أخبارشئون مصريةمنوعات

عالم آثار يكشف لـ ” المحروسة نيوز ” أسباب تقديمه إعتذار رسمى للعالم المصرى الكبير فاروق الباز

في يوم 30 أبريل، 2024 | بتوقيت 2:00 مساءً

لفت نظرى تصريح للعالم المصرى الكبير الدكتور فاروق الباز بقوله “أنا عندي 82 سنة ولسة بذاكر”

وتذكرت حكايتى مع العالم الجديد التى تؤكد صدق هذه المقولة علاوة على قمة التواضع الذى يتصف به مما يزيده قيمة وقامة ورقى

كنت متواجدًا بقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا أمارس عملى اليومى كمفتش آثار أقوم بعمل حفائر فى موسم الحفائر، وأمر على القلعة لمتابعة حالتها المعمارية والإنشائية والفنية وكتابة تقرير بذلك، وشرح معالم القلعة للزيارات الرسمية من كبار الشخصيات

وذات يوم جاءنى مدير الشركة السياحية بقرية صلاح الدين بطابا وهو صديق فاضل الأستاذ شريف ومعه ضيف لم يعرفنى عليه وبالطبع مجاملة له بحكم الجيرة والصداقة قمت بالشرح لهذا الضيف

وكنت مفتش آثار صغير فى بدايات عملى ليس لدى الخبرة والعلم الكافى ورافقته بين معالم قلعة صلاح الدين وشرحت له معالمها، وكان مستمعًا جيدًا ينصت لكل ما أقول ويشعرنى بأهمية شرحى وقيمته بل وأشعرنى أننى أستاذ وهو تلميذ يتعلم منى ويسأل أسئلة بسيطة وعميقة وأجيب عليه

الدكتور عبد الرحيم ريحان ، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية

المفاجأة

وبعد أن انتهيت من الشرح ولإعجابى بهذا الشخص الذى وجدت فيه مفكرًا متواضعًا مصغيًا ومهتمًا بكل ما أقول وكأنى ألقى عليه قصيدة مصر تتحدث عن نفسها، سألت مدير الشرك السياحية مش تعرفنى على ضيفك يا أستاذ شريف؟

وكانت إجابته كالصاعقة بالنسبة لى حين قال “انت متعرفش الدكتور فاروق الباز يا عبد الرحيم”

ودارت فى ذهنى تساؤلات سريعة دون أن أشعرهما بذلك كيف يكون هذا العالم الجليل الكبير العالمى فاروق الباز دون أن تصاحبه بروباجندا أو تشريفة أو يتم إبلاغى بقدومه لأكون فى انتظاره بكل اللى على حبل الغسيل
ثم رحبت به ترحيبًا خاص يليق بمقامه وأنا فى شدة الذهول

واعتذرت له عن جهلى بعدم معرفته، فكانت ردوده الراقية بلسمًا أشعرنى بأننى أديت ما على وأكثر، وأشاد بشرحى وما لمسه فى من عشق لعملى كشهادة أعتز بها هى وسام على صدرى وتاج على رأسى

ولكن ما أحزننى بعد نهاية الزيارة هو ضياع هذه الفرصة العظيمة دون إلتقاط صورة مع العالم الجليل، ولم يكن زمن المحمول قد هل علينا، والكاميريا لغلو ثمنها والتى كانت تساوى مرتبى سنة كاملة، كانت لا تخرج إلا فى أعمال الحفائر أو توثيق عمل أثرى أو زيارة رسمية مبلغ عنها مسبقًا

هكذا هو عالمنا الكبير الذى نفتخر به دائمًا ابن مصر البار الخلوق المتواضع الإنسان، وفى المقابل هناك أشخاص لا يساوون شىء فى العلم ولا الأخلاق وحين تحدثهم يقولون لك ” انت متعرفشى أنا مين” والرد ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴾ الإسراء 37

وولد فاروق الباز في عام 1938، في مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية (شمال القاهرة)، وحصل على شهادة البكالوريوس من جامعة عين شمس بمصر، في عام 1958، ثم نال شهادة الماجستير في الجيولوجيا عام 1961 من معهد علم المعادن بميسوري الأميركية، وبعد ذلك حصل على شهادة الدكتوراه في عام 1964، وتخصص في التكنولوجيا الاقتصادية.

عمل الباز في وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» للمساعدة في التخطيط للاستكشاف الجيولوجي للقمر، كاختيار مواقع الهبوط لبعثات «أبوللو» وتدريب رواد الفضاء على اختيارهم لعينات مناسبة من تربة القمر، وإحضارها للتحليل والدراسة إلى الأرض.

ويشغل العالم المصري منصب مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية، كما تولى سابقاً منصب نائب رئيس مؤسسة «آيتك» لأجهزة التصوير بولاية ماساتشوستس عام 1982، وقبلها في عام 1973 قام بتأسيس وإدارة مركز دراسات الأرض والكواكب، في المتحف الوطني للجو والفضاء بمعهد سميثونيان بواشنطن.

قام بتدريس علم الجيولوجيا في عدة جامعات، مثل جامعة أسيوط بصعيد مصر، من عام 1958 إلى عام 1960، وجامعة ميسوري بأميركا من عام 1963 إلى 1964، وجامعة هايدلبرغ في ألمانيا من عام 1964 إلى عام 1965.
حصل الباز على ما يقرب من 31 جائزة، أشهرها جائزة «إنجاز أبوللو»، والميدالية المميزة للعلوم، وجائزة تدريب فريق العمل من «ناسا»، وجائزة فريق علم القمريات، وجائزة فريق العمل في مشروع «أبوللو» الأميركي السوفياتي، وجائزة «ميريت» من الدرجة الأولى من الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، وجائزة الباب الذهبي من المعهد الدولي في بوسطن، وجائزة الابن المميز من محافظة الدقهلية.

عمل الباز مستشاراً للرئيس السادات في الفترة ما بين عامي 1978 و1981. وكذلك اختاره الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي في المجلس الاستشاري لكبار علماء وخبراء مصر، منذ سبتمبر 2014.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد إلتقى عدة مرات مع  العالم المصري الكبير الدكتور فاروق الباز،مستعرضاً خلال اللقاء آخر صور المسح الجيولوجي لعدد من المناطق المصرية للاستفادة من مخزون المياه الجوفية بها، من أجل استصلاحها وتنميتها زراعياً وتحويلها إلى مجتمعات تنموية متكاملة.

كما تناولت هذه اللقاءات  سبل الارتقاء بمنظومة التعليم والبحث العلمي، في ضوء ما تمثله من أهمية قصوى في سبيل تحقيق التقدم والتنمية الشاملة ، والأهمية التي توليها الدولة لموضوعات التعليم والبحث العلمي، وسعيها لبناء قاعدة علمية قادرة على قيادة مصر المستقبل.

ودعوة الرئيس السيسى لضرورة التحرك السريع للاستفادة من مخرجات البحوث التطبيقية وتحويلها إلى صناعات منتجة تساهم في دفع عملية التنمية الاقتصادية .