بالتأكيد نعم، مصر لديها العديد من الفرص المتاحة تستقبل فيها اكثر من المائة مليون سائح سنويا ، شريطة ان تتوافر لديها اولا وقبل كل شىء عددا من الضوابط ّوالقيم الأخلاقية التى تتعلق بأهمية وضرورة صحوة الضمير وايقاظ العقل الجمعي من الوعى الغائب أو المغيب لدى العديد من الشرائح الاجتماعية الفاقد معظمها لثقافة الاستقبال والاعتراف بالاخر عوضا عن سلوك التنمر السائد مجتمعيا .
نعم مصر تقدر عبر تبنى سياسة العقاب والثواب عوضا عن التدليس والمجاملات والنفاق على حساب مصالح وطنية حقيقية تسعى للارتقاء بالسلوك الشعبى فى التعامل مع الاخر وليس عبر اتباع سياسة الفهلوه وتجارة البيزنس الرديئة التى تعتمد قواعد لا علاقة لها بالاخلاق وبأصول الفندقة وأسسها الاقتصادية الصحيحة ، مع ضرورة محاربة أيضا الفساد المستشرى بين العديد من الفئات الاجتماعية، و الحد منه بقدر المستطاع ليس لمجرد تحسين الصورة الذهنية ولكن لكسب ثقة الاخرين فى قدرتك على حماية تقديم خدمات فندقية تتناسب مع مختلف المستويات عبر الاستثمار الجيد والفرز الجيد ما بين الغث والسمين.
نعم مصر تقدر اذا كان لديها من الارادة والقوة والمقدرة والرغبة فى ان تكون أيقونة العالم اذا طبق فيها القانون على الجميع دون استثناء او محاباه او مجاملة او النفاق والتدليس وبطرق ملتوية على ان يصبح الجميع سواء أمام القانون دون تفرقة او تمييز فى مختلف التعاملات ،هنا تكون مصر بحق انتصرت لنفسها ولكل القيم النبيلة التى افتقدناها عوضا عن كل اساليب الكذب المتعارف عليها فى مجتمعنا.
ويبقى لمصر أيضًا أن تكون عنوانا للحق والشفافية والصراحة بما تقتضى المصلحة الوطنية العليا، وتغلفها بمساحة كبيرة من حرية الراى والتعبير وتداول المعلومات والمعرفة، وبما يحافظ على الهوية المصرية الأصيلة والمضيئة فى تعاملها مع كل من تطىء قدماه آرض المحروسة لما تحتوية بين ضلوعها من كنوز فى سمائها وارضها وبحارها وما منحها الله من خيرات لايحسن الجميع استخدامها .
الكاتب الصحفى “سعيد محمد أحمد “يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : مقاومة حماس ..وتدمير الناس !!
ويبقى الامل الاخير للانطلاق فى ان تكون مصر وبحق من اغنى دول العالم عبر اهتمامها بالتعليم فى مختلف المجالات المهنية وحاجة سوق العمل مع تقديم خدمات صحية جيدة وان تكون ضمن أولويات الدولة المصرية، كما يجب عليها ان تحسن استخدام مواردها البشرية الضخمة خاصة وان 60 ٪ من تعداد سكانها من الشباب تحت سن الثلاثين وبما يشكل طاقة بشرية وانتاجية فى الاستثمار الجاد فى الانسان بتنميته وتدريبة مع استغلال معجزة موقع مصر التاريخي وسط العالم .
القضية ليست فى ما تملكه مصر من آثار ، وانما تكمن القضية فى كيفية التسويق السياحى باسلوب عصرى جديد يتناسب مع التطور الفكرى ورؤية المهتمين بالسياحة وكيفية جذب السائحين عبر أفواج سياحية متواصلة مع استغلال بعض الظواهر السياحية الفردية التى تطلق دعايات اعلامية وسياحية شديدة الأهمية منها على سبيل المثال لا الحصر حفل زفاف لاحد الاثرياء على سفح اهرامات الجيزة وحقق ” مليار ” مشاهدة عن مصر واثارها الفرعونية.
كما يجب على القائمين على تطوير وجذب مزيدا من السائحين لمصر ضرورة البدء فى حملات مكثفة شديدة البساطة بالاعلان عن اثار فريدة ربما لم يعرفها احد بعد، وقد تكون مفاجأة فى الافتتاح الاسطوري للمتحف المصرى الكبير والذى يعد تحفة معمارية غير مسبوقة تضاهى أعظم وأفخم متاحف العالم، ومتوقع افتتاحة بنهاية عام 2025 ، علما بان المتحف يضم قطعا ونوادر اثرية تشير الى عظمة الفراعنة وربما لم يراها بعد مئات الملايين وفق مانتمناه على أرض مصر الطيبة بترابها وتربتها الخصبة واجواءها المعتدلة وشمسها الدافئة وشواطئها الفيروزية ومعابدها وكنائسها المعمدانية ومآذنها التاريخية.
القضية باختصار شديد ان مصر فى حاجة الى ضمير صاح وواع ومستنير لديه ملكة الفرز الحقيقى بين المفيد والمستفيدين، هنا ستتفوق مصر فى تعداد زوارها وسائحيها من كل الجنسيات ما يفوق المائة مليون سائح سنويا يتمنون تحقيق حلمهم بزيارة مصر المحروسة بحضارتها الثلاث الفرعونية والاسلامية والمسيحية .