بسبيله وما يعتزمون فى شأن حرية الرأى والبحث، يريد أن يستمتع بها عالم من علماء الأزهر، حريص على دينه مؤمن بربه»، وتنشر صحيفة السياسة أيضا بأن رأى الإمام محمد عبده فى مسألة الخلافة -الذى نشرته- لا يخطئ رأى الشيخ على عبد الرازق فيها، بل إن فى رأى الإمام محمد عبده «تنبيها للغافلين وتذكرة للذاكرين».
………
الخميس:
«شو» يكتب لـ«أخبار اليوم»
وفى 30 يونيو عام 1945 كتب الأديب الساخر برنارد شو لـ «أخبار اليوم» ردا على بعض أسئلة رئيس تحرير «أخبار اليوم» نجتزئ منها الرد التالي، وكان تحت عنوان «بريطانيا فاشستية».. وكان ينتقد فى هذه المقالات الديمقراطية البريطانية:
«لا أدرى لماذا يتكلم الناس عنى وراء ظهري. وما بال كل شخص ينعتنى بصفة تخالف ما ينعتنى به الآخر؟ ولم يعد يهمنى ذلك، فقد تعودته، ورضيت نفسى عليه! لقد عمرت كثيرا ومرت بى تجارب وأحداث جعلتنى أزهد فى الديمقراطية بوضعها الحالي. سلخت من عمرى سبعين سنة كاملة فى الاشتغال بالسياسة وعرفت ما يمكن معرفته من دروس التاريخ.. ومازلت إلى الآن تلميذا فى ذلك الفرع من علم الأحياء الذى يسمونه الطبيعة البشرية! وكم يؤلمنى أن أعيش فى عالم يعتقد أن صوت الشعب هو صوت الله. وأن الكفاية السياسية مرهونة ببلوغ الشخص سن الواحدة والعشرين!
أنا أفهم الديمقراطية على أنها النظام الاجتماعى الذى يرمى إلى إعطاء أكبر نصيب ممكن من السعادة لجميع أفراد الشعب لا لطبقة معينة ولست أؤمن بالبرلمانات فى وضعها المعروف، حيث تسن القوانين بعد أخذ ورد عقيمين يعطلان كثيرا من المشروعات الحيوية، ويؤخران إنجاز أكبر عدد ممكن من القوانين العمرانية هذا النظام الذى يمشى كالسلحفاة هو الذى دفعنا إلى حربين عالميتين ذقنا خلالهما مرارة الحرمان والجوع والانكسار أيضا!
أنا لا أؤمن بالبرلمانيين الذين كل مهمتهم أن يقولوا «نعم» أو «لا» والذين يمضون كل أوقاتهم فى حجرات التدخين أو فى المكتبة، وعندما يسمعون دقات جرس الجلسة يدخلون إلى القاعة لينفذوا الأوامر المملاة عليهم من رؤساء أحزابهم كم يحزننى أن هؤلاء النواب فى الغالب غير معروفين لأغلبية ناخبيهم. فقد فرضوا عليهم فرضا، ومع ذلك يسمون أنفسهم ديمقراطيين. ويصفقون بحرارة لميثاق الأطلنطى عندما يعرض عليهم!!
وهم جميعا يرمقوننى بنظرات الريبة ولا يثقون بى بسبب أنى لا أنتمى إلى حزب، وإنما أعمل للشعب كله كوحدة! مهام رئيس التحرير أن يوهم كل كاتب أنه يضع مقاله فى أحسن مكان، أن بعض الكتاب الكبار عقولهم صغيرة، إنهم يتصورون أن مكانة الكاتب ليست فى قيمة ما يكتب، وإنما بالمكان الذى يوضع فيه مقاله.. وهكذا كان انتقاد برنارد شو قوياً للديمقراطية البريطانية.
كلمات:
  • مش كل من رص الصوانى بقى حلواني.
  • اغرس اليوم شجرة، تنم فى ظلها غدًا.
  • اسأل مجرب ولا تنس الطبيب.
  • لا أعلم ماذا يخبئ لى الغد، لكنى خبأت له التفاؤل.

كاتب المقال

الدكتور محمود عطية

*نائب رئيس تحرير جريدة الاخبار “مركز الدراسات والبحوث” *مدير تحرير مجلة أطفالنا ” متخصصة للدراسات النفسية” *كاتب فى مجلة الانسانى التابعة للصليب الاحمر *محكم فى مسابقات وزارة التعليم العالى *مدرب معتمد فى لجنة التدريب وتطوير المهنة بنقابة الصحفيين *محاضر فى التنمية البشرية *محاضر فى مشروع “بناء ” التابع للامم المتحدة ” الكتابة الصحفية والصحة النفسية للقارىء ” *محاضر فى علم النفس الاعلامى *التدريس بأكاديمية اخبار اليوم وجامعة طنطا *عضو جمعية الدراسات النفسية *عضو نقابة الصحفيين *عضو اتحاد الصحفيين الشبان *عضو اتئلاف حرية الاعلام
* دكتوراه الصحة النفسية والإرشاد النفسى..حامعة القاهرة * دبلوم عام وخاص فى إلاعلام ..دراسات فى علم النفس الاعلامى * دورات تدريببةفى العلاج العقلانى الانفعالى “مركز فرعلى للطب النفسى والاعصاب” *ودورات فى العلاج المعرفى “مركز فرعلى للطب النفسى والاعصاب” *دورات كيف تصبح مدربا “IMI” *دورات تدريب المدربين “IMI” *دورات تدربين المدربين المركز الالمانى *ودورات متقدمة فى تدريب المدربين بنقابةالصحفيين *دورات اللغة صورة للتفكير “مركز فرغلى للطب النفسى الاعصاب” *دورات حقوق الانسان “مشروع قدرات التابع لبرنامج الامم المتحدة” * دورة تدريبية فى مهارات المراجعة الخارجية لمؤسسات التعليم قبل الجامعى * دورة فى دور المجتمع المدنى فى تعزيز الشفافية والمساءلة العامة ” المؤسسة الامريكية للتنمية *حاصل على المركز الثالث فى الدورة التدربيية لحقوق الانسان “مشروع بناء” *حاصل على الجائز الثانية فى احتفالية الذكرى الستين للأعلان العالمى لحقوق الانسان “الاتجار بالبشر” *شارك فى المؤتمر القومى لتطوير التعليم الثانوى وسياسات القبول بالتعليم الجامعى *مؤتمر الموهوبين
*مؤلفات *الاعداد النفسى والتقنى للصحفى فى عصر المعلومات * الاختفاء الاخير للجسد حالات نفسية * مشاكل المراهقين * مصر المفروسة *احترس مصر ترجع للخلف * الخيال العلمى * مناهج بحث *فنون الكتابة الصحفية *اللغة الصحفية *الاعلام القضية المهملة “يوميات الثورة فى العام الاول” تحت الطبع كيف تتعامل مع طفلك يوميات شاب مصرى

مقالات ذات صلة