آثار ومصرياتأخبار

خبير آثار: الحضارة المصرية عاصرت ما قبل وبعد الطوفان

في يوم 26 مايو، 2024 | بتوقيت 5:31 مساءً

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار أن الطوفان الذى حدث فى أيام سيدنا نوح عليه السلام أغرق كل الأرض فى ذلك الوقت وبذلك فهو الحد الفاصل بين حضارة مندثرة ما قبل الطوفان وحضارة قائمة ما بعد الطوفان ويتساءل لماذا لم يغرق الهرم والآثار المصرية القديمة؟

ويجيب عن ذلك من خلال ما ذكر فى الكتاب المقدس فى سفر التكوين والروايات الدينية والتاريخية التى تؤكد أن الطوفان قد حدث تقريبًا عام 5000 قبل الميلاد وهو تاريخ يأتى قبل  بناء الهرم الأكبر بعدة قرون وبالتالى فإن الحضارة المصرية القديمة من حضارات ما بعد الطوفان

ويشير الدكتور ريحان إلى حضارات ما بعد الطوفان كما جاءت فى القرآن الكريم وأولهم قوم عاد بالأحقاف باليمن فى سورة الأعراف آية 69 “وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ” ثم تلاهم ثمود فى سورة الأعراف 74 “وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا” ومازالت حضارة ثمود بشمال الجزيرة العربية بمنطقة مدائن صالح المسجلة تراث عالمى استثنائى باليونسكو وهى المساكن التى سكنها الأنباط بعد ذلك وبدأت حضارة الأنباط منذ القرن السادس قبل الميلاد حتى عام 106م بنهاية دولتهم رسميًا على يد الأمبراطور تراجان وكانت عاصمتهم البتراء بالأردن ولهم آثار عديدة بسيناء
وتعد الحضارة المصرية القديمة هى الحضارة الثالثة الباقية بعد الطوفان كما ذكر فى القرآن الكريم فى سورة الفجر آيات من 7 إلى 10 ” أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ٱلَّتِی لَمۡ یُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِی ٱلۡبِلَـٰدِ وَثَمُودَ ٱلَّذِینَ جَابُوا۟ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ وَفِرۡعَوۡنَ ذِی ٱلۡأَوۡتَادِ” وهذا يؤكد أن الحضارة المصرية من حضارات ما بعد الطوفان

ويضيف الدكتور ريحان بأن هناك آراء أشارت إلى وجود حضارتين فى مصر ما قبل الطوفان حيث عاش نبى الله إدريس وما بعد الطوفان وهى الحضارة الباقية حتى الآن التى نجت من الغرق

وأوضح الدكتور ريحان أن نبى الله إدريس اسمه فى التوراة العبرية خنوخ وفى الترجمة العربية أخنوخ، وقد جاء فى سورة مريم آية 56 “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا””، وكان أول من أعطى النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام وأول من خط بالقلم وقد أدرك من حياة آدم 308 أعوام، وقال معظم المفسرين بميلاده فى مصر وأسموه هرمس الهرامسة ومولده بمدينة منف (ميت رهينة حاليًا) وأقام بمصر يدعو للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وتكلم الناس أيامه 72 لغة وعلمّه الله منطقهم ليخاطبهم جميعًا ورسم تمدين المدن، وهو أول من علم النجوم واجتماع الكواكب وعدد السنين والحساب، ومن المعروف أن قدماء المصريين برعوا فى علم الفلك وسبقوا كل الحضارات القديمة، بل وبرعوا فى الكتابة

ونوه الدكتور ريحان إلى أن بطاقات أبيدوس العاجية التى اكتشفها العالم الألماني جونتر دراير فى مقبرة الملك العقرب الأول فى أم الجعاب فى أبيدوس، هى أقدم حروف هجائية فى العالم، وترجع إلى عصور ما قبل الأسرات عصر نقادة حوالى 3200 قبل الميلاد، وأنه طبقًا لمعتقدات المصريين القدماء، فإن الإله “جحوتى – تحوت” والذي مثّل بطائر أبو منجل وأحيانًا قرد البابون هو من اخترع اللغة وأول من خط بالقلم باعتباره إلهًا للكتابة والمعرفة، وقد رأوا أن جحوتى قد خلق الأصوات التي تكون الكلمات، ومن ثم اللغة وكان أول من كتب على الإطلاق، وبالتالى فإن هناك نبوغًا مصريًا فى الكتابة والفلك فى الحضارتين ما قبل الطوفان وما بعده
وأردف الدكتور ريحان أن هناك مصادر تاريخية أشارت إلى نسبة مصر إلى مصرايم بن حام بن نوح، أحد أحفاد نبى الله نوح عليه السلام، الذى سكن مصر بعد الطوفان، وبذلك يكون جد المصريين الأكبر هو حام بن نوح، كان مصرايم الذى سميت مصر باسمه لديه ٤ أبناء ذكور، هم: قفط، وأشمن، وأتريب، وصا، وترجع تسمية مدينتى أشمون وقفط إلى ابنى مصرايم قفط وأشمن وهما من أقدم مدن مصر، وأن كل من على وجه هذه الأرض اليوم من سائر أجناس بنى آدم ينسبون إلى أولاد نوح الثلاثة الباقين (سام وحام ويافث)
وتابع الدكتور ريحان بأن ألغاز وأسرار الحضارة المصرية تشير إلى حضارة أقدم بكثير من الحضارة المصرية القديمة المعروفة لدينا، وأن هناك حضارة ربما أكثر تقدمًا كانت موجودة وأغرقها الطوفان، وهذا يفسر الكثير من الغموض الذى يحيط بأسرار الهرم الأكبر وأسرار السرابيوم بسقارة وما به من إعجاز علمى وهندسى فى بناء أنفاق السرابيوم ووضع 24 تابوتًا داخله، حيث يزن التابوت مائة طن، والأنفاق بطول 400 متر محفورة في قلب صخر هضبة سقارة وليست وسط الرمال، والممر الرئيسي على استقامة واحدة، فهل يمكن أن يكون هذا النفق الطويل قد تم حفره فقط بواسطة المعاول؟ كما أن سراديب السرابيوم في ذاتها لغز فهي فى الصيف تجدها باردة، وفي الشتاء حارة يتصبب العرق وأنت داخلها.
وكيف وضعت تلك التوابيت العملاقة داخل النفق الذي له مدخلًا واحدًا ضيقًا جدًا؟، كما لم يتم تحديد عمر توابيت السرابيوم علي وجه الدقة، فالبعض يقول أنها صنعت فى عصر الأسرات المتأخر، ولكن تلك الفرضية غير منطقية بالمرة لعدم توافر أجهزة أو آلات تمكنهم من نحت تلك التوابيت في تلك الفترة، والأغرب من ذلك أن تلك التوابيت قد صنعت من قطعة واحدة من الجرانيت ولم يتم تركيبها من مجموعة قطع يتم لصقها حتى يسهل صقلها ونقلها إلي السراديب الضيقة تحت الأرض، كما أن الأنفاق نفسها هي لغز آخر فلا يمكن صناعة تلك الأنفاق بتلك الاستقامة وتلك الأرضية المنبسطة علي امتداد النفق إلا بواسطة آلات حفر الأنفاق الحديثة كالتى تم حفر نفق قناة السويس ومترو الأنفاق بها
وكل هذه الأسرار والألغاز تؤكد أن الحضارة المصرية القديمة أقدم مما نعرفه بمراحل وهناك جزء أغرقه الطوفان وجزء آخر نجى من الطوفان وآثاره باقية حتى الآن أشهرها الأهرامات وأبو الهول.