آثار ومصرياتأخبار

من وراء مذبحة وتجريف حديقة المريلاند تحت مسمى ومزاعم التطوير ؟!! ..

التطوير  يخالف للدستور المصرى وتوجهات رئيس الدولة والاتفاقيات الدولية ويمحى ذاكرة المكان ويفقد مصر الجديدة هويتها

في يوم 12 مايو، 2024 | بتوقيت 1:00 مساءً

أثناء إلقاء كلمة الرئيس السيسى فى افتتاح مؤتمر جلاكسو المناخ بلندن الاثنين 8 يوليو 2021 طالبًا منحة لدول إفريقيا مليار دولار لحل أزمة المناخ و البيئة، استيقظ أهالى مصر الجديدة على جريمة محلية ودولية تضرب بعرض الحائط الدستور المصرى وكل الاتفاقيات الدولية وتسير ضد كلمة الرئاسة المصرية وتوجهات الدولة بالحفاظ على البيئة

وفى تمام الساعة الواحدة والنصف ظهرًا فى ذلك اليوم الحزين لأهالى مصر الجديدة حين استيقظوا على صوت البلدوزورات لتجريف مشتل مصر الجديدة الأثرى المزروع منذ عام1907 الذى يحتوى على أشجار عريقة ونخل و شجيرات ومزروعات مختلفة على مدار أكثر من 130 سنة فى حضور كل أجهزة حى مصر الجديدة ومحافظة القاهرة

وتطرح حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان تفاصيل القصة من بدايتها كما روتها المهندسة ميرفت مرسى مهندسة ديكور- عمارة داخلية عضو مجلس إدارة نقابة الفنانين التشكيليين
تجريف المريلاند

ويشير الدكتور ريحان إلى أن المريلاند حديقة أثرية وتراثية متذ 1949 تحتوى على أشجار نادرة من كل دول العالم، وتم زراعة المريلاند رسميًا عام 2007 والمدرجات أمامه التى كان يجلس عليها الملك فؤاد والملك فاروق، وقام الملك فاروق بافتتاحه سنة 1948 وهو يحتوى على كل أنواع الأشجار النادرة من جميع أنحاء العالم والتى تم جمعها على مدار سنوات قبل الافتتاح مع إنشاء البحيرة وحديقة الحيوان ومشتل الحديقة وقتها مما جعل لها قيمة تراثية وتاريخية فى التاريخ الحديث

وكان المهندس محمد حماد أول مهندس يدير حديقة المريلاند بأفضل طريقة منذ ١٩٩٢ من خلال عمل بحيرة الدلفن بفريق فرنسي ومسرح مكشوف عبارة عن استادج لكل الفرق العالمية بأسعار مخفضة مع ايجار المساحات المختلفة حول البحيرة المكشوفة لكل المطاعم والكفيهات دون بناء أى خرسانة لجلوس العائلات من جميع أنحاء الجمهورية طول أيام الأسبوع

وبمجرد وفاة المهندس محمد حماد وتعيين آخر تم غلق حديقة المريلاند بالكامل بسبب أعلنته إدارة حديقة المريلاند وشركة مصر الجديدة فى الصحف حدوث حريق فى إحدى المطابخ لأحد المطاعم الصغيرة، وهل تغلق حديقة 50 فدان بسبب حريق فى مطبخ 3 متر؟

وعلم سكان مصر الجديدة السبب الحقيقى عام 2008 بأن الغرض الحقيقى لغلق حديقة المريلاند هو تجريف المريلاند كاملًا لإنشاء أبراج سكنية وتوجه سكان حى مصر الجديدة إلى كبار الشخصيات بالشكوى الى الرئاسة التى أمرت بوقف ذلك فورًا ووعدت إدارة المريلاند و شركة مصر الجديدة بتطوير المريلاند

ويتابع الدكتور ريحان بأن الكوارث توالت بعد ذلك على الميرلاند المتنفس الوحيد لأهالى مصر الجديدة البعيدين عن نهر النيل وجمالياته حيث تم تأجير المريلاند عام 2008 لشركة مافيليروا، ومن وقتها بدأ جرائم التجريف للأشجار النادرة وتدمير المشتل الرئيسى وتدمير بحيرة الدلفن والبحيرة الكبيرة الرئيسية وحفر جراج و بناء خرسانات كاملة ومبانى من دورين على مساحات كبيرة

كما تم تقسيم الحديقة إلى خمسة أجزاء منفصلة.. مع تجريف الأشجار يوميًا فى أوقات مختلفة ومنع سقى الحديقة كاملة وهى تحتوى على أهم أشجار العالم، و الخمس أجزاء هى الجزء الأوسط حول البحيرة المدمرة الذى تحول إلى مبانى من دورين مطاعم بعد تجريف التربة الزراعية بعمق 2 متر وحفر جراج بكامل الأرض وسيتم افتتاح ملاهى ليلية تحت الأرض و ديسكو و ملاهى، الجزء على اليمين المطل على شارع خفاجة سيتم تجريفه كاملًا وبناء مول تجارى و بنزينة شيل اوت

الدكتور عبد الرحيم ريحان ، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية

أمّا الجزء على الشمال المطل على شارع الأثرى ابن نافع أمام ابرا عثمان أصبح حديقة عامة بتذاكر 70 جنية مع صالة أفراح والمنظر العام لا يليق بحديقة أثرية عريقة، وتحول شارع الأثري بن نافع إلى سوق يشبه سوق الجمعة

وقد ترتب على تجريف مشتل مصر الجديدة الذى يغذى حدائق وجزر وسطى شوارع شرق وشمال القاهرة وهو مشتل عريق ذو قيمة تراثية و بيئية و فيه أشجار نادرة ، تجريف الجزر الوسطى لكل الشوارع فى المنطقة ومنها شوارع ميدان الحجاز ميدان إسماعيلية شارع بيروت و تحويل كل الجزر الوسطى إلى كافيهات و مطاعم ، وكذلك تجريف الحدائق المكشوفة فى الشوارع والميادين الرئيسية.

لوحة التدمير

وينوه الدكتور ريحان إلى استقطاع 3 فدان ناصية شارع الاتحاد الاشتراكي مع الأثرى ابن نافع من الحديقة الأثرية برجوع السور للخلف و تجريفها كاملة و عمل عامود خرسانة حوالى 4 م طول، 3 متر عرض ووضع رخام عليه متر مربع يمثل شكر للحكومة على إنجازتهم في مصر الجديدة والذى أثار غضب كل سكان مصر الجديدة ليس لمضمون اللوح الرخامى ولكن لأن الأرض فى هذه الناصية هابطة وغير مرئية على الإطلاق وهم يعلمون ذلك جيدًا مع وضع سور حراسة حوله ومنع دخول أى فرد للمكان..

وذلك للتلاعب فى أصل تصميم حديقة أثرية وهى معلم رئيسى بالقاهرة وتم استقطاع 3 فدان عن طريق الهيئة الهندسية من أجل هذا العامود، مع العلم بأنه لم يقم أحد من الحكومة بزيارة هذا العامود الذى صنع للتغطية على جرائم التجريف والبناء على أرض زراعية ومخالفات
مخافة الدستور الفصل الثانى

ويؤكد الدكتور ريحان أن هذه الجرائم تخالف الدستور المصرى الفصل الثانى مادة 45 “تكفل الدولة حماية وتنمية المساحة المساحة الخضراء فى الحضر والحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية والسمكية”، والمادة 46 “لكل شخص الحق فى بيئة صحية سليمة وحمايتها واجب وطنى وتلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ عليها وعدم الإضرار بها والاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية بما يكفل تحقيق التنمية المستدامة وضمان حقوق الأجيال القادمة فيها”

مخالفة اتفاقية اليونسكو 1972
كما تخالف المادة 2 من إتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي عام 1972 ومصر من الدول الموقعة عليها

المادة 5 (أ) تعمل الدول الأطراف في هذه الاتفاقية، كل بحسب ظروفها وفي حدود إمكاناتها على ما يلي:على الدول اتخاذ سياسة عامة تستهدف جعل التراث الثقافي والطبيعي يؤدي وظيفة في حياة الجماعة، وإدماج حماية هذا التراث في مناهج التخطيط العام، والمادة 5 د “اتخاذ التدابير القانونية والعلمية والتقنية والإدارية والمالية المناسبة لتعيين هذا التراث وحمايته والمحافظة عليه وعرضه وإحيائه.

التنسيق الحضارى

تخالف التنسيق الحضارى للعاصمة، والجهاز القومى للتنسيق الحضارى يتبع وزارة الثقافة ويهدف إلى تحقيق القيم الجمالية في الفراغ العمرانى ويحق له التدخل لتحقيق القيم الجمالية للعمران المصري بشكل عام بما يشمله ذلك من طرق وميادين وشوارع وحدائق
مخالفة توجهات الدولة

أعلن الرئيس السيسي أمام الجلسة الافتتاحية لقمة شـرم الشـيخ لتنفيذ تعهدات المناخ “COP 27 الذى انعقد في الفترة من 6 حتى 18 نوفمبر 2022 أن مصر تعمل بدأب على الإسراع من وتيرة التحول الأخضر بما يسـاهم في تعزيـز الاسـتثمارات الخضـراء
الحدائق العامة

الحدائق العامة موجودة بنسبة 20 % فى قانون البناء بعد استقرار سكن الحى بعد ١٢٠ سنة استقرار ولأهل مصر الجديدة نسبة فى المنفعة العامة فى الحدائق و مشتل مصر الجديدة. ولا يجوز التلاعب فيها

ويختتم الدكتور ريحان بمطالب سكان حى مصر الجديدة فى ظل عدم وجود مجالس محلية منذ 2011  وهى المسؤولة عن مراقبة الحى والمحافظة أى هى الرقابة الشعبية المباشرة المؤثرة، والتى تتمثل فى رجوع المريلاند إلى وضع عام 1949 حسب الرسومات الهندسية بكل محتوياته كاملة من أنشطة ترفيهية أو زراعات، وعدم تقسيم المريلاند إلى أجزاء أو تغيير مسمى الحديقة، واسترجاع السور و 3فدان داخل الحديقة وهدم النصب التذكاري، وهدم المبانى التجارية حول البحيرة الاستيل كاملة، وهدم الجراج، واسترجاع حديقة الحيوان، واسترجاع البجع و البط فى البحيرة والمراكب البدال، واسترجاع بحيرة البجع بنفس موقعها مع تحديد مهلة لا تتعدى 6 شهور لافتتاح الحديقة، عدم السماح بإيجار مدخل المريلاند من شارع الحجاز للشركات التى أمامه، وإبطال عقدالايجار الذى لم يسدد حتى الآن. ..لشركة مافيليرو الذى تم استغلاله فى قرض ب 50 مليون استرليني اى 350 مليون جنيه

ولا ننسى أن الشجرة تعبير عن الهوية والسيادة على الأرض وقد كان شجر دوم طابا من الأدلة الدامغة على حق مصر فى عودتها