آثار ومصرياتأخبار

مستشار رئيس الجمهورية للأعمال الهندسية يزور دير سانت كاترين اليوم

في يوم 25 يوليو، 2024 | بتوقيت 8:00 مساءً

استقبل رهبان دير سانت كاترين والآثارى أحمد عادل مدير منطقة آثار جنوب سيناء اليوم 25 يوليو الجارى المهندس هانى عازر مستشار رئيس الجمهورية للأعمال الهندسية بالدير، ورافقه الآثارى أحمد عادل بين منشئات الدير شارحًا تاريخ وعمارة الدير وقيمته العالمية الاستثنائية

وأقام الرهبان قداس خاص لخروج رفات القديسة كاترين والتى تشمل الكف والجمجمة

 وعن تاريخ دير سانت كاترين أشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار أن إنشاء الدير كان على يد الإمبراطور جستنيان لإحياء ذكرى زوجته ثيودورا عام 560م، وتاريخ وفاة ثيودورا هو 548م، ووفاة جستنيان 565م، وكانت ثيودورا الزوجة المحببة لجستنيان وشاركت فى كثير من أمور الحكم وكانت مهتمة بالمناطق الشرقية من الإمبراطورية وحرصت على إقامة علاقات سلمية معهم وتحول اسم الدير من دير طور سيناء إلى دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى بعد العثور على رفاة القديسة كاترين على أحد جبال سيناء الذى حمل اسمها 2642م فوق مستوى سطح البحر

ويضم منشئات مختلفة منها كنيسة التجلى التى تحوى داخلها كنيسة العليقة الملتهبة وتسع كنائس جانبية صغيرة، كما يشمل الدير عشر كنائس فرعية، قلايا للرهبان، حجرة طعام، معصرة زيتون، منطقة خدمات، معرض جماجم والجامع الفاطمى، ومكتبة الدير التى تحوى 4500 مخطوط منها 600 مخطوط باللغة العربية علاوة على المطويات بالإضافة إلى المخطوطات اليونانية، الأثيوبية، القبطية، الأرمينية والسوريانية، وهى مخطوطات دينية، تاريخية، جغرافية وفلسفية، أقدمها يعود للقرن الرابع الميلادى، كما تحوى المكتبة عددًا من الفرمانات من الخلفاء المسلمين لتأمين أهل الكتاب.
كنيسة التجلى
ويوضح الدكتور ريحان أن الإمبراطور جستنيان أدخل كنيسة العليقة الملتهبة التى بنتها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى وكانت قد تهدمت ضمن كنيسة التجلى، وبنيت كنيسة التجلى بحجارة ضخمة من الجرانيت المنحوت، طول الكنيسة 40م وتشمل كنيسة العليقة الملتهبة، وعرضها 19.20م وتشمل الكنائس الفرعية، وهى كنيسة على الطراز البازيليكى تنقسم إلى صحن وجناحان
فسيفساء التجلى

الدكتور عبد الرحيم ريحان ، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية

يؤكد الدكتور ريحان أن فسيفساء التجلى بدير سانت كاترين هى أجمل وأقدم وأهم فسيفساء فى العالم وهى قطع صغيرة من الزجاج متعددة الألوان يسودها اللونان الأحمر والأزرق على خلفية من الذهب المعتم وتغطى الجزء العلوى من نصف قبة شرقية الكنيسة فسيفساء تمتد إلى الجزء العلوى من الجدار الشرقى، تصور تجلى السيد المسيح المخصصة له كنيسة التجلى، وتعتبر من أقدم وأجمل فسيفساء فى الشرق، مصنوعة من قطع صغيرة من الزجاج متعددة الألوان، حيث نجد السيد المسيح واقفًا فى وسط هالة بيضاوية الشكل، عن يمينه النبى إيليا وعن يساره النبى موسى وكلاهما يرفع يده اليمنى إيماءً لمخاطبة السيد المسيح.

وصوّر الفنان تلاميذ المسيح يوحنا ويعقوب راكعان على الجانبين بينما بطرس مستلق عند قدمى المسيح، والزخارف التى تزين الإطار الخارجى للتصويرة عبارة عن إطار بداخله دوائر متماسة تتضمن بورتريهات (صور شخصية) لتلاميذ السيد المسيح الإثنى عشر الحواريين وستة عشر شخصية من الأنبياء والكاهن (لونجينوس) التى تذكر الكتابة التذكارية أسفل باطن عقد الحنية أنه رئيس الدير الذى تم تنفيذ زخرفة الفسيفساء فى عصره

يتم الدخول إلى كنيسة العليقة الملتهبة من خلال بابين فى الحجرتين على جانبى الشرقية بكنيسة التجلى، وتنخفض أرضيتها 70سم عن أرضية كنيسة التجلى، مساحتها 5م طولًا، 3م عرضًا وتحوى مذبح دائرى صغير مقام على أعمدة رخامية فوق بلاطة رخامية تحدد الموقع الحقيقى لشجرة العليقة، ويقال أن جذورها لا تزال باقية فى هذا الموقع ، والآن توجد شجرة عليقة بالدير أصلها داخل الكنيسة وأغصانها خارجه ولا يدخل هذه الكنيسة أحد إلا ويخلع نعليه خارج بابها تأسيًا بنبى الله موسى عليه السلام عند اقترابه من العليقة
برج الناقوس

بناه راهب من سيناء يسمى غريغوريوس عام 1817م، ويشمل تسعة أجراس معدنية مهداه من الكنيسة الروسية عام 1817م، وجرس خشبى قديم يستخدم يوميًا، أمّا الأجراس المعدنية
آبار الدير

وأردف الدكتور ريحان أن الدير يضم عدة آبار داخل أسواره منها بئر يطلق عليها بئر موسى شمال كنيسة التجلى وهى بئر قديمة مطوية بالحجر، وبئر العليقة بجانب العليقة الملتهبة وهى بئر عميقة مطوية بالحجر، وبئر اسطفانوس جنوب غرب كنيسة التجلى وجنوب كنيسة اسطفانوس وماؤها عذب حيث يشرب منها الرهبان الآن، وفى تقاليدهم هى البئر الذى حفرها اسطفانوس مهندس الدير وبجانبها شجرة سرو، كما يوجد ثلاثة آبار وثلاثة عيون بالحديقة خارج أسوار الدير
حديقة الدير

يوجد بالدير حديقة متسعة لها سور، بها أشجار فاكهة مثل التين، العنب، الخوخ، المشمش الكمثرى والبرتقال، كما تضم الحديقة أشجارالزيتون واللوز والسرو والصفصاف بالإضافة إلى الخضروات والبقول والأزهار مثل الورد والقرنفل والريحان، وبالحديقة ثلاثة آبار وثلاثة ينابيع
معرض الجماجم
يطلق على مقبرة الرهبان بالدير اسم الطافوس، ويقع مدفن الرهبان ومعرض الجماجم فى وسط حديقة الدير ويدفن الرهبان موتاهم فى هذا المدفن ويتركون الجثث حتى تتحلل فينبشونها ويأخذون عظامها ويجعلونها فى معرض خاص قرب المدفن يطلق عليه كنيسة الموتى الذى يسمى الآن معرض الجماجم
الجامع الفاطمى داخل الدير

ويشير الدكتور ريحان إلى أهمية وجود جامع داخل الدير حيث المنظر الشهير من تعانق مئذنته مع برج كنيسة التجلى وقد تم إنشاؤه فى عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله 500هـ ، 1106م للعلاقة الطيبة بين المسلمين والمسيحيين وليصلى فيه حراس الدير من قبيلة الجبالية واعتياد الفاطميين على إنشاء المساجد فى الأماكن المباركة، ونقش الحجاج المسلمون أسماؤهم بمحراب الجامع أثناء عبورهم سيناء إلى مكة المكرمة،

ويقع الجامع فى الجزء الشمالى الغربى داخل الدير ويواجه الكنيسة الرئيسية حيث تتعانق مئذنته مع برج الكنيسة، وتخطيطه مستطيل جداره الجنوبى 9.88م، الشمالى 10.28م، الشرقى 7.37م، الغربى 7.06م، ارتفاعه من الداخل 5.66م، ينقسم إلى ستة أجزاء بواسطة عقود نصف دائرية، ثلاتة عقود موازية لجدار القبلة وأربعة متعامدة عليه وله ثلاثة محاريب، الرئيسى متوج بعقد ذو أربعة مراكز كالموجود فى الجزء القديم من الجامع الأذهر وله منبر خشبى آية فى الجمال يعد أحد ثلاثة منابر خشبية كاملة من العصر الفاطمى، الأول منبر جامع الحسن بن صالح بالبهنسا بمحافظة المنيا، والثانى منبر الجامع العمرى بقوص كما يشبه المنبر الخشبى بمسجد بدر الدين الجمالى الذى يعود تاريخه إلى 484هـ 1091م المنقول من عسقلان إلى الحرم الإبراهيمى بفلسطين، وللجامع مئذنة جميلة تتكون من دورتين قطاعهما مربع، وهى المئذنة التى تعانق برج كنيسة التجلى فى منظر لا يتكرر ولن يتكرر إلا فى مصر هذا التعانق والوحدة التى تجمع الأديان فى بوتقة واحدة