صرح الدكتور زاهي حواس عالم الآثار المصري ووزير الآثار الأسبق في حواره صحفى تم نشره فى عدد من المواقع الألكترونية أن هناك موقع عبري ذكر أن عالم الآثار الإسرائيلي “مانفريد بيتاك” يبحث منذ سنوات عديدة في مدينه إيفريس عاصمة الهكسوس منذ القرن الثامن عشر قبل الميلاد وأن اسم النبي يعقوب ظهر على أختام هذه الفترة التي تتوافق مع زمن يعقوب في مصر.
وزعم “بيتاك” الذي عمل لمدة خمسون عامًا تحت خدعة الجنسية النمساوية أنه من الصعب للغاية الحصول على مزيد من المعلومات بسبب تقييد المصريين بشدة لأعمال التنقيب من جانب أي بعثة آثار إسرائيلية.
وفى ضوء ذلك أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أن ما ذكره العالم الجليل الدكتور زاهى حواس عن خداع مانفريد بيتاك للآثاريين طوال عمله فى الأقصر وإيفريس عاصمة الهكسوس لمدة 50 عامًا معتمدًا على تصريح موقع إسرائيلى يحتمل الصدق والكذب لأنه عمل طوال هذه الفترة فى مصر بجواز سفر نمساوى ولم يقدم أى جواز سفر إسرائيلى، ولم ينشر له الموقع الإسرائيلى صورة جواز سفر إسرائيلى ليؤكد ذلك، لذا يجب أن لا يمر مرور الكرام ويحتاج إلى عدة نقاط توقف
ويشير الدكتور ريحان إلى نظام عمل البعثات الأجنبية مع هيئة الآثار المصرية والمجلس الأعلى للآثار فيما بعد طبقًا لقانون حماية الآثار 117 لسنة 1983 وتعديلاته حيث تخضع أعمال البعثات الأجنبية لإشراف المجلس الأعلى للاثار بشكل كامل
ففى المادة 32 من القانون “يرخص لرئيس البعثة أو من يقوم مقامه بدراسة الآثار التى اكتشفتها البعثة ورسمها وتصويرها، ويحفظ حق البعثة فى النشر العلمى عن حفائرها لمدة أقصاها 5 سنوات من تاريخ أول كشف لها بالموقع يسقط بعدها حقها فى الأسبقية فى النشر”
وفى المادة 33 من القانون ” يصدر مجلس إدارة الهيئة قرارًا بالاشتراطات والالتزامات التي يجب مراعاتها وتنفيذها في تراخيص الحفر بحيث يتضمن الترخيص بيانًا بحدود المنطقة التي يجري البحث فيها، والمدة المصرح بها، والحد الأدنى للعمل بها، والتأمينات الواجب إيداعها لصالح الهيئة وشروط مباشرة الحفر، مع الاقتصار على منطقة معينة حتى إتمام العمل بها، والالتزام بالتسجيل المتتابع والمتكفل بالحراسة والصيانة وتزويد الهيئة بتسجيل متكامل وتقرير علمي شامل عن الأعمال محل الترخيص.
وفى المادة 37 “يجوز بقرار من مجلس إدارة الهيئة إنهاء تراخيص العمل الممنوحة للهيئات والبعثات في الحفائر لمخالفات وقعت منها أثناء العمل
وينوه الدكتور ريحان إلى أن البعثة النمساوية برئاسة مانفريد بيتاك تقدمت بكل مسوغات العمل طبقًا للشروط وتقدم رئيس البعثة بجواز سفر نمساوى وبالتحرى عنه وبالطبع لا توجد بجوازات السفر الأجنبية خانة الديانة يتضح أن مانفريد بيتاك عالم مصريات وأستاذ جامعى وعالم آثار وباحث انثروبولوجيا من النمسا، عضو الأكاديمية الملكية السويدية للآداب والتاريخ والآثار، عضو المعهد الألمانى للآثار، عضو الأكاديمية البولندية للعلوم، عضو الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، عضو أكاديمية ناتسونالى دى لينتشى، عضو أكاديمية النقوش والآداب الجميلة، عضو الأكاديمية النمساوية للعلوم، بمعنى أنه عالم آثار له مكانته الدولية ولا غبار عليه فيتم الموافقة على عمل بعثته وتمديد العمل سنويًا
ويتابع الدكتور ريحان بأنه طبقًا لقانون حماية الآثار بالمواد المذكورة آنفًا فإن البعثة النمساوية تقدم تقريرًا سنويًا عن نتائج أعمالها يحدد مدى استمراريتها، وكون أنه يستمر فى العمل طوال 50 عامًا، فهذا يعنى أمرين: إمّا أن حفائره تسير وفق المنهج العلمى والخطة التى تقدم بها دون انحراف، وإمّا أن كل أمناء المجلس الأعلى للآثار فى فترة عمله ومنهم العالم الجليل الدكتور زاهى حواس لم يقرأوا تقاريره العلمية ويقيموها بأنها تعمل فى إطار جمعية علم الآثار التوراتية، وهذه إدانة لهم جميعًا بالتقصير فى عمل من صميم أعمالهم، وبالتالى فإن التصريح بخداع مانفريد بتاك بعد 50 عامًا من العمل فى غير موضعه ويحاسب المسؤلين عنه
ويختتم الدكتور ريحان أن الدولة تتبنى مششروعًا قوميًا بسيناء غير مسبوق باعتبارها قاطرة التنمية لمصر بتوجيهات القيادة السياسية، وهو مشروع التجلى الأعظم المؤسس على مسار نبى الله موسى ومناجاته لربه عند شجرة العليقة المقدسة وتلقيه ألواح الشريعة من على جبل المناجاة وتجلى المولى عز وجل للجبل المقابل فدك الجبل،
وكل هذه دلائل أثرية على مسار نبى الله موسى، اعترفت بها القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى وبنت كنيسة خالدة فى حضن شجرة العليقة المقدسة كل من يدخلها حتى الآن يخلع نعليه تبركًا بنبى الله موسى، واعترف بها الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى حين بناء أشهر أديرة العالم فى الوادى المقدس وهو دير طور سيناء والذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى بعد العثور على رفاة القديسة كاترين على أحد جبال المنطقة الذى حمل اسمها، واعترفت اليونسكو بكل هذا حين تسجيلها مدينة سانت كاترين تراث عالمى 2002 وضعت ذلك ضمن معايير التقييم
وهذه أدلة أثرية ملموسة على وجود نبى الله موسى فى مصر وخروجه إلى الأرض المقدسة عبر سيناء، وأن التصريح بعدم وجود أدلة أثرية على ذلك ضد مصلحة الدولة وضد هذا المشروع العظيم الذى نتعرض فيه لضربات شرسة تحاول نزع صفة القداسة عن الوادى المقدس بسيناء
وينوه الدكتو ريحان إلى طبيعة جمعية علم الآثار التوراتية التى تأسست عام 1974 على يد المحامي الأمريكي هيرشل شانكس، تدعم وتعزز علم الآثار التوراتية، وتشمل منشوراتها الحالية مراجعة علم الآثار التوراتية بينما كانت تنشر سابقًا مراجعة الكتاب المقدس (1985-2005) وتنشر جمعية علم الآثار التوراتية أيضًا كتب حول علم الآثار التوراتية موجهة للجمهور العام وتقيم الجمعية ندوات وجولات سياحية تقدم فرصة للتعلم مباشرة من علماء الآثار والعلماء العالميين المشهورين منذ أكثر من 45 عامًا، كما تنتج مقاطع فيديو وأقراص مدمجة عن علم الآثار وعلم الآثار التوراتية.
تتبنى جمعية علم الآثار التوراتية نهج علم الآثار التاريخي في حفرياتها، حيث يسعى باحثيها إلى فهم العلاقة بين النصوص المقدسة أوالقديمة والجغرافيا التي يتم اكتشافها فيها، ويسخرون العلم لخدمة النص التوراتى، بتزوير نتائج الحفائر خاصة فى فلسطين والأردن ومصر ليتوافق مع النص التوراتى خدمة لأغراض استعمارية لا علاقة لها بالعلم
وتعمل العديد من البعثات الأجنبية لجامعات ومعاهد كبرى تحت هذه المظلة وتتقدم بأوراق سليمة قانونيًا وعلماء معروفين، ومن يحدد طبيعة عملهم وإتجاهاتهم فى مصر هى الجهة المنوط بها الإشراف على عمل البعثة وهى المجلس الأعلى للآثار