نشر متحف «الشرق الأدنى ومصر والبحر الأبيض المتوسط»، بجامعة سابينزا فى روما، مقالة علمية فى مجلة التراث الثقافىJournal of Cultural Heritage، المجلد 67 عدد مايو – يونيو 2024 صفحات من 158 إلى 163 “مرفق رابط المقالة العلمية”
https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S1296207424000475#fig0002
توضح تفاصيل استنساخ مومياء رمسيس الثانى بقيام متحف جامعة سابينزا للشرق الأدنى ومصر والبحر الأبيض المتوسط، بإنتاج نسخة طبق الأصل مثالية من مومياء رمسيس الثاني بمواد عضوية ومستدامة والسماح بعرضها بدون واجهة عرض وحتى لمسها من قبل الزوار في المتحف.
وتم ذلك عبر ست خطوات قاموا بتوضيحها فى المقالة من خلال استخدام الصور المتاحة لحالة مومياء رمسيس الثاني عام 1912، لبناء نسخة ثلاثية الأبعاد من أجزاء جسم المومياء باستخدام أحد البرامج مفتوحة المصدر (Cloud Compare)، وذكروا إن هذا البرنامج أتاح إعادة إنتاج الأشكال والنسب الصحيحة التى تميز أجزاء المومياء الأصلية
وفى ضوء هذا أعلن خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، رفضه بشكل قاطع هذا العمل المخالف لكل قواعد الأخلاق المعروفة كما يعد إهانة لكرامة الإنسان ممثلًا فى أعظم ملوك مصر القديمة
ويشير الدكتور ريحان إلى حكاية الخروج الوحيد لمومياء رمسيس الثانى خارج مصر إلى فرنسا فى السبعينيات من القرن العشرين، وقد أكتشفت المومياء عام 1881 بالبر الغربى بالأقصر ثم نقلت إلى المتحف المصرى ومنها إلى متحف الحضارة، وفى السبعينيات سافرت إلى فرنسا للعلاج بدعوى وجود فطريات بها، وإن كانت الحقيقة هى للدعاية الصهيونية ولمعرفة هل هو فرعون الخروج أم لا؟
وقد أكد الدكتور زاهى حواس وقد كان مديرًا لآثار الهرم وقتذاك خطأ سفر المومياء إلى فرنسا وأن السفر لم يكن للعلاج بل للبحث عن فرعون الخروج، وأن قرار إرسال المومياء إلى فرنسا كان قرارًا خاطئًا وأن الفرنسيين لم يتتبعوا ما حدث للمومياء اطلاقًا، فقط استقبلوا المومياء استقبالًا ملكيًا
وأن العلماء المصريين سألوا الفرنسيين عما يجرى بالمومياء فأجابوا بعثورهم على حشرة غريبة وكرروا هذا الإجابة فى عدة مناسبات لدرجة أن البعض أصبح يتندر بأن الحشرة حصلت على الجنسية الفرنسية، وأشار الدكتور إبراهيم النواوى مدير عام المتحف المصرى الأسبق وقتها أن المومياء لم تتقبل أشعة جاما التى أجريت بفرنسا وأصبحت حبيسة فاترينة زجاجية لأكثر من عشر سنوات، وعندما أرسلت هيئة الآثار للجانب الفرنسى تطالبه بالالتزام بتعهده بمعاينة المومياء بواسطة لجنة من الباحثين إلا أن هذه اللجنة لم تحضر
وأشار الدكتور ممدوح يعقوب مدير الإدارة الهندسية الأسبق بوزارة الآثار وقتها إلى تخاذل الجانب الفرنسى ورأى أن هيئة الآثار لا تعرف خطوات علاج هذه المومياء وكان يجب على المعمل الكيميائى الذي صاحب أحد أفراده المومياء فى رحلتها إلى فرنسا أن يقدم تقريرًا مدعمًا بالصور والتحاليل على هيئة الآثار ويتساءل هل هناك سر فى عدم تقديم التقرير؟
ونظرًا لأهمية مومياء رمسيس الثانى فقد وجه خالد الذكر المغفور له بإذن الله تعالى المرحوم الدكتور على رضوان أستاذ الآثار المصرية القديمة ورئيس الاتحاد العام للآثاريين العرب السابق نداءً لإنقاذ المومياء مطالبًا هيئة الآثار المصرية بأن تتوجه بنداء إلى الجهات العلمية فى فرنسا التى شاركت فى عملية المعالجة أن تتقدم بأحدث أجهزتها وأكبر فريق علمى لديها لكي تقوم بالكشف على المومياء فإذا تقاعست فعلى هيئة الآثار أن تجمع خيرة علماء مصر والمتخصصين فى المومياوات ليقدم تقريرًا عن المومياء يرفع إلى اليونسكو
ونوه الدكتور ريحان إلى أنه منذ ذلك الوقت والموضوع غامضًا وأن استنساخ متحف جامعة سابينزا للشرق الأدنى ومصر والبحر الأبيض المتوسط لمومياء رمسيس الثانى هى رسالة إلى العالم بأنه فرعون موسى ولا يوجد دليل أثرى واحد يؤكد صحة هذه المزاعم
وأردف بأن رمسيس الثانى أعظم ملوك مصر القديمة بطل الحرب والسلام حكم فى الفترة من 1279 إلى 1213 ق.م لمدة 67 عامًا وشهرين، وتوفي عن عمر 90 أو 91عامًا ونقلت جثته لاحقًا إلى الخبيئة الملكية حيث تم اكتشافها عام 1881م
هو ابن الفرعون سيتي الأول والملكة تويا، وكان يلقب بالحاكم الشريك لوالدِه حيث رافق والده أثناء حملاته العسكرية على النوبة وبلاد الشام وليبيا وهو فى عمر الرابعة عشر، وعين رمسيس في مشاريع ترميم موسعة وبناء قصر جديد في أواريس وتولى الحكم بعد وفاة سيتي الأول وتزوج كثيرًا من النساء منهم أميرات العائلة المالكة مثل نفرتارى وإست نفرت، كما تزوج من ابنة ملك خيتا وأطلق عليها الاسم المصري “ماعت نفرو رع“
قاد رمسيس الثاني عدة حملات شمالاً إلى بلاد الشام، وفي معركة قادش الثانية في العام الرابع من حكمه (1274 ق.م.)، قامت القوات المصرية تحت قيادته بالاشتباك مع قوات مُواتالّيس ملك الحيثيين استمرت لمدة خمسة عشر عامًا ولكن لم يتمكن أي من الطرفين هزيمة الطرف الآخر.
وفى العام الحادى والعشرين من حكمه (1258 ق.م.)، أبرم رمسيس الثاني معاهدة بين مصر والحيثيين مع خاتوشيلي الثالث، وهي أقدم معاهدة سلام في التاريخ.
وتابع الدكتور ريحان أن رمسيس الثانى خلال مدة حكمه قام ببناء عددًا كبيرًا من المبانى يفوق أى ملك مصرى يآخر، فقد بدأ بإتمام المعبد الذي بدأه والده في أبيدوس ثم بنى معبد صغير خاص به بجوار معبد والده ولكنه تهدم ولم يتبق منه إلا اطلال، وفي الكرنك أتم بناء المعبد الذي قد بدأه جده رمسيس الأول، وأقام في طيبة الرامسيوم (أطلق علماء القرن التاسع عشر على هذا المعبد الجنائزى اسم الرامسيوم نسبة إلى رمسيس الثانى) وهو معبد جنائزى ضخم بناه رمسيس لآمون ولنفسه، وتوجد له رأس ضخم أخذت من هذا المعبد ونقلت إلى المتحف البريطانى.
وأقام رمسيس الثانى معبدى أبو سمبل، المعبد الكبير له المنحوت في الصخر ويحرس مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني وهو جالس، ويزيد ارتفاع كل تمثال عن 20 م، والمعبد الصغير المنحوت أيضا في الصخر لزوجته نفرتارى وكان مكرسًا لعبادة الإلهة حتحور إلهة الحب والتي تصور برأس بقرة، وتوجد في واجهة المعبد ستة تماثيل ضخمة واقفة أربعة منهم لرمسيس الثاني واثنين للملكة نفرتارى ويصل ارتفاع التمثال إلى حوالي 10 متر.
وبناءً عليه تطالب حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان بتقديم شكوى إلى اليونسكو لهذا التصرف الغير أخلاقى والمطالبة بوقفه باعتباره مهزلة وإهانة لتاريخ مصر وحضارتها العظيمة وعبث بمومياء الأجداد
كما تطالب الحملة بالاحتجاج رسميًا عن طريق وزارة الخارجية باعتبار إهانة الجداد هى إهانة للأحفاد الذين يرفضون بالإجماع هذا التصرف
https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S1296207424000475#fig0002