الأستاذ الدكتور نجيب الهلالي جوهر ، أستاذ الدواجن وعميد و وكيل كلية الزراعة الأسبق و هو رئيس و نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب الأسبق، 11 عاما في الإدارة الجامعية (1993-2004)….رائد نظام الساعات المعتمدة في الجامعات المصرية ورائد صناعة الدواجن في الشرق الأوسط …….رائد النشاط الفني باتحاد طلاب كلية الزراعة…….والأهم من كل ذلك أنه (إنسان كامل الأوصاف)….الذكاء الخارق والكرم العربي الأصيل …..التواضع من أهم سمات شخصيته المحترمة….قلبه الأبيض يميزه عن أقرانه…..صديق صديقة…..صاحب صاحبة……..أستاذ و أخ فاضل لكل تلاميذه…..أبن بار بوالديه و اخ حنون يكن كل الحب والاحترام للكبار والصغار…..لا ينسي فضل من سبقوه وعلموه من أساتذته أو من ساعدوه مهنيا …..دائما تجده حينما تحتاج إليه………..أب حنون كريم مع أبناءة (د/سارة المدرس بصيدلة القاهرة و د/محمد بكلية الزراعة و الإعلامية الواعدة /مني )و زوج كريم مع رفيقة حياته….رفيقة مشواره الأكاديمي والمهني السيدة المحترمة زوجته المهندسة/ نهي جنيدي (دفعة 1978 -زراعة القاهرة ).
تعرفت علية عام 1984 حينما درست مقرر الكومبيوتر في مرحلة الدكتوراه وتوطدت العلاقة بيننا بعد عودتي من بعثة الإشراف المشترك في المملكة المتحدة….تزاملنا في ريادة اتحاد طلاب الكلية في عهد أ.د/أحمد مستجير….اقتربت منه كثيرا خاصة الجانب الذي تميز فيه وهو (الإنسان)……….في يوم من الأيام دخلت علي أ.د/أحمد مستجير وكان معه أ.د/نجيب الهلالي و شكوت للسيد العميد من ضعف الدخل الشهري و حاجتي لعمل أضافي حتى أستطيع مواجهة الحياة الصعبة…..تحمس أ.د/نجيب الهلالي لطلبي و عرض علي العمل معه في أحد أهم الشركات التي يديرها لحساب البنك الأهلي وهي مزارع التونسي….راقت لي الفكرة و وافقت علي الفور وكانت فرصة لي للاقتراب أكثر من (نجيب الإنسان) تضاعف حبي وتقديري العظيم له ولكنني بعد عدة شهور وجدت نفسي أحصل علي راتب لا استحقه لعدم وجود عمل حقيقي مناسب لي بالشركة فاعتذرت له عن استمراري في عمل وكنت لا أبذل جهدا يتناسب مع الراتب الشهري وحاول أن يثنيني عن الاستقالة لعلمه بحاجتي الشديدة لراتب الشركة…ولكنني صممت علي الاستقالة.كنت أريد تحسين دخلي وليس الحصول علي إعانة شهرية….وجاء الفرج حينما سعيت لعقد واحدة من اكبر صفقات الشركة مع ادارة تعيينات القوات المسلحة لتوريد حوالي 80 مليون بيضة……..اقتربت منة أكثر و أكثر…..ثم تم في عام 1993تعيينه وكيلا للكلية لشئون التعليم والطلاب وبدأت دعوته لتغيير نظام الدراسة في الكلية إلي نظام الساعات المعتمدة….انطلقت الأنشطة الطلابية المتميزة في عهدة فسطع نجمه في سماء الجامعة وحينما تغير نظام اختيار العميد بالتعيين كان القرار هو تعيينه عميدا لكلية الزراعة خلفا لأستاذة وصديق عمرة أ.د/أحمد مستجير عام 1995.
بدأ تطبيق نظام الساعات المعتمدة بكلية الزراعة و بدأت كليات الجامعة الأخرى في دراسة النظام الجديد لبحث تطبيقه من عدمه….أرتفع نجمة للسماء فكان اختياره لوظيفة نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب عام 1997.
بدأ يعد لأضخم لقاء ناجح لشباب الجامعات المصرية في رحاب جامعة القاهرة و عمل علي تشجيع كليات الجامعة علي الأخذ بنظام الساعات المعتمدة في لوائح مرحلة البكالوريوس و الليسانس مما رشحه للفوز بالتعيين كرئيس لجامعة القاهرة عام 1999.
من المواقف الخالدة في مسيرة أ.د/نجيب الهلالي رئيس جامعة القاهرة (1999-2004) حينما قابلته في مطار القاهرة عقب عودته من رحله علاج بالولايات المتحدة الأمريكية ….كانت أسرته ومجموعة كبيرة من زملائه في استقباله ولكنة بمجرد رؤيته لي جاء لي مباشرة وحدثني عن معاناة الزميلين المرحومين أ.د/عثمان عبد الرءوف(أستاذ تغذية الحيوان)و أ.د/عوض هلالية (أستاذ الأراضي) (كان كلاهما مريضا بالكبد ويحتاج لعملية زرع كبد تتكلف آلاف الجنيهات وكان المتاح من وزارة التعليم العالي لا يتجاوز 12000 دولار فقط في حاله السفر للخارج).
قال لي أ.د/نجيب الهلالي أنه كان يفكر في حل لهذه المشكلة خلال فترة سفرة هو للعلاج ولقد ألهمه الله أثناء عودته بالطائرة بالحل المثالي وهو سماح القانون بعلاج عضو هيئة التدريس داخل المستشفيات المصرية بميزانية مفتوحة ليس لها حد أقصي لذلك يمكن الاستفادة من الخبراء العالميين من الأساتذة الزائرين للمستشفيات المتخصصة في عمليات زرع الكبد مثل مستشفي وادي النيل للمخابرات العامة أو دار الفؤاد بمدينة 6 أكتوبر في أجراء العملية لكل من الزميلين دون تحميل أسرتهما أي مصاريف أضافية…….ولكن القدر لم يمهل أ.د/عثمان عبد الرءوف لأجراء العملية وتوفي إلي رحمة الله و كذلك بالنسبة للمرحوم أ.د/عوض هلالية الذي تبرعت له أبنته الصغيرة الطالبة /سارة عوض هلالية (الأولي علي قسم الهندسة الزراعية و زميلة محمد أبن أ.د/نجيب الهلالي ) بجزء من كبدها ولكن توفاه الله عقب أجراء العملية مباشرة …….لقد تألم أ.د/نجيب الهلالي ألما شديدا وقدم كل الرعاية الممكنة لابنة المرحوم ا.د/عوض هلالية حتى تم تعيينها معيدا بقسم الهندسة الزراعية عام 2004.
حينما تولي أ.د/نجيب الهلالي جوهر رئاسة الجامعة علم بأن صندوق الزمالة الخاص لصالح أعضاء هيئة التدريس والعاملين يقدم لهم مكافأة نهاية الخدمة لا ترضي سيادته لضعف الموارد التأمينية فقرر تخصيص حوالي 30مليون جنية من موازنة التعليم المفتوح لدعم صندوق الزمالة ولم يكترث أطلاقا لرؤية الأجهزة الرقابية التي رفضت الفكرة ولكنة تحمل مسئوليته الأدبية تجاه زملائه وصمم علي رأيه باعتبار أن أعضاء هيئة التدريس بالجامعة هم الذين حققوا أرباح التعليم المفتوح ولذلك يجب دعم صندوق الزمالة الخاص بهم من التعليم المفتوح.
تعرض العديد من صغار الهيئة المعاونة وشباب أعضاء هيئة التدريس للموت ولم يكن لهم أي معاشات تعين أسرهم لصغر المدة التي شغلوا فيها وظائفهم….فطلب مني التفكير جديا في مشروع للتأمين علي حياة أفراد أسرة الجامعة من العاملين و شباب الهيئة المعاونة و أعضاء هيئة التدريس حتى بعد سن الإحالة للمعاش…استطعت التواصل مع شركة مصر للتأمين وهي أكبر شركات التأمين المصرية وكان يرأسها وقتئذ أحد كبار أساتذة التأمين في تجارة القاهرة أ.د/معوض حسنين….وتم أعداد مشروع متميز إلا أن بعض الجوانب الأساسية في المشروع كانت تتطلب الكشف الكامل علي صحة جميع المطلوب التأمين علي حياتهم مع العلم بأن هناك أمراض عديدة مثل الإصابة بفيروس C أو البلهارسيا وهي من الأمراض المنتشرة مع قطاع عريض من الأسرة المصرية خاصة ذات النشأة الريفية مما أدي إلي عدم إتمام المشروع.
تقدمت لانتخابات نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة و تم اختياري مقررا اللجنة الاجتماعية وعرضت علي أ.د/نجيب الهلالي رئيس الجامعة العديد من المشروعات الداعمة للنادي فوافق علي الدعم السنوي للنادي بمبلغ يتفق مع عدد أعضاء هيئة التدريس و الهيئة المعاونة بالجامعة لأول مرة في تاريخ الجامعة و قرر الموافقة علي دعم فكرة أنشاء مقر جديد للنادي في الأرض المجاورة لكوبري الجامعة لتكون المقر الرئيس للنادي وقرر قيام الإدارة الهندسية ببناء المقر الجديد بشرط حصول مجلس إدارة النادي علي موافقة الحكومة علي البناء. لقد كانت الفترة من 1999-2004 فترة رئاسة أ.د/نجيب الهلالي للجامعة من أكثر الفترات التي كانت العلاقة بين مجلس أدارة النادي و مجلس جامعة القاهرة في أحسن حالتها بسبب حرص رئيس الجامعة علي خدمة زملائه و دعم أنشطة النادي.
في عام 1999 أصدر أ.د/نجيب الهلالي جوهر قرارا بتعييني وكيلا لكلية السياحة والفنادق بجامعة القاهرة (فرع الفيوم) ثم تبعة بقرار تعييني مستشارا للأنشطة الاجتماعية لأعضاء هيئة التدريس و الطلاب بفرع الفيوم مما ساهم بأحداث طفرة والحمد لله في الخدمات المقدمة لأعضاء هيئة التدريس و طلاب كليات فرع الفيوم ثم أصدر قراره رقم 1 لسنة 2004 بتعييني عميدا للكلية وكانت له رؤية خاصة لدعم كليات فرعي الجامعة في الفيوم و بني سويف بالقيادات الجامعية المدربة من الجامعة الأم بالجيزة لدعم فكرة تحويل الفروع إلي جامعات حكومية ترعي الأقاليم التي أنشأت فيها الفروع وتم له ما أراد بصدور القرارات الجمهورية عام 2005 بعد عام واحد فقط من انتهاء فترة رئاسته للجامعة التي استمرت 5 سنوات كانت من أزهي فترات الزمن الجميل لجامعة القاهرة. وتحول فرعي الجامعة إلي جامعة الفيوم و جامعة بني سويف.
هذه ملامح بسيطة من مسيرة هذا العالم العظيم الذي كرمته الجامعة في عهد أ.د/حسام كامل حينما اختارته ليكون أول من يفوز بالجائزة الجديدة التي أقرها مجلس جامعة القاهرة تحت مسمي جائزة جامعة القاهرة لخدمة الجامعة تقديرا و أجلالا لكل ما قدمه هذا الرجل العظيم في خدمة جامعة القاهرة ورعاية الزملاء من أعضاء هيئة التدريس و الهيئة المعاونة والعاملين بالجامعة.